من موقعي هذا: "عندما تكون طموحاتك قوية بما فيه الكفاية لا شيء يمكن أن يمنعك من تحقيق أهدافك."
التاريخ:
نُشر في الأصل على موقع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في الأردن.
خلال خبرتها العملية الأولى في مركز الواحة التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في مخيم الأزرق، نوفة علي شدة، ٣٣ عامًا، أم لخمسة أطفال، تجد نفسها تسعى وراء النمو الذاتي والاستقلال والاستقرار المادي.
قبيل خمس سنوات غادرت سوريا مع زوجي وأطفالي الخمسة بحثًا عن حياة أفضل، وقضينا أربعة أشهر على الحدود بين سوريا والأردن قبل وصولنا إلى مخيم الأزرق للاجئين، بالرغم من أننا كنا نتطلع إلى الاستقرار إلا أنه كان من الصعب الحصول على فرص العمل.
لم يكن لدي خبرة عمل سابقة لأنني كنت ربة منزل، وقرر زوجي أن يستمر في إعالة أسرتنا وحصل على وظيفة في قطاع البناء خارج المخيم، واعتنيت بأطفالي وتوليت الأعمال المنزلية، لكن لم يكن هذا كافيًا لتغطية احتياجاتنا وكانت الحياة مثل زقاق مسدود.
ثم تلقيت تدريبًا على الخياطة عبر منظمة أخرى وقررت الالتحاق بمركز الواحة حتى أقدم الدعم المادي لأسرتي، والأهم من ذلك أنني أردت أن أتعلم، وعلى الرغم من أنني لم يكن لدي خبرة واسعة في مجال الخياطة، أتيحت لي الفرصة للعمل في قسم القص الذي يدعم إنتاج مجموعة لوازم للأطفال.
وساعدني انضمامي للواحة في تطوير مهاراتي وخفض الضغوط المالية التي عانينا منها كثيرًا خلال الأعوام الماضية، واستطعت شراء أدوات منزلية وملابس لأطفالي وحتى جهاز خلوي لأبقى على اتصال بعائلتي وأصدقائي، كما تعرفت على نساء أخريات أصبحن الآن جزء مهم من نظام الدعم في حياتي اليومية.
شعرت بأنني نموت كثيرًا، وتعلمت كيف أنظم وقتي وأوازن بين العمل والعائلة، ووجدت نفسي أكثر استقلالية ولم أعد أخجل من التعبير عن آرائي بالإضافة إلى أنني أصبحت أشارك في اتخاذ القرارات العائلية.
ومن موقعي هذا أستطيع أن أقول أن المكاسب تتجاوز مجرد كسب الدخل، ولا أستطيع أن أشدد بما فيه الكفاية على أهمية التعليم في حياتنا فهو يفتح أمامنا فرص عديدة تؤدي إلى التمكين الاقتصادي. أمنيتي هي أن يحصل كل شخص في المخيم على فرصة التعلم والعمل في مكان مثل الواحة ومساعدة الآخرين في التغلب على المصاعب. عندما تكون طموحاتك قوية بما فيه الكفاية لا شيء يمكن أن يمنعك من تحقيق أهدافك.
نوفة من المقيدات في مركز الواحة التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في مخيم الأزرق للاجئين الذي يقدم مساعدات معيشية للاجئين واللاجئات من سوريا من خلال نهج شمولي يهدف إلى تمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا وحمايتها، وبالأخص تمكنها من الوصول إلى التعليم وتنمية لمهاراتها. هذه المبادرة أصبحت ممكنة بفضل الدعم المقدم من الحكومة اليابانية خلال برنامج القيادة النسائية والتمكين والوصول والحماية في الاستجابة للأزمات.