كلمات من أمل إبراهيم: أردت أن أفهل شيئًا من أجل عائلتي وأن أكون عونًا لزوجي

أمــل، أم لثالثــة أطفــال فــي قريــة نائيــة فــي المنيــا، لجــأت إلــى الاقتراض مـن الجيـران بعـد أن فقـد زوجهـا مصـدر دخلـه الوحيـد. عندهـا قــررت أمــل الانضمام إلــى البرنامــج الــذي ســمعت عنــه مــن إحــدى الجيــران.

"يعمـل زوجـي كسـائق شـاحنة – وكان يحصـل علـى راتـب كافـي لتغطيـة احتياجــات المنــزل الأساسية. عندمــا تعطلــت شــاحنته ولــم نكــن قادريــن علـى إصلاحها، قـد بـذل قصـارى جهـده للبحـث علـى وظيفـة أخـرى هنـا وهنــاك لكســب المــال، ولكــن لــم يحالفــه الحــظ. فــي النهايــة، لــم يكــن لدينـا خيـار سـوى الاقتراض مـن العائلـة والجيـران لمجـرد تدبيـر أمورنـا.

شــعرت بالعجــز وعــدم القــدرة علــى القيــام بــأي شــيء. أردت أن أفعــل شيئًا من أجل عائلتي وأن أكون عونًا لزوجي لاستعادة كرامتنا. مما جعلنــي ممتنــة للفرصــة التــي رزقنــي بهــا الله في مثل هذا الوقت الصعب. بصراحة، لم أكن لأتخيل أبدًا أننـي قـادرة علـى العمـل وإدارة شركة إذا اتيحت لي الفرصة.

بعــد الانتهاء مــن التدريــب علــى المبيعــات وتلقــي التمويــل الأولي، كان لــدي أنــا وشــركائي فــي العمــل (متدربــات أخريــات) خطــة لتنميــة وتوسيع مجال العمل. لذلـك اسـتأجرنا متجـرًا صغيرًا وبدأنا في تخزين المنتجــات مثــل الفــوط الصحيــة والمــواد الاستهلاكية الأخرى مثــل الأطعمة والمشــروبات.

بصفتنــا بائعــات محترفــات، لــم نكــن نرغــب فــي الانتظار بســلبية حتــى يطلــب العمــاء منتجاتنــا. قررنــا التصــرف بشــكل اســتبقائي والتواصــل مــع قاعــدة العمــلاء التــي شــكلناها خــلال فتــرة التدريــب وعرضنــا إحضــار البضائـع التـي يحتاجونهـا إلـى منازلهـم - علـى غـرار "خدمـات التوصيـل للمنــازل" المقدمــة فــي المــدن الكبــرى.

قمنــا أيضًا بتكرار النموذج الذي تعلمناه من خلال البرنامج. نقوم بتأجيــر ســيارة إلــى القــرى المجــاورة بالتنــاوب بيننــا لتوصيــل منتجاتنــا وبيعها. بفضــل هــذا النهــج، أتيحــت لنــا فــرص أكبــر للبيــع وتعرفنا على قاعدة عملاء أوسع. حاليًا، أصبحنا بائعات بالجملة لمحلات السوبر ماركت القريبة والتي تتواصل معنا عبر الهاتف.

فمــن خــلال تجاربــي الحياتيــة، تعلمــت أنــه مــن الأفضل دائمًا ان يكون لديـك مصـادر متعـددة للدخـل. مـن خـالل مهـارات البيـع التـي اكتسـبتها، بالتــوازي مــع عملــي مــع المجموعــة، أديــر عملــي الخــاص مــن المنــزل لبيــع مســتحضرات التجميــل والملابس الجاهــزة للجيــران.

تغيـرت حيـاة أسـرتي تمامًا، لقـد سـددنا ديوننـا ولـم نعـد بحاجـة إلـى دعـم مالـي مـن أحـد. عندمـا يحتـاج أطفالـي إلـى المـال، يمكننـي توفيـره وانا قادرة الآن على شراء الأطعمة التــي يحبونهــا. لــم أنــس نفســي أيضًا، يمكنني الان شراء ملابس جديدة لنفسي نظرًا لحرصي على ان أبدو أنيقة وحسنة المظهر خلال تواجــدي فــي العمــل وقــد اشــتريت أيضًا موقدًا جديدًا وثلاجة جديـدة كنـت أحلـم بهـا دائمًا ولكن لم اجرؤ على طلبها من زوجي نظرًا للصعوبـات التـي كنـا نواجههـا.

فــي المرحلــة الأخيرة مــن البرنامــج، تــم تعيينــي كمشــرفة للمبيعــات - وقــد شــعرت بالفخــر لتولــي هــذا الــدور. كنــت خائفــة فــي البدايــة، وكان لـدي بعـض الشـكوك فـي قدراتـي. ومـع ذلـك تمكنـت مـن إدارة وتنسـيق مجموعــة مكونــة مــن 11 امــرأة. لقــد ســاعدتهن فــي إدارة مبيعاتهــن وأعطيتهــن نصائــح لبــدء مشــاريعهن الخاصــة مــن خــال تجربتــي."