على لسان آمنة الساعي: " أؤمن بأن لكل فرد دورًا يلعبه لتعزيز دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في كل المجتمعات"

التاريخ:

آمنة الساعي، المؤسسة المشاركة والمديرة التنفيذية لمؤسسة "حلم". الصورة: بإذن من آمنة الساعي.

آمنة الساعي، 31 عامًا، هي المؤسسة المشاركة والمديرة التنفيذية لمؤسسة "حلم وهي مؤسسة مجتمعية تعمل على ضمان الشمول الفعال والمستدام للأشخاص ذوي الإعاقة في مكان العمل. مؤسسة حلم هي إحدى الشركاء الرئيسيين في برنامج التعليم التنفيذي بكلية الشئون الدولية والسياسة العامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وهو البرنامج المسؤول عن تقديم خدمات ودورات تدريبية حول مهارات التوظيف، وذلك في إطار البرنامج المشترك بين هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) "التمكين الاقتصادي للمرأة من أجل النمو الشامل والمستدام في مصر" - "رابحة" والذي يتم تنفيذه بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة ووزارة التجارة والصناعة، وجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وبدعم من حكومة كندا، ممثلة في وزارة الشؤون الخارجية والتجارة والتنمية.

من خلال الشراكة مع برنامج التعليم التنفيذي التابع للجامعة الأمريكية بالقاهرة، ستقدم مؤسسة حلم خدمات استشارية وتدريبية متعددة لضمان أن جميع الدورات التدريبية، التي يتم تنفيذها من خلال البرنامج، تضع في المقام الأول احتياجات النساء ذوات الإعاقة اللائي سيتلقين تدريبات حول مهارات التوظيف والتوجيه المهني. تحدثنا مع آمنة الساعي للتعرف على رحلتها المهنية كرائدة شابة في قطاع التنمية ومعرفة المزيد عن أهداف مؤسسة حلم من خلال هذا التعاون.

"في عام 2011، عندما كنت طالبة في الجامعة، دار يومًا حوارًا مع أصدقائي حول الأحداث التي مررنا بها في حياتنا وجعلتنا ندرك بعض التحديات التي قد تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة. بعد هذا الحوار، تسائلنا أنا ورامز ماهر ]المؤسس المشارك لمؤسسة حلم[، "ما الذي يمكننا فعله لمواجهة بعض هذه التحديات التي يعيشها الأشخاص ذوي الإعاقة في مجتمعنا؟ وكانت هذه هي البداية التي وُلدت بها فكرة "حلم" حيث بدأت كفكرة لمشروع طلابي حتى أصبحت مؤسسة مجتمعية متخصصة. اليوم، وبعد سنوات من التجارب والأخطاء، نحن من أكثر المؤسسات المجتمعية، المعنية بهذه القضية، تأثيرًا في مصر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

بصفتي امرأة شابة وكمؤسِّسة مشاركة ومديرة تنفيذية لمؤسسة مجتمعية مؤثرة تتعامل مع العديد من الهيئات الخاصة والعامة ومنظمات المجتمع المدني، فإن مواجهة العادات الثقافية -المغلوطة- حول سلوك المرأة جزء من حياتي. أشعر أحيانًا أن البعض لا يأخذني على محمل الجد، لكن في اللحظة التي أبدأ فيها عرض ومناقشة دور المؤسسة، يبدأ الجميع في الاستماع باهتمام.

أي ضغط إضافي يؤثر على المجتمع فهو يؤثر تلقائيًا وبشكل أكبر على الأشخاص ذوي الإعاقة، لذا أضافت جائحة كورونا إلى قائمة هذه الضغوطات، ومن تبعيات كوفيد-19 أنه تم تعليق جميع أنشطتنا، لكننا لم نستسلم. كنا جميعًا- رامز [المؤسس المشارك لمؤسسة حلم]، وأنا وفريق "حلم"- مصممين على مواصلة أنشطتنا من خلال المنصات المتاحة عبر الإنترنت، خاصة أن هناك فجوة كبيرة في الخدمات المقدمة عبر الإنترنت للأشخاص ذوي الإعاقة، ليس فقط في مصر، ولكن في الشرق الأوسط بأكمله ومنطقة شمال أفريقيا. كانت المرونة والقدرة على التكيف عاملين أساسيين للتمكن من الاستجابة بنجاح لمثل هذا التغيير الصعب وغير المسبوق. إلى الآن، تعمل إستراتيجيتنا التدريبية عبر الإنترنت بشكل جيد، لكننا نواجه أيضًا تحديات في الوصول إلى بعض المستفيدين/ات بسبب الفجوة الرقمية ومشكلات الاتصال عبر الانترنت.

نتعاون الآن مع برنامج التعليم التنفيذي بكلية الشئون الدولية والسياسة العامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة لتوفير خدمات التوظيف والتدريب للنساء ذوات الإعاقة. نحن سعداء جدًا بهذا التعاون لأنه سيساهم في ضمان دمج النساء ذوات الإعاقة في برنامج التمكين الاقتصادي للمرأة ومنحهن فرصة أفضل لدخول سوق العمل. لقد عملنا مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة لتحقيق ذلك، بدءًا من التعريف بأنواع الإعاقات المختلفة ودعم تصميم وتخصيص المواد التدريبية لتلائم الإعاقات المختلفة. أحد أهدافنا الرئيسية التي نأمل أن نحققها من خلال هذا التعاون هو استخدام هذا التدخل كنموذج تعليمي في قطاع التنمية حيث يُعد التدخل الأول من نوعه في مصر.

تعتبر النساء ذوات الإعاقة من بين الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع حيث إنهن لا يواجهن تحديات نتيجة إعاقتهن فحسب، بل يواجهن أيضًا التمييز القائم على النوع الاجتماعي من المجتمع والثقافة السائدة. لمواجهة التحديات، نحتاج إلى العمل على جميع النواحي حتى يصبح دمج النساء ذوات الإعاقة هو القاعدة التي يتم أخذها في الاعتبار في كل تدخل تنموي.

نصيحتي لكل من يريد المساعدة في قضيتنا هي عدم وضع افتراضات بشأن احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة. بدلًا من وضع افتراضات حول احتياجاتهم/ن، يمكننا أن نبدأ بأن نطرح الأسئلة وتثقيف أنفسنا. أؤمن أن لكل فرد دورًا يلعبه لتعزيز دمج جميع الأشخاص ذوي الإعاقة في كل المجتمعات."