مدونة شبابية: بناء السلام الشامل وحقوق الإنسان للمرأة في العصر الرقمي

التاريخ:

ياسمينة بن سليمان، مؤسسة Politics4Her. الصورة: بإذن من ياسمينة بن سليمان

ياسمينة بن سليمان، ناشطة شابة في مجال حقوق الإنسان من المغرب، ومؤسِّسة Politics4Her، مدونة وحركة نسوية بقيادة شبابية تشجع مشاركة الشابات والفتيات الشاملة في السياسة. عملت ياسمينا مع الكيانات الحقوقية والمنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة المختلفة، كما شاركت في برنامج الشابات صانعات السلام التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة.

نظرًا لأن جيلنا غالبًا ما يُصنف على أنه جيل "المواطنات والمواطنين الرقميين"، يجب أن نؤمن بخبراتنا في التكنولوجيات الرقمية ونستثمر فيها لتعزيز برامج بناء السلام وحقوق الإنسان للمرأة. إن وجود فجوة رقمية ضخمة حقيقة، حيث يفتقر 360 مليون شابة وشاب إلى إمكانية الوصول إلى الإنترنت، لا سيما في البلدان النامية، وكثيرًا ما يكون وصول الفتيات والنساء إلى التكنولوجيا والإنترنت محدودا.

بينما قد يزعم البعض أن التكنولوجيات الرقمية وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي لا تحدث تغييرًا في الواقع، فإن حركات مثل MeToo وBalance ton Porc وMasaktach وNiUnaMenos وHeForShe، وغيرها، تركت بصمتها في تاريخ المرأة. إن إمكانية الوصول إلى الإنترنت ليست فقط محركًا للنمو الاقتصادي والمساواة المبنية على النوع الاجتماعي وحقوق الإنسان بل أيضًا محرك لبناء السلام الشامل للجميع.

عندما ظهرت الجائحة في آذار/ مارس 2020، اندهشت بزيادة صفحات المناصرة في المغرب، والآن أصبحنا ائتلافًا يعمل يدًا بيد، وعندما تنشأ قضية في بلدنا تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان وحقوق المرأة والترويج للعنف القائم على النوع الاجتماعي، نهم بالعمل، حيث كنا نتحرك معًا بشكل سلمي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وفي الوقت الذي تعمل فيه الشابات صانعات السلام على الدفاع بنشاط عن تنفيذ سياسات شاملة من منظور النوع الاجتماعي بالإضافة إلى نشر المزيد من النساء في بعثات حفظ السلام، تخوض العديد من النساء المعركة عبر الإنترنت منذ ظهور الجائحة.

وقد أدت جائحة كوفيد-19 إلى تفاقم أوجه عدم المساواة، مما زاد من التحديات التي تواجه النساء في جميع أنحاء العالم، وعلينا أن نستمر في رفع أصواتنا لصالح من لا صوت لهن، ليس لأنهن غير قادرات على ذلك، ولكن لأن هذا واجبنا كجيل جديد من بناة السلام وكجزء من مواطنتنا الدولية. ومع ظهور الحركات في جميع أنحاء العالم مؤخرًا، من السنغال إلى فلسطين أو حتى كوبا مؤخرًا، كانت القوى الشبابية في الخطوط الأمامية، تنشر الوعي بفضل ما أصبح أقوى أداة في القرن الحادي والعشرين، وهي وسائل التواصل الاجتماعي. وقد تم استخدامها بشكل إيجابي حتى نتمكن من الاختراق، ليستمع الجميع لأصواتنا، وندعو للتغيير حتى إذا لم يتم تضميننا في عمليات صنع القرار والسلام، يمكننا إيجاد طريقة لتولي زمام المبادرة.

وكان أحد الأسباب الرئيسية التي دفعتني إلى إطلاق Politics4Her هو أنني شعرت أن الشابات نادرًا ما يكون لهن صوت في المجالات التي يهيمن عليها الذكور مثل السياسة أو العلاقات الدولية أو الدبلوماسية أو حتى بناء السلام، علاوة على ذلك، لا تحصل دول منطقتنا، وبعضها متأثر بالحرب والصراعات والإرهاب، على تغطية إعلامية مناسبة، ناهيك عن وجهات النظر النسوية والشبابية الشاملة، ومع الاعتقاد الراسخ أن تضمين المزيد من النساء في الأبعاد الاجتماعية والسياسية والاقتصادية هو طريق نحو المساواة المبنية على النوع الاجتماعي وبالتالي السلام، لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه.

على الرغم من ظهور تحديات مثل التضليل والتغليط وخطاب الكراهية، وتلقينا العديد من الهجمات والتهديدات، فنحن معًا أقوى، نحن وكلاء التغيير، نجلب تغييرات في العالم الحقيقي من خلال هذا العالم الرقمي، ونعزز التعايش والسلام والمساواة والعدالة والقيم التي يجب أن ندافع عنها جميعًا. ولأول مرة في التاريخ، أصبح لدى الأشخاص التي تعرضت للتمييز أو التهميش، ممن سلبت حريتهم/ن لعقود، أداة لتغيير ميزان القوى بشكل جذري، ولذا، يجب ألا نتغاضى عن قوة هذه الأداة وإمكانياتها في تعزيز بناء السلام وحقوق المرأة.