رحمه قحيف: رحلة شابة ليبية نحو التمكين
التاريخ:
في كلمات رحمة قحيف، تتجلى قصة نجاح ملهمة تبرز الدور الفعّال الذي تلعبه المرأة الليبية في المجتمع. بدأت رحلة رحمة مع الكشافة عندما كان عمرها سبع سنوات، حيث حضرت حدثاً نظمته الحركة الكشفية برفقة والدتها. "منذ ذلك الحين، أصبحت كل ما تمثله الكشافة من قيم وتقاليد جزءًا لا يتجزأ من حياتي"، تقول رحمة وهي تتذكر بداياتها.
عملت رحمة بجد واجتهاد لتصبح قائدة لفرقة مرشدات في سن الثالثة والعشرين. وكانت هذه الخطوة الأولى نحو تحقيق حلمها بالإرشاد والتأثير الإيجابي على حياة الفتيات في طبرق. تضيف رحمة: «منذ ذلك الحين، علمت أنني أريد المساهمة في تطوير الفتيات وتوجيههن نحو مستقبل مشرق».
لكن طموحات رحمة لم تتوقف عند هذا الحد. سرعان ما اكتشفت أن شغفها بالتصوير الفوتوغرافي يحتل مكانة خاصة في حياتها. نجحت في تطوير مهاراتها في التصوير بفضل الدورات التدريبية التي حضرتها، وأصبحت قادرة على تقديم جلسات تدريبية بنفسها. "لم يكن الأمر سهلاً، لكني واجهت التحدي بثقة، وها أنا اليوم ثاني مصورة فوتوغرافية متخصصة في تصوير المناسبات النسائية"، تقول رحمة بابتسامة. أصبحت رحمة ثاني مصورة فوتوغرافية منفردة متخصصة في تصوير المناسبات النسائية في مدينتها، مما حقق لها نجاحًا ملفتًا في مجتمعها وزاد من عملائها. ومنذ ذلك الحين، تضمّ مدينة طبرق الآن أكثر من 25 مصورة فوتوغرافية. أمن لها التصوير الاستقلال المالي والفرصة للتطور في مجال التصوير، حتى امتدت لتصوير المناسبات الطبية والإعلانية والمشاريع.
واجهت رحمة تحديات كثيرة في مجتمعها التقليدي، لكنها لم تستسلم، بل تحدت الصعاب بشجاعة وإصرار. "أردت أن أثبت لنفسي وللمجتمع أن المرأة الليبية قادرة على المزيد"، تؤكد رحمة بعزيمة. بالإضافة إلى التصوير والكشافة، أصبحت رحمة الآن مختصة في العلاج الطبيعي. بالنسبة لها، يعكس هذا التخصص شخصيتها الرحيمة التي تجذبها للعمل الإنساني الذي يقرّبها من الناس والمرضى.
خلال الفيضانات التي ضربت مدينة درنة في سبتمبر ٢٠٢٣ ، كانت الكشافة في طبرق من بين أوائل المستجيبين لتقديم المساعدة. "كنا هناك يداً بيد لمساعدة من يحتاجون إلينا، ولم يمنعنا شيء عن تقديم الدعم للمتضررين"، تشير رحمة, حيث اجتمعت الكشافة الإناث في طبرق في إحدى المدارس لفرز وتجميع الحاجيات والملابس والمعدات للمساهمة في التصدي لهذه الكارثة الإنسانية.
"اليوم، أصبح للمرأة الليبية دور فعّال ومساهمة حقيقية في بناء المجتمع حتى خلال الانتخابات البلدية الحالية، يجب إشراك النساء كموظفات في الادارات الانتخابية وتشجيعهن كمترشحات وناخبات لضمان تكافؤ الفرص"، تقول رحمة وهي تعبّر عن رؤيتها للمستقبل. "لنستمر في تمكين المرأة ومنحها الفرصة للتألق في كل مجال، فهي شريكة أساسية في بناء ليبيا المستقبلية اليوم"، تختم رحمة قصتها بالتفاؤل والأمل.
تنصح رحمة النساء الليبيات بالانضمام إلى الحركات الكشفية بسبب فوائدها على التعليم وتمكين المرأة بدورها المؤثر والمدافع في المجتمع.
تسلط قصة رحمة الضوء على أهمية #الإستثمار-في-المرأة من الناحية المالية والمهارات، فضلاً تحقيق الحلم وتحديد الهدف والتصميم على تحقيقه بالرغم من التحديات. هي قصة يمكن أن تلهم العديد من النساء والفتيات، وتذكرنا بأن الإرادة الصلبة هي مفتاح النجاح في أي مجال.