اجتماع فريق عمل الأمم المتحدة المعني بتمكين المرأة: مرحلة جديدة في النهوض بتمكين المرأة في ليبيا
التاريخ:

عقد الفريق الأممي في ليبيا المعني بالمرأة اجتماعه الدوري في 10 فبراير2025، في خطوة تمثل علامة
فارقة في التزامه بالتنسيق المستمر للنهوض بتمكين المرأة داخل مكتب الأمم المتحدة في ليبيا. وقد أتاح هذا اللقاء فرصة لاستعراض إنجازات المجموعة خلال عام 2024، ومناقشة التحديات، وتحديد الأولويات للعام المقبل.
دور فريق العمل المعني بتمكين المرأة في تعزيز التنسيق داخل الأمم المتحدة
يُعدّ الفريق الأممي المعني بالمرأة (GTG)، الذي تم تشكيله في عام 2019 في إطار معايير أهداف التنمية المستدامة، آلية تنسيق مشتركة بين وكالات الأمم المتحدة لدعم إدماج تمكين المرأة على جميع مستويات البرامج. يركز الفريق على تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع الأفراد، باعتباره ركيزة أساسية لتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وذلك تماشيًا مع توجيهات المجلس الاقتصادي والاجتماعي والمراجعة الشاملة للسياسات لعام 2020.
يعتمد الفريق على نهج "المسار المزدوج" لدمج تمكين المرأة في جميع المبادرات وتحفيز الأنشطة الهادفة، كما يشرف على سجل أداء فريق الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة لتعزيز التخطيط وتحسين إدارة البرامج. ويرأس الفريق المعني بالمرأة ممثل أو ممثلة مكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة أو ممثل آخر ذو صلة، حسب التوافر والخبرة. ومن خلال تنسيقه الفعّال، يعزز الفريق قدرة منظومة الأمم المتحدة على إحداث تغيير تحولي على المستوى الوطني.
في ليبيا، تتولى هيئة الأمم المتحدة للمرأة رئاسة الفريق المعني بتمكين المرأة، بينما تشترك بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وصندوق الأمم المتحدة للسكان في مهام الرئاسة المشتركة. وقد أعيد تفعيل خطة عمل الفريق في عام 2023، ما يعكس الجهود المتجددة لدمج قضايا تمكين المرأة وحقوقها في جميع برامج الأمم المتحدة في البلاد. تضمنت عملية إعادة التفعيل تحليلًا شاملًا لوضع تمكين المرأة داخل فريق الأمم المتحدة التشاوري، باستخدام بطاقة أداء المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، مما أرسى الأساس لإجراءات هادفة.
يجمع الفريق جهات التنسيق من مختلف وكالات الأمم المتحدة لضمان اتباع نهج موحد لإدماج قضايا المرأة في جميع جوانب البرامج الأممية، مما يجعله آلية تنسيق مركزية لمبادرات تمكين المرأة. كما يلعب دورًا محوريًا في مواءمة أولويات الأمم المتحدة مع احتياجات ليبيا، مما يضمن بقاء التمكين في طليعة جهود التنمية وتعزيز التقدم المستدام طويل الأجل.
الإنجازات الرئيسية لعام 2024
في عام 2024، حقق الفريق تقدمًا ملحوظًا، لا سيما من خلال تعزيز التزامات فريق الأمم المتحدة القطري، وإدماج تمكين المرأة في البرمجة، وبناء القدرات، ودعم السياسات ذات الصلة. ومن أبرز الإنجازات:
- إعداد تقارير اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو): نسق فريق العمل، بقيادة هيئة الأمم المتحدة للمرأة، إعداد تقرير فريق الأمم المتحدة القطري وتقديمه إلى الدورة الـ 91 للجنة سيداو للمرة الأولى منذ عام 2009. ويعد هذا الإنجاز خطوة مهمة في مواءمة جهود الأمم المتحدة مع الأطر الدولية لحقوق الإنسان، وضمان مساءلة ليبيا أمام المعايير العالمية للمساواة.
- التدريب على استخدام مقاييس المساواة بين الرجال والنساء: نظمت هيئة الأمم المتحدة للمرأة دورات تدريبية حول مؤشر المساواة بين الرجال والنساء بالتعاون مع الفريق الأممي المعني بالمرأة. وقد عززت هذه المبادرة قدرات موظفي الأمم المتحدة على إدماج اعتبارات التمكين في إطار عمل الأمم المتحدة للتعاون في مجال التنمية المستدامة، مما يمثل تقدمًا ملموسًا في الإدماج المنهجي للمساواة.
- المناصرة والإجراءات المشتركة: شملت الجهود البارزة إصدار بيانات صحفية مشتركة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وحملة الـ 16 يومًا من النشاط، بالتعاون مع أصحاب المصلحة الرئيسيين، للتأكيد على أهمية تعزيز الحقوق ومكافحة العنف. كما لعبت هيئة الأمم المتحدة للمرأة دورًا أساسيًا في دعم منظمات المجتمع المدني وتنسيق الحوارات الوطنية حول التمكين خلال اليوم الوطني.
تحديد الأولويات لعام 2025 وما بعده
مع التطلع إلى المستقبل، أكد المعتكف على أهمية الاستمرار في تعزيز المشاركة والمساءلة. ويهدف الفريق العالمي المعني بالمرأة إلى:
- تعزيز المشاركة والمساءلة داخل فريق الأمم المتحدة القطري، عبر ضمان المشاركة الفعالة في أنشطة التمكين، لا سيما فيما يتعلق برصد التقدم نحو المعايير الدولية لحقوق الإنسان والإبلاغ عنه.
- الحفاظ على الشراكات وتوسيع نطاقها، لا سيما مع منظمات المجتمع المدني الليبية والهيئات الحكومية والشركاء الدوليين، لتعزيز الأثر الجماعي لمبادرات التمكين.
- استكشاف فرص جديدة للتعلم عبر المواضيع، لا سيما في المجالات الناشئة مثل الشباب والسلام والأمن وتغير المناخ، من خلال تعزيز التعاون مع مجموعات التنسيق الأخرى التابعة للأمم المتحدة.
التحديات والتقدم المحرز
واجه الفريق الأممي المعني بالمرأة في عام 2024 تحديات متزايدة، مع تصاعد القيود على الحقوق في ليبيا. وقد شكلت إعادة تفعيل "شرطة الآداب" مؤشرًا على تراجع أوسع نطاقًا على حقوق المرأة في ظل تفاقم عدم الاستقرار السياسي، وتقلص الحيز المدني، وتزايد المقاومة المجتمعية لحقوق المرأة. كما أدى تراجع دور منظمات المجتمع المدني، وتزايد الرقابة، والقيود المفروضة على المشاركة في الحياة العامة والسياسية، إلى تفاقم هذه الصعوبات.
بالإضافة إلى ذلك، شكل استمرار غياب الحماية القانونية من العنف والتحرش، وإقصاء النساء من مساحات صنع القرار الرئيسية، عقبات كبيرة أمام النهوض بالمساواة. وفي مواجهة هذه التحديات، قامت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، بالتعاون مع أعضاء مجموعة العمل، بتيسير المناقشات الطارئة، وإجراء التحليلات القانونية، ووضع خطة عمل لتوجيه استجابة الأمم المتحدة.
المضي قدمًا معًا
وفر اجتماع فريق العمل في 10 فبراير 2025 أيضًا المساحة لتجديد الالتزام بتمكين المرأة في ليبيا. تواصل هيئة الأمم المتحدة للمرأة قيادة الجهود داخل فريق الأمم المتحدة القطري، لضمان إعطاء الأولوية لاعتبارات تمكين المرأة في جميع البرامج والمبادرات والسياسات.
ومع استمرار عمل الفريق الأممي المعني بالمرأة، تسعى هيئة الأمم المتحدة للمرأة من خلال قيادتها لهذه الجهود لتعزيز جهود تمكين المرأة ومراعاة تضمينها في صميم عمل الفريق القطري للأمم المتحدة في ليبيا.