خمسة أسئلة: "لإيجاد حلول مستدامة لأزمة المناخ، لا بد من الاعتراف بالمساهمات المهمة للمرأة"
التاريخ:
أنيسة بك درنا، المعروفة أيضًا باسم نيسا بيك، هي شخصية إعلامية تبلغ من العمر 24 عامًا وناشطة مناخية، وهي مؤسسة مشروع مولان، وهي مبادرة يقودها الشباب والشابات تهدف إلى نشر الوعي ودعم تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في ليبيا.
بالإضافة إلى ذلك، فهي القائدة الوطنية لمنظمات الشباب والشابات البيئية "ليتس دو إت" و "فرايدايز فور فيوتشر في ليبيا". مع أكثر من 9 سنوات كمدافعة عن البيئة، حصلت نيسا على العديد من الأوسمة والجوائز، بما في ذلك جائزة ديانا المرموقة، المستوحاة من الأميرة ديانا أميرة ويلز. في الآونة الأخيرة، تم الاعتراف بها من قبل منظمة جرينبيس كواحدة من 10 ناشطين وناشطات أفارقة في مجال المناخ يغيرون وجه الكوكب.
- متى قررتِ العمل على مكافحة تغير المناخ لأول مرة؟
عندما كان عمري 8 سنوات، طورت اهتمامي بالطبيعة والحفاظ على التنوع البيولوجي من خلال مشاهدة "أطفال الاكتشاف". كنت أرغب في دراسة العلوم البيئية مثل أبطالي وانتظر ظهور الفرصة. كان عمري 14 عامًا عندما بدأت في دراسة العلوم البيئية في المدرسة الثانوية وقد كانت تجربة رائعة وفرصة لتعلم ما يحدث في عالمنا وذلك عندما أدركت أنني كإنسان لست سوى جزء صغير من عالم مليء بالنظم البيئية والكائنات الحية التي تعمل بنشاط للحفاظ على استمرار العالم وأن في الحقيقة لم أكن أقوم بدوري. بدلًا من ذلك، كنت أقوم دون علمي بمقاطعة انسجام هذا العالم من خلال أنشطتي اليومية. كانت تلك دعوة إيقاظي.
بدأت ببطء في تعلم المزيد عن علوم البيئة وعلم الأحياء وتغير المناخ. في الكلية، أردت مشاركة هذه المعرفة التي اكتسبتها مع الآخرين من خلال إطلاق مشروع مولان وبدأت في تقديم ورش عمل وتدريب للشباب والشابات من مختلف الأعمار لإلهامهم/ن للعمل معًا لمكافحة أزمة المناخ.
- كيف يمكن أن تكون الشابات جزءًا من استراتيجيات الحل والتخفيف من تغير المناخ؟
النساء هن الأكثر تضررًا من الأحداث البيئية. إنهن يميلن إلى مواجهة أكبر المخاطر بسبب وضعهن الاجتماعي والاقتصادي. في الوقت نفسه وبسبب كل هذه القضايا، تتمتع النساء بفهم جيد لما هو مطلوب للتكيف مع تغير المناخ.
لا تزال المرأة موردًا غير مستغل إلى حد كبير بسبب التحيزات القائمة ونقص الوصول إلى التعليم المناسب والموارد المالية. لقد قرأت في مكان ما أنه إذا أتيحت للنساء فرصًا عادلة في سوق العمل مثل نظرائهن من الرجال، فيمكن إضافة 26٪ إلى الناتج المحلي الإجمالي العالمي السنوي بحلول عام 2025. وهذا أكثر من كافٍ لسد فجوة تمويل المناخ اللازمة لمكافحة تغير المناخ. لذلك، من أجل التخفيف العملي والفعال لتغير المناخ، يجب أن نطلق العنان لخبرات وقدرات المرأة. لإيجاد حلول مستدامة لأزمة المناخ، لا بد من الاعتراف بالمساهمات المهمة للنساء كصانعات قرار وخبيرات ومعلمات في جميع القطاعات.
- ما الذي يتطلبه الأمر لجذب انتباه الجميع بشأن هذه المسألة؟
من ملاحظتي، يعتبر تغير المناخ مشكلة غير معترف بها لدى معظم الناس. شيء يحدث بعيدًا في المناطق النائية مثل جزر المحيط الهادئ أو القطب الشمالي. يعتقد البعض الآخر أنه شيء لن يحدث حتى في المستقبل البعيد. يستخف الناس بطبيعة الحال بالمشكلات البعيدة أو المشكلات التي لم تؤثر عليهم/ن وعلى دائرتهم/ن الاجتماعية المباشرة. وبالتالي، بدلًا من الحديث عن التأثيرات العالمية لتغير المناخ، يجب أن نسلط الضوء على الآثار التي تتم مواجهتها على المستوى المحلي. يجب أن تنشر وسائل الإعلام تلك القصص المحلية، مثل التغييرات في التوزيع الجغرافي للأغذية والآثار الصحية الحالية، مثل الأمراض التي تنقلها المياه أو الربو الناتج بالفعل عن تلوث الهواء. أعتقد أن هذه استراتيجية أفضل لجذب انتباه الناس.
- ما هو دور الشباب والشابات في مكافحة تغير المناخ؟
الشباب والشابات أكثر ارتباطًا ببعضهم البعض وبكوكبنا أكثر من أي نقطة أخرى في التاريخ. نحن ندرك عواقب أزمة المناخ وأن وحدتنا وعملنا الجماعي ضروريان لإنقاذ مستقبلنا وإنسانيتنا من الانقراض. ما نحتاجه الآن هو أن يدرك صناع السياسات ذلك أيضًا.
تظل أصوات الشباب والشابات غير مسموعة في صنع السياسات المحلية والوطنية، لذلك يجب أن نستخدم أزمة المناخ التي تؤثر علينا وعلى مستقبلنا بشكل أكبر كنقطة دخول لجذب الشباب والشابات إلى المحادثة. يحتاج الأشخاص الذين يمتلكون القوة اليوم إلى فهم رغبتنا في خلق المستقبل الذي نريده. لذلك، يجب أن نعتمد على معرفة بعضنا البعض، والأفكار الجديدة والابتكار لجلب أنفسنا إلى طاولة صنع القرار.
- ما هي النصيحة التي تقدمينها للشابات الأخريات اللاتي يرغبن في المساهمة في العمل المناخي؟
نحن نطلق على كوكب الأرض "الطبيعة الأم" لسبب ما. سمات كوكبنا تشبه سمات المرأة. أعتقد أن المرأة والطبيعة يشتركان في علاقة قوية من نواح كثيرة. ولهذا السبب، أعتقد أننا نحن النساء لدينا القوة لحماية أرضنا بشكل أفضل. أريد من جميع النساء أن يفكرن في هذا الارتباط عندما يشاركن في العمل المناخي، فهذا سيمنحهن الثقة للاستمرار ويشعرن بالتأثير الإيجابي لأعمالهن مهما بدت صغيرة.
بالنسبة للنساء اللواتي يرغبن في المساهمة في الاستجابة للمناخ، أقول يجب تعلم المزيد عن العلوم والتكنولوجيا والفن وذلك فقط من خلال المعرفة ستتمكن من تأمين مكانكن على طاولة صنع القرار. ابدأن الآن، بأي صفة وبأي نوع من المعرفة التي تمتلكيها بالفعل. يمكن أن يكون أحد أشكال المساهمة بسيطًا مثل تسليط الضوء على العمل الذي تقوده نساء أخريات وتضخيمه. يعد هذا ضروريًا لبناء مجتمعات يتم فيها تشجيع النساء على المساهمة ويشعرن أن مساهمتهن في العدالة المناخية لا تقل أهمية عن مساهمة أي شخص آخر.