عائلة فلسطينية مثال يحتذى به لزوجان يشاركان الأعمال المنزلية معًا

التاريخ:

Ilham Edaes and Amer El Farrargy with their son Majd at his pre-school graduation.  Photos Courtesy Ilham Edaes and Amer El Farrargy
إلهام ادعيس وعامر الفرارجة مع ابنهما مجد، احتفالًا بتخرجه من مرحلة ما قبل المدرسة. الصور: إلهام ادعيس وعامر الفرارجة

اسفرت جائحة كوفيد-19 عن تداعيات وخيمة على حياة العديد من الاشخاص في جميع أنحاء العالم وكانت لهذه الاضطرابات مخاطر صحية جديدة بسبب تفشي مرض جديد وليس له علاج بعد.

تعمل إلهام ادعيس، التي تبلغ من العمر 28 عامًا، في مجال الرعاية الصحية في الضفة الغربية، فلسطين، وهي متخصصة في فحص سرطان الثدي. كانت تعمل إلهام كل يوم، منذ شهر آيار/ مايو وتخدم المجتمعات التي يصعب الوصول إليها من خلال عيادة متنقلة تقدم فحص لسرطان الثدي. تدرك إلهام خطورة وأهمية العمل الذي تقوم به، فإن على عاتقها مسؤولية كبيرة لأن فرص البقاء على قيد الحياة تكون أعلى عند اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة.

Ilham Edaes works to provide the hardest-to-reach communities with a mobile clinic that offers breast cancer screening. Photos Courtesy Ilham Edaes and Amer El Farrargy
تعمل إلهام ادعيس جاهدة للوصول إلى المجتمعات التي يصعب الوصول إليها وإتاحة خدمات العيادة المتنقلة التي من شأنها ان تقدم لهم فحص سرطان الثدي. الصورة: إلهام ادعيس وعامر الفرارجة.

تقول إلهام أنه "من الضروري الا يتم تسليط الضوء على جائحة كوفيد-19 فقط ويجب الا ننسي الأمراض الخطيرة الاخرى التي لا تزال تشكل خطرًا مثل سرطان الثدي" وأكملت حديثها قائلة "كان من المهم جدًا بالنسبة لي العودة إلى العمل في أقرب وقت ممكن لإنقاذ الأرواح. فلقد جعلت جائحة كوفيد-19 التفاعل مع الاشخاص أكثر صعوبة من أي وقت مضي حيث يخشى الكثير من الذهاب إلى مؤسسات الرعاية الصحية للاختبار، لذلك فاننا نتوجه بالعيادة المتنقلة إلى منازلهم".

إلهام لديها طفل اسمه مجد ويبلغ من العمر خمس سنوات. يعيش مجد وسط والديه ويشاهدهما وهما يشاركان معًا الأعمال المنزلية وهو أمر غير معتاد في المنطقة حيث يتم تصوير أعمال الرعاية المنزلية والأعمال غير مدفوعة الأجر إلى حد كبير على أنها عمل نسائي ويجب على النساء والفتيات القيام به. زوج إلهام، السيد عامر الفرارجة ، الذي درس القانون ويتطوع في منظمة الأفق للتنمية الشبابية، هو مناصر نشط في قضايا المساواة بين الجنسين.

صرح عامر قائلًا أنه "من شأن تقاسم المسؤوليات في المنزل أن يخلق رابطة أقوى بين الأسرة ويسمح لي ولزوجتي العمل بالتناوب والحصول على قسط من الراحة وهو أيضًا ما يقوي علاقتي بأبني مما يجعلنا أسرة سعيدة".

تستغرق إلهام اربعة ساعات للوصول إلى مكان عملها وذلك نظرًا إلى الحواجز الاسرائيلية واغلاقات الطرق ولكنها تعمل جاهدة للتوازن بين عملها وأسرتها ويعمل الزوجان على تقضية أكثر وقت معًا من أجل سعادة الأسرة. ونظرًا لإغلاق المدارس بعد تفشي جائحة كوفيد-19، تولى عامر المسؤولية الكاملة الخاصة بتعليم مجد من المنزل وذلك بالإضافة إلى الأعمال المنزلية الأخرى التي يؤديها بانتظام.

"عندما كانت حفاضات ابني تمتلئ (عندما كان رضيعًا)، كان عامر دائمًا هو المسؤول عن تغيير حفاضته" تتذكر إلهام وتقول أيضًا"إذا كان من المتوقع أن تكون المرأة منتجة في العمل، مع الاضطرار إلى العناية الكاملة بالأسرة مثل التنظيف والطهي ورعاية الأطفال، فلن تتمكن من بذل كامل جهدها في أي شيء ولهذا السبب، قررت انا وزوجي عامر على تقاسم المسؤوليات ومشاركاتها معًا". 

Amer Farragy helps his son Majd with schoolwork. Photos Courtesy Ilham Edaes and Amer El Farrargy
عامر فراجة يساعد ابنه مجد في الواجب المدرسي. الصورة: إلهام ادعيس وعامر الفرارجة

تشير النتائج المستخلصة من الدراسة الاستقصائية الدولية حول الرجال والمساواة بين الجنسين (IMAGES) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أن الرجال الذين شارك آباؤهم في الأعمال المنزلية وكذلك الرجال الذين تم تعليمهم القيام بهذا العمل وهم أطفال، هم أكثر الاشخاص عرضة للمشاركة في مثل هذه الأعمال والمسؤوليات في زواجهم.

"لقد أسرفت جائحة فيروس كوفيد-19 عن تداعيات اقتصادية وخيمة مما كان له تأثير سلبي على تفاقم عدم المساواة بين الجنسين القائمة في معظم البلدان من حول العالم. حان الوقت للإعتراف بانه لا يمكن تحقيق المساواة بين الجنسين إلا إذا تحمل الرجال والفتيان المسؤولية الكاملة والعمل جنبًا إلى جنب مع النساء والفتيات، لتغيير ديناميات النوع الاجتماعي التي تعيق التقدم في هذه القضية". جاء ذلك وفقًا لما صرح به السيد معز دوريد، المدير الإقليمي بالإنابة للمكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة للدول العربية. وأضاف قائلًا "إن مشاركة الرجال والنساء في المنزل وفي القوى العاملة، من شأنه أن يخفف من الأعباء الثقيلة بالفعل على عاتق النساء وأن يرفع من مستوى معيشة العائلات وأن يعزز من الانسجام في مجتمعات بأكملها".

Amer Farragy prepares dinner for his family. Photos Courtesy Ilham Edaes and Amer El Farrargy
السيد عامر وهو يحضر الطعام لعائلته. الصورة: بإذن من عامر الفررجي

تعمل هيئة الأمم المتحدة للمرأة على حملة إقليمية، "لأني رجل"، لرفع مستوى الوعي العام حول أهمية اشراك الرجال في الأعمال الرعائية والعمل من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين، وتهدف الحملة إلى تغيير مواقف الرجال وسلوكياتهم تجاه تقاسم أعمال الرعائية المنزلية والأبوية. أقامت الحملة شراكة مع منظمات مجتمعية محلية ومؤثرات ومؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهير ورجال ونساء في المجتمعات المحلية عبر ستة بلدان في المنطقة، وهي مصر ولبنان والمغرب وتونس والأردن وفلسطين.

خلال فترة تدابير الإغلاق، حضرت إلهام ادعيس وعامر الفرارجة عدة جلسات تدريبية عبر الإنترنت حول المساواة بين الجنسين والتي نظمتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة الأفق، مما ساعدهما على تحديد ومشاركة مسؤولياتهما في المنزل ونتيجة لذلك يشعر كلاهما أن حياتهما ذات مغزى ومنتجة أكثر من أي وقت مضى. كان التدريب جزءًا من برنامج رجال ونساء من أجل المساواة بين الجنسين، الذي تموله حكومة السويد، لتعزيز الذكورية الإيجابية والمساواة بين الجنسين في المنطقة.

يهتم إلهام وعامر بتربية ابنهما ليصبح شخص له آراء داعمة للمساواة بين الجنسين، موضحين أنهما يريدان تعليمه أنه من الطبيعي أن يقوم الرجل بتنظيف الحمامات وجمع القمامة والا يخجل وهو يقوم بمثل هذه الأعمال، مما يمكنه من أن يصبح له دورًا إيجابيًا ونموذج يحتذى به لأصدقائه وأقرانه.

تقول الهام "عندما تُعلم ابنك أنه من الطبيعي لرجل أو فتى أن يقوم بالأعمال المنزلية مثل التنظيف والطهي، فإنك بذلك تساهم في تغيير سلوكيات متأصلة في مجتمعات كاملة".

يؤمن عامر أن النساء والرجال خلقوا سواسية ويقول "تحب زوجتي عملها، ورغم انه مرهق لها إلا أنها تستمتع به، وإن كان ذلك الشغف لديها لا يستحق مشاركتي لها بالأعمال المنزلية فأنا لا أعلم ما الذي يستحق".

للمزيد من المعلومات وللتفاعل معنا في الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي، يرجى استخدام هاشتاج #لأني_رجل و #العمل_سويًا