من حيث أقف: "ليس من العار أن تخرج المرأة وتعمل"

التاريخ:

تصارع اللاجئات السوريات الأكبر سناً في إيجاد الوظائف خلال جائحة كوفيد-١٩. كالمعيلة الوحيدة لأسرتها، نوال سعد محمد، ٦٠، تستطيع الآن أن تعمل في مجال شغفها حيث تشارك ٤٥ عاماً من الخبرة في الخياطة مع النساء الأخريات في مركز الواحة التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في مخيم الزعتري. تساعدهن نوال في اكتساب مهارات وفرص جديدة والاستقلال الاقتصادي بدعم من الاتحاد الأوروبي خلال الصندوق الائتماني الإقليمي للاستجابة للأزمة السورية "مدد".

نوال يعد محمد، ٦٠، تخيط ملابس أطفال في مركز الواحة التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في مخيم الزعتري. تصوير: هيئة الأمم المتحدة للمرأة/ ييجي لي

"وصلت مخيم الزعتري للاجئين واللاجئات في ٢٠١٢ مع أربعة من أطفالي، ولد وثلاثة بنات. توفي زوجي في ٢٠١٠. ومنذ بدء النزاع في سوريا فقدت ابناً واحداً وآخراً أصيب بشدة. حين بدأت أشعر بعدم الأمان قررت عبور الحدود. رغم أننا أتينا إلى الأردن آملين بمستقبل أفضل، لم تكن الحياة سهلة في البداية. لم يستطع أحد منا الحصول على وظيفة وكنت أحتاج الدعم المادي لعائلتي.

مثل معظم النساء في مجتمعنا كنت ربة منزل. لم يريد زوجي أن أعمل. عملت بسرية على تأسيس مشروع عمل صغير في الخياطة حين كان بعيداً عنا. أردت أن أساعد في النفقات وتمكنت من الحصول على خبرة جيدة عبر السنوات. لكن هذا لم يكن كافياً لضمان الدخل في الأردن.

في يومً ما، سمعت من النساء في المخيم أن الحصول على شهادة تدريب سيزيد من فرصي في الحصول على فرصة عمل. سجلت في إحدى البرامج وحصلت على منحة صغيرة وماكينة خياطة. بدأت العمل مع نساء أخريات لصنع الملابس التقليدية مثل العباية والقفطان. لكن هذا لم يكن كافياً لتغطية حاجاتنا. ثم صارت الجائحة وأصبحنا أنا وأولادي بلا عمل مجدداً.

فرص التطوع القائمة على الحوافز في المخيم محدودة ولقد تم رفضي من قبل. تساءلت الناس إن كان بإمكاني أن أعمل بدوام كامل إذ إنه قد يشكل ضغط كبير بالنظر إلى عمري. أنا لا أعتبر عمري عائقاً. على العكس، لدي خبرة ٤٥ سنة في الخياطة وكنت مقتنعة أن تجربتي ومهاراتي تجعلني مرشحة ممتازة للمناصب التي تم الإعلان عنها.

حين قدمت إلى مركز الواحة لم يكن لدي أي توقعات، ولكن كان على أن أحاول. لحسن الحظ، قبلوني وسجلت كمشرفة قص

 ) مما أعطاني الفرصة في مشاركة معرفتي مع النساء الأخريات في المركز. معظم الخياطات تستخدمن طريقة تقليدية في الرسم التصويري. علمت الأخريات على عمل الحسابات لرسم أنماط جديدة في صنع أي قطعة من طقم الأطفال الذي ننتجه. اكتساب المهارات الجديدة قد يترجم لفرص أخرى. أنا أحب عملي كثيراً وأتحمس بمشاركة خبرتي حتى تستفيد النساء الأخريات منها أيضاً.

بعد كل هذا السنوات أن مؤمنة بأن المرأة أساس كل أسرة وهي قادرة تماماً على دعم نفسها وعائلتها والعمل جنباً إلى جنب. ليس من العار أن تخرج المرأة وتعمل وأنا فخورة أنني أستطيع أن أعمل حتى عمري هذا."