رائدات الأعمال يعملن على سد الفجوة الرقمية لتعزيز أعمالهن من خلال مبادرة نوكيا وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الأرجنتين
التاريخ:
إدراكًا منها للإمكانات التحويلية للتكنولوجيا في تسريع التقدم نحو المساواة القائمة على النوع الاجتماعي وسد الفجوة الرقمية، أطلقت هيئة الأمم المتحدة للمرأة ونوكيا المرحلة الثانية من شراكتهما العالمية لتعزيز تمكين المرأة من خلال استخدام الحلول الرقمية، وتوسيع النتائج لتشمل خمس مناطق جديدة.
في عام 2024، تم اختيار الأرجنتين باعتبارها الدولة الوحيدة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي التي تنفذ هذه المبادرة التجريبية، إلى جانب الأردن والفلبين والمملكة العربية السعودية والهند وتركيا وتونس وجنوب أفريقيا.
تُعد هذه المبادرة بين هيئة الأمم المتحدة للمرأة ونوكيا مثالًا على الشراكة المبتكرة، حيث يشارك طاقم عمل الشركة بشكل مباشر في أدوار التدريب والتيسير لموضوعات التدريب.
قالت آنا مارتينيز، المتطوعة المسؤولة في نوكيا: "كوننا جزءًا من هذه المبادرة خلق ديناميكية خاصة وتحويلية لفريق نوكيا بالكامل. لقد شهدنا كيف أن الرقمنة لها تأثير حقيقي على حياة النساء. وبفضل دعم هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومن خلال التكنولوجيا، اكتسبت المزيد من النساء مهارات ستمكنهن من الحصول على مستقبل أكثر شمولًا وإنصافًا".
أكدت باتريشيا أغوستيني، إحدى المتطوعات في نوكيا، أن هذا المشروع "له تأثير كبير على حياة المشاركات، وفي الوقت ذاته، يمكن أن يفتح الفرصة لمساعدة آخرين من خلال تفعيل سلسلة القيمة التي تولد الفرص لهم ولعائلاتهم والمجتمعات التي ينتمون إليها".
ركزت التدريبات - المحددة وفقًا لاحتياجات المشاركات - بين آب /أغسطس وأيلول /سبتمبر 2024، على تحسين فرص التوظيف وتطوير ريادة الأعمال من خلال محتوى تمهيدي حول التكنولوجيا والأدوات الرقمية، والتمويل الشخصي المطبق على ريادة الأعمال، والتسويق الرقمي، ومنع العنف الرقمي، والوصول إلى فرص العمل.
كان أحد التحديات هو تصميم تدريب افتراضي. يقول سيرجيو ماركوفيكيو، المتطوع في نوكيا: "كان نمط التدريب عن بعد تحديًا بالنسبة لي بسبب المشاكل المحتملة في الاتصال، ولكن منذ الجلسة الأولى لاحظنا أن ذلك لم يكن عائقًا على الإطلاق، بل كان ميزة أتاحت مشاركة كبيرة".
في هذه المرحلة الأولى، تم تعزيز قدرات 60 امرأة، 48 منهن حصلن على شهادة، من منطقة بوينس آيرس الكبرى ونيوكوين ومنطقة غران تشاكو (شمال غرب البلاد)، وكان العديد منهن قد شاركن في مشاريع سابقة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وذلك لتعظيم الأثر وضمان نتائج مستدامة في مسارات حياتهن المهنية.
تقول إحدى المشاركات، كارينا روخاس (من فورموزا، شمال غرب الأرجنتين): "تعلمت كيفية أستخدم الأدوات الرقمية لتنظيم العمل بشكل أفضل وحماية معلومات الشركة".
في عام 2018، أسست كارينا مشروعًا اجتماعيًا إبداعيًا للخياطة في فورموزا تقوده ربات الأسر، حيث يصنعن منتجات من النفايات المعاد تدويرها والأقمشة من الشركات التي يعملن معها.
وتضيف كارينا: "كنت في البداية خائفة من التكنولوجيا، لكنني الآن أراها كحليف يسهل عملي. أصبح بإمكاني إدارة مشاريعي بشكل أفضل واتخاذ قرارات مستنيرة. أعطتني الدورة التدريبية الثقة لمواصلة التعلم وتطبيق ما تعلمته في عملي".
وتؤكد كارينا أنها ترغب في الاستمرار في تمكين المزيد من النساء في مجتمعها، وتقول: "أود حقًا أن أكون مدربة، خاصة لجلب هذه الأدوات التكنولوجية للنساء الريفيات في فورموزا، اللاتي هن عماد أسرهن من خلال مزارعهن وحدائقهن وإنتاجهن المحلي".
أما ميكايلا كاستيلو (من بوينس آيرس)، فقد قالت إنها وجدت درس الأدوات الرقمية والمالية مفيدًا للغاية، وقالت: "التسويق هو الوجه الظاهر، ولكن المالية هي الأساس، والإدارة السيئة قد تؤدي إلى فقدان الموارد والوقت والمال".
بفضل المعرفة التي اكتسبتها، حسنت ميكايلا إدارة مخزونها، وأنشأت قاعدة بيانات لعملائها، وحسّنت أمان الشبكات الاجتماعية الخاصة بعملها في مجال النبيذ.
وقالت ميكايلا: "استخدمت الذكاء الاصطناعي لإعداد نص يحتوي على النقاط الهامة لاجتماع، كما اكتشفت المعلومات عن الشخص الذي كنت سألتقي به، وبحثت عن أوجه التشابه بين مشروعي وشركته لجعل اللقاء أكثر فائدة".
ترغب ميكايلا أيضاً في مشاركة تجربتها مع رائدات أعمال أخريات ومواصلة تدريبها، حيث قالت: "سيكون من دواعي سروري أن أتمكن من دفع النساء الأخريات إلى الأمام. أرغب في اكتساب معرفة باللغات، فالدورات مكلفة، ولكنها أداة تفتح الأبواب".
وبالإضافة إلى التدريبات، سيقدم فريق من متطوعي ومتطوعات نوكيا، بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في الأرجنتين، التوجيه للمشاركات لحل الاستفسارات، وتعزيز مهاراتهن الرقمية، ومرافقتهن خلال عملية التعلم.
قالت جلاديس إسبينوزا، المتطوعة في نوكيا: "العديد منهن أعادوا اكتشاف أنفسهن من أجل التقدم وتحسين جودة حياتهن وحياة أسرهن".
من جانبها، شددت المتطوعة تاتيانا فلوريس على أن المشاركات قد تقدمّن واكتسبن الثقة لعرض وجهات نظرهن من خلال الدروس. وقالت: "هذا المشروع له تأثير إيجابي، حيث يعزز الثقة ويشجعهن ويجعلهن يشعرن بالدعم".
ساعد التدريب أيضًا في تعزيز القيادة لدى رائدات الأعمال وتمكينهن من الاستقلالية في اتخاذ القرارات. وقال سيرجيو ماركوفاتشيو، المتطوع في نوكيا: "قضية الثقة مهمة جدًا لتذويب ما يُسمى بالسقوف الزجاجية".
يتماشى تنفيذ هذا المشروع مع خطة هيئة الأمم المتحدة للمرأة الاستراتيجية العالمية 2022-2025 ويساهم في تطبيق نوكيا لمبادئ تمكين المرأة.
تعكس هذه المبادرة إمكانات التكنولوجيا في تسريع تقوية ريادة الأعمال النسائية وتوليد الدخل وسد الفجوة الرقمية. في هذا السياق، يلتزم القطاع الخاص باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتعزيز تمكين المرأة في جميع أنحاء العالم.
وقال سيرجيو، المتطوع في نوكيا: "إن دخول شركتنا في اتفاق مع منظمة ذات تأثير كبير مثل هيئة الأمم المتحدة للمرأة يعكس التزام الطرفين بالتقدم نحو تحقيق هدف المساواة القائمة على النوع الاجتماعي".
أحد الاكتشافات من الشراكة بين هيئة الأمم المتحدة للمرأة ونوكيا هو الإمكانية العالية لتكرار هذه المبادرة لتمكين النساء في مناطق أخرى. "يمكن توسيع البرنامج بسهولة وتكراره في دول ومناطق أخرى".