المجتمع المدني

الصورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة/ لورين روني

خلفية:

يُشكل العمل الوثيق بين هيئة الأمم المتحدة للمرأة والمجتمع المدني واحدة من نقاط القوة الرئيسية للمنظمة. فقد لعب المجتمع المدني دورًا حاسمًا – من خلال دعواته وجهوده المتضافرة على المستوى العالمي - في إنشاء هيئة الأمم المتحدة للمرأة ككيان تابع للأمم المتحدة في عام 2011 معني بتحقيق المساواة المبنية على النوع الاجتماعي وتمكين جميع النساء والفتيات.

ومنذ ذلك التاريخ، أصبحت شراكة هيئة الأمم المتحدة للمرأة مع المجتمع المدني شراكة استراتيجية ومبتكرة، هدفها تيسير التضامن النسوي، وبناء الحركة النسوية.

ويعتبر التعاون الوثيق مع المجتمع المدني في صميم ولاية ودور هيئة الأمم المتحدة للمرأة، حيث يقوم على الاعتراف بالحاجة إلى مشاركة صاحبات وأصحاب المصلحة المتعددين لتحقيق التمتع الكامل بحقوق الإنسان الأساسية للمرأة.

وفي عصر التنمية المستدامة وخطتها لعام 2030، عملت هيئة الأمم المتحدة للمرأة والمجتمع المدني معًا لتسليط الضوء على مبدأ عدم تخلف أحد عن الركب، مع إيلاء الاهتمام بشكل خاص إلى حقيقة أن النساء والفتيات يعانيين من التمييز متعدد الجوانب، القائم على النوع الاجتماعي، والعمر، والإعاقة، أو التمييز بسبب أوضاع الهجرة، أو اللجوء، والجنسية والعرق والظروف الصحية والتوجه الجنسي والموقع الجغرافي والوضع الاجتماعي والاقتصادي، وأشكال التمييز الأخرى.

إن المشاركة مع المجتمع المدني، ولا سيما على مستوى القاعدة الشعبية، من شأنها أن تدعم هيئة الأمم المتحدة للمرأة في تحديد احتياجات الأشخاص الأكثر عرضة لخطر التهميش.

وفي هذا السياق، تدعم هيئة الأمم المتحدة للمرأة مشاركة المجتمع المدني في العمليات الحكومية الدولية الرئيسية مثل لجنة وضع المرأة والمؤتمرات الدولية الكبرى الأخرى. وتفخر هيئة الأمم المتحدة للمرأة بتيسير الحوار المستمر من قبل المجتمع المدني مع صناع السياسات بما يضمن تضمين أصوات النساء والإعلاء منها في هذه العمليات الحاسمة.

إعلان ومنهاج عمل بيجين 25+ ومنتدى جيل المساواة

يعمل المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة للدول العربية مع منظمات المجتمع المدني من جميع أنحاء المنطقة العربية منذ عام 2019.وقد تمثل محور هذه المشاركة في عملية المراجعة الإقليمية التي أجريت بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لاعتماد إعلان ومنهاج عمل بيجين (بيجين 25+)، بالإضافة إلى التعاون من خلال منتدى القيادات الشبابية والحوار بين الأجيال الذي اُختتم باعتماد إعلان تم تقديمه إلى عملية المراجعة الإقليمية لبيجين 25+ وأفضى إلى حوار مع المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، السيدة فومزيلي ملامبو نكوكا.

بالإضافة إلى ذلك، شارك المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة للدول العربية مع المجتمع المدني في العمل الذي استتبعه حول منتدى جيل المساواة، وهو تجمع عالمي بقيادة المجتمع المدني من أجل تحقيق المساواة المبنية على النوع الاجتماعي، تعقده هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وتشترك في استضافته حكومتا المكسيك وفرنسا، ومن المتوقع أن ينعقد المنتدى خلال النصف الأول من عام 2021.

الصورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة/ لورين روني

في عام 2018، أنشأ المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة مبادرة أجورا الابتكار في النوع الاجتماعي، وهو منتدى استشاري ومنصة للحوار المنتظم مع الشابات والشباب. تتكون أجورا من مجموعة من المتخصصات والمتخصصين في المجتمع المدني، وعدد من القيادات الشبابية وشخصيات لها تأثير على شبكات التواصل الاجتماعي. وتستهدف المبادرة تطوير حلول مبتكرة من أجل تحقيق المساواة المبنية على النوع الاجتماعي، وتبادل أفضل الممارسات والأساليب. وقد شاركت هذه المجموعة من المناصرات والمناصرين في مشاورات إعلان بيجين 25+ الإقليمية.

كوفيد-19

في سياق جائحة كوفيد-19، أصبح تعزيز الشراكات مع منظمات المجتمع المدني التي تقودها النساء والنسويات أكثر أهمية، وذلك لضمان إدراج النساء والفتيات في مقدمة وصميم خطط الاستجابة لفيروس كوفيد-19 والتعافي منه على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية.

ويقوم المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة للدول العربية بتقديم الدعم منذ شهر آذار/مارس 2020 للجهات الفاعلة في المجتمع المدني من جميع أنحاء المنطقة وذلك بهدف إنشاء "شبكة منظمات المجتمع المدني والنسوي للدول العربية " بهدف دعم وتوجيه جهود التخطيط والاستجابة لفيروس كوفيد-19 والتعافي منه في المنطقة العربية.

تتكون هذه الشبكة المتنامية التي تقودها منظمات المجتمع المدني حاليًا من 25 منظمة مجتمع مدني نشطة، ومنظمات شعبية نسوية من كل من البحرين ومصر والعراق والأردن ولبنان وليبيا والمغرب وفلسطين وتونس واليمن.

تهدف الشبكة إلى:

• حشد الجهود التي تبذلها مختلف الجماعات النسوية في المجتمع المدني في الدول العربية للتعاون من أجل التخفيف من آثار فيروس كورونا على النساء والفتيات، لا سيما من الفئات الضعيفة والمهمشة.
• خلق صوت ووكالة قوية للمرأة في الدول العربية لمعالجة عدم المساواة الهيكلية طويلة الأمد المبنية على النوع الاجتماعي في المنطقة.
• تقديم المشورة والتوصيات بشأن السياسات للحكومات في المنطقة، لا سيما فيما يتعلق بمعالجة الثغرات القائمة التي واجهتها النساء خلال جائحة كوفيد-19.
• تبادل الخبرات وأفضل الممارسات للتدخلات الناجحة التي قامت بها مجموعات المجتمع المدني استجابةً للجائحة.
• إجراء تحليلات النوع الاجتماعي التي تسلط الضوء على تأثير لجائحة كوفيد-19 على النساء والفتيات في المنطقة وتقديمها للحكومات ووسائل الإعلام وعامة الناس.
• دعوة لفتح المجال العام أمام منظمات المجتمع المدني للعمل معًا ومع الحكومات استجابةً لكوفيد-19 للتخفيف من آثاره على النساء.
• تيسير مشاركة المرأة في المنطقة العربية في العمليات الحكومية الدولية الإقليمية والعالمية وكذلك في فعاليات المجتمع المدني، مثل منتدى جيل المساواة وائتلافات العمل التابعة له.

تستند هذه الشبكة إلى ركائز التنوع والشمول، حيث تجمع بين ممثلي وممثلات من المنظمات التي تعمل مع الأشخاص ذوي/ذوات الإعاقة والمهاجرات، وتلك التي تعمل على قضايا النساء والسلام والأمن، وقضايا المثليات والمثليين بالاضافة إلى القيادات الشبابية. وتضم الشبكة أيضًا نسويات معروفات وممثلات عن هياكل الحوكمة الخاصة بمنتدى جيل المساواة فضلًأ عن وجود وزيرات سابقات ومستشارات حكوميات وعضوات وأعضاء سابقون في الأجهزة النسائية من المنطقة العربية.

مجموعة تنسيق الشراكة مع منظمات المجتمع المدني

في إطار الدور الهام الذي تلعبه هيئة الأمم المتحدة للمرأة، يدعم المكتب الإقليمي مجموعة تنسيق الشراكة مع منظمات المجتمع المدني. وتعتبر هذه المجموعة بمثابة مجموعة استشارية لشبكة منظمات المجتمع المدني والنسوي للدول العربية. وتهدف المجموعة إلى تعزيز الشراكات، وتعبئة الموارد للشبكة. وتتألف المجموعة من المنظمات الدولية بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة، ومؤسسة Oxfam وOpen Society وKvinna till Kvinna وKVINFO وذلك بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة بوصفها أمانة تنسيقية لهذه المجموعة.