حملة الستة عشر يومًا من النشاط لمناهضة العنف القائم على النوع الاجماعي في لبنان، مداواة الجروح التي يسببها العنف من خلال المسرح
من خلال الأداء المسرحي التشاركي من تمثيل ومسرح عرائس، تعبر النساء والرجال عن آرائهم للمطالبة بحقوقهم لتطوير حركات مجتمعية فيما بعدالتاريخ:
إنها مسرحية مسائية في مدينة تكريت، أحد المجتمعات الصغيرة في شمالي لبنان حيث اجتمع حوالي 150 شخص حول هذا المسرح الصغير.
تحت الوهج الخافت لأضواء المسرح، يحي ضياء وزوجته اثنين من جيرانهم.
يومئُ ضياء ملوحًا بيديه لزوجته قائلًا: "اذهبي واجلبي لنا بعض الفاكهة."
"لا توجد فاكهة في الثلاجة." قالت الزوجة والخوف على وجهها.
بغضبٍ بالغ يتحرك ضياء نحوها بينما يقف جاره محاولًا التهدئة من روعه.
"كل شيء على ما يرام، اجلس،" يقول ضياء مؤكدًا له،
وبينما يجر زوجته خارج المسرح، يثير صوتُ صراخها الحشدَ وهي تتعرض إلى الضرب منه.
وأثناء ذلك، تناشد زوجة الجار زوجها للتدخل، ولكنه يحرك رأسه ويقول:
"ضياء، نحن مغادرون!"
تخفُت الأنوار، ثم يعود الممثلون إلى المسرح ويدعون الجمهور للخروج باستنتاجات عما رأوه للتو واقتراح حلول يمكنها حماية النساء من العنف في مواقف مماثلة.
منذ عام 2017، شارك أكثر من 900 رجل وامرأة من مجتمعات اللاجئين السوريين وفي القرى في هذه الأنشطة الفنية المُصممة من أجل أن يعيد كل شخص تفكيره في العنف القائم على النوع الاجتماعي، ومساعدتهم في تسليط الضوء على هذه القضايا في مجتمعاتهم ومناقشتها.
تدير هيئة الأمم المتحدة للمرأة هذه المبادرة بالشراكة مع منظمة أبعاد، وهي منظمة غير حكومية تعمل على تعزيز حقوق المرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
"يستطيع الفن أن يفتح آفاقًا للخيال والابداع للتفكير خارج الصندوق في مشاكل الحياة اليومية.كما يفتح الفن نافذة للتنفس والتأمل والخروج بحلول للدوائر المفزعة التي نقع فيها يوميًا،" قالت غيدا عناني، مديرة منظمة أبعاد.
تُقام أيضًا عروض مسرح العرائس التي تركز على شخصية "الحكواتي" - الراوي في ثقافات الشرق الأوسط. هذه الشخصية تساعد على فحص السلوكيات والأفعال مع تناول مواقف حقيقية للتمييز ضد النساء.
غالبًا ما تدفع هذه العروض المسرحية أن تبلغ النساء عن أعمال العنف التي تتعرض لها، وتقدم المنظمة لهن الاستشارت والدعم القانوني.
كما يُشرك البرنامج الشباب من المناطق الريفية من بزبينا وتكريت. بعد تقديم تدريب المشاركين على الفن المسرحي والخطابة للجمهور، يذهبون إلى المدارس لتقديم عروض للتوعية بحقوق المرأة بما فيها حقها في العمل، ومخاطر الزواج المبكر.
"كانت هذه العروض وسيلة لنا للظهور على أننا صانعو تغيير فاعلين في مجتمعاتنا،" أوضح شادي رستم البالغ من العمر 25 عامًا. كما أشار إلى دور المبادرة في تعزيز تماسك المجتمع. "إن وجود كل من اللبنانيين والسوريين معًا في الفرقة نفسها دليل على التنوع، كما يسرت بناء الجسور بين الجمهور القادمين من خلفيات مختلفة."
مولت هذه الأنشطة مؤسسة فورد والحكومة اليابانية كجزء من برنامج هيئة الأمم المتحدة للمرأة للتكيُّف.
"تبحث هيئة الأمم المتحدة للمرأة عن سبل مبتكرة مُلهمة للتغيير السلوكي والاجتماعي،" قالت بيغونا لازاكاباستر، الممثلة الخاصة للمدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان. "نحن نؤيد مبادرات المجتمع المدني عبر القطاعات كافة لتشجيع النساء والفتيات للمضي قدمًا في قضية العنف ضد المرأة، وإشراك الرجال والفتيان لتسريع التقدم المرجو حول تجنب كافة أشكال العنف والقضاء عليه."