المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة تزور الأردن، وترسم مسارًا لتسريع التقدم نحو تحقيق المساواة القائمة على النوع الاجتماعي وتمكين المرأة في الأردن
التاريخ:
بقلم: تالا الشخانبة
(عمَّان ومحافظة الزرقاء) - بدأت المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية سوزان ميخائيل، زيارة رسمية إلى الأردن في الفترة من 28 إلى 30 آب/أغسطس 2023، ركزت فيها على تعزيز تمكين المرأة اقتصاديًّا، وتقوية الشراكات من أجل تحقيق المساواة القائمة على النوع الاجتماعي. وخلال زيارتها، انضمت السيدة سوزان إلى الممثل القُطري لهيئة الأمم المتحدة للمرأة السيد نيكولاس بورنيات، في سلسلة من الاجتماعات والزيارات الميدانية لمناقشة الأولويات الرئيسية في الأردن، واستكشاف فرص التعاون.
الاجتماع مع معالي السيدة وفاء بني مصطفى، وزيرة التنمية الاجتماعية، رئيسة اللجنة المشتركة بين الوزارات لتمكين المرأة:
بدأت زيارة سوزان ميخائيل باجتماع مع سعادة السيدة وفاء بني مصطفى. خلال هذا الاجتماع، تم مناقشة سبل تمكين المرأة اقتصادياً في الأردن. أكدت كل منهما على أهمية بالغة لزيادة دور المرأة في سوق العمل كوسيلة لتحقيق المزيد من المساواة الاقتصادية وتعزيز النوع الاقتصادي والنمو الاقتصادي.
وقالت السيدة سوزان: "كان اجتماعنا مع معالي السيدة وفاء بني مصطفى ملهمًا حقًا. حيث أكدت التزام الحكومة الأردنية بتعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل كمحفز لنجاح رؤية التحديث الاقتصادي في البلاد. ويمثل تمكين المرأة اقتصاديًّا أولوية بالنسبة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الأردن وفي المنطقة العربية، ونحن نلتزم بدعم جهود الحكومة لإحداث تأثير دائم".
(من اليسار) وزيرة التنمية الاجتماعية معالي السيدة وفاء بني مصطفى، والمديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية السيدة سوزان ميخائيل، ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في الأردن، والسيد نيكولاس بورنيات. الصور: هيئة الأمم المتحدة للمرأة/تالا الشخانبة
الاجتماع مع سعادة المهندسة مها العلي، الأمينة العامة للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة:
أجرت السيدة سوزان ميخائيل مناقشة مثمرة مع الأمينة العامة للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة سعادة المهندسة مها العلي، وتمحور حوارهما حول أولويات الحكومة الأردنية لتمكين المرأة، والشراكة الدائمة بين هيئة الأمم المتحدة للمرأة والأردن، والتي تتمثل في أهمية تعزيز مشاركة المرأة في القوة العاملة، بما في ذلك اشراك القطاع الخاص، وعمل هيئة الأمم المتحدة للمرأة لدعم تنفيذ استراتيجية الحكومة لتمكين المرأة في إطار رؤية التحديث الاقتصادي، وكانت مبادئ تمكين المرأة موضوعًا رئيسيًّا للاجتماع. كما ناقشتا التعاون المستمر بين اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة للنهوض بأجندة المرأة والسلام والأمن، ومشاركة المرأة في المجال السياسي، ووضع الميزانيات المراعية لمنظور النوع الاجتماعي.
وقالت السيدة سوزان: "لقد كان من دواعي سروري مقابلة سعادة المهندسة مها العلي. وقد أعاد اجتماعنا تأكيد التزام الأردن، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة الثابت على النهوض بالمساواة القائمة على النوع الاجتماعي. إننا نلتزم معًا بإحداث تأثير هادف، وتمكين المرأة في الأردن وخارجها، من خلال الاقتصاد الأخضر، واقتصاد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، واقتصاد الرعاية، والقطاعات الأخرى التي تتمتع فيها المرأة بمكانة فريدة في سوق العمل المستقبلي".
(من اليسار) الأمينة العامة للجنة الوطنية الأردنية للمرأة سعادة المهندسة مها العلي، والمديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية السيدة سوزان ميخائيل. الصور: هيئة الأمم المتحدة للمرأة/تالا الشخانبة
لقاء مع السيدة ماريا سيلين، رئيسة برنامج التنمية الإقليمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الوكالة السويدية للتنمية الدولية، سفارة السويد:
تعزيزًا للالتزام بتمكين المرأة في الأردن والمنطقة، اجتمعت المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية سوزان ميخائيل، مع رئيسة برنامج التنمية الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (سيدا) السيدة ماريا سيلين. وتناولت المناقاشات الجهود المشتركة الرامية إلى تمكين النساء والفتيات، والعلاقة الطويلة الأمد بين السويد وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، مع الالتزام المشترك بتمكين المرأة وتحقيق المساواة القائمة على النوع الاجتماعي في الأردن.
قالت السيدة سوزان بشكل ملخص: "كان اجتماعنا مع الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي تبادلًا مثمرًا، حيث لم نتحدث فقط عن 'كم' ولكن أيضًا عن 'كيفية'، وهذا هو الأمر الأهم. نحن نسعى لزيادة توظيف النساء باستخدام المبادئ الاجتماعية الإيجابية، وذلك من خلال التعاون مع الرجال والفتيان. برنامجنا الحالي يظهر بوضوح القوة التي يمكن أن تقدمها نماذج الأدوار الإيجابية. نحن جميعًا متحمسون للبدء في فصل جديد مع تركيزنا على المدى الطويل."
المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية سوزان ميخائيل، ورئيسة برنامج التنمية الإقليمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ماريا سيلين. الصور: هيئة الأمم المتحدة للمرأة/تالا الشخانبة
زيارة مخيم الأزرق للاجئين:
كجزء من مهمتها، زارت سوزان ميخائيل مخيم الأزرق للاجئين، الواقع على بعد حوالي 100 كم شرق عمَّان، بالقرب من محافظة الزرقاء، حيث التقت بشركاء برنامج هيئة الأمم المتحدة للمرأة في الأردن، وتفاعلت مع السيدات السوريات المشاركات في مشروع "الواحة" التابع للأمم المتحدة للمرأة.
وقد افتتحت هيئة الأمم المتحدة للمرأة أول مراكز "واحة" التابعة لها في مخيم الزعتري عام 2012 استجابة للاحتياجات العاجلة لحوالي 300 امرأة وفتاة لاجئة سورية. ونما البرنامج نموًّا ثابتًا منذ ذلك الحين، حيث تدير هيئة الأمم المتحدة للمرأة حاليًّا أربعة من مراكز "واحة" في مخيمات الزعتري والأزرق للاجئين واللاجئات، وثمانية عشر مركز "واحة" في المجتمعات المضيفة في محافظات عجلون، وشرق عمَّان، وجرش، والكرك، ومعان، ومادبا، والسلط، والطفيلة، ووادي السير، والزرقاء. يدعم مركز هيئة الأمم المتحدة للمرأة في المتوسط 2,000 لاجئة وسيدة أردنية من الأكثر هشاشة يوميًّا من خلال مجموعة متنوعة من الخدمات المترابطة، منها الأجر لقاء العمل، والتدريب المهني، ودعم ريادة الأعمال، والفرصة الثانية للتعليم، ورعاية الأطفال، وخدمات ما قبل المدرسة وبعدها، والتدريب على القيادة، والمشاركة المدنية، والحماية.
وبين عامي 2015 و2022 فقط، دعم المركز ما يقرب من 70,000 مستفيدة مباشرة، و90,000 مستفيدة غير مباشرة.
المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية سوزان ميخائيل تزور مشروع "واحة" في مخيم الأزرق للاجئين. الصور: هيئة الأمم المتحدة للمرأة/تالا الشخانبة
قالت سوزان ميخائيل: "معظم النساء اللواتي التقيت بهن في الأزرق، قضين عشر سنوات في مخيمات بالأردن، وكان الاستماع إلى قصصهن، والتحديات التي يواجهنها، وكذلك آمالهن في المستقبل، مصدر إلهام. وبينما كن يشرحن كيف استفدن من برنامجنا "الواحة"، لم أستطع إلا أن أشعر بالامتنان للمساعدة والدعم التي تلقيناها من جهاتنا المانحة على مدى العقد الماضي، وتشمل: أستراليا، وكندا، وفنلندا، وفرنسا، وأيسلندا، وإيطاليا، واليابان، والاتحاد الأوروبي، ولولا كل هؤلاء لما كان عملنا في المخيمات وفي المجتمعات المضيفة ممكنًا. وبينما يواجه العالم مستويات غير مسبوقة من الاحتياجات الإنسانية، من الضروري عدم نسيان هؤلاء النساء. فبعد عشر سنوات من الفرار من سوريا، ما زلن بحاجة إلى دعمنا، ونحن نلتزم بالبقاء إلى جانبهن".
الاجتماع مع المدير الإقليمي لمؤسسة التمويل الدولية خواجة أفتاب:
يمثل النهوض بتمكين المرأة اقتصاديًّا في المنطقة العربية أولوية لكل من مؤسسة التمويل الدولية وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وكان الاجتماع بين المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية سوزان ميخائيل، والمدير الإقليمي لمؤسسة التمويل الدولية خواجة أفتاب، فرصة لمناقشة استراتيجيات زيادة مشاركة المرأة في القوة العاملة على نطاق واسع، واستكشاف الشراكات الممكنة لهذا الغرض.
وقالت سوزان ميخائيل: "نحن نعلم أن المساعدة الإنمائية الرسمية وحدها لن تكفي لزيادة مشاركة المرأة في القوة العاملة في المنطقة. ولكي يحدث ذلك، نحتاج إلى ضمان اشراك القطاع الخاص بدوره، ونحتاج إلى تمويل مختلط، بما في ذلك تمويل بنك التنمية، لدعم النمو الاقتصادي، وخلق فرص العمل في القطاعات التي تتمتع فيها المرأة بشكل خاص بوضع جيد للحصول على عمل. وقد سعدت بمعرفة التزام مؤسسة التمويل الدولية بتعزيز مشاركة المرأة بالقوة العاملة في المنطقة، وفي الأردن، واهتمامها بقطاع الرعاية، الذي نعتقد أنه يتمتع بإمكانات هائلة".
المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية سوزان ميخائيل، والمدير الإقليمي لمؤسسة التمويل الدولية خواجة أفتاب. الصور: هيئة الأمم المتحدة للمرأة/تالا الشخانبة
الاجتماع مع القطاع الخاص:
كان الاجتماع مع ممثلين وممثلات عن القطاع الخاص من أبرز معالم الزيارة. وركزت المناقشات على الطرق المبتكرة للنهوض بتمكين المرأة اقتصاديًّا من خلال نماذج التمويل المختلط، مع التأكيد على أهمية مشاركة القطاع الخاص في تحقيق أهداف المساواة القائمة على النوع الاجتماعي.
وقالت سوزان: "إن مشاركة القطاع الخاص أمر بالغ الأهمية في دفع عجلة التغيير المستدام للمرأة [...] إنها في صميم استراتيجية هيئة الأمم المتحدة للمرأة لتعزيز مشاركة المرأة في القوة العاملة في المنطقة وفي الأردن. ونحن نفخر بشكل خاص بشراكاتنا مع القطاع الخاص في الأردن، والتي تم تطويرها من خلال مبادئ تمكين المرأة، وهو برنامج يدعم شركات القطاع الخاص لتعزيز المساواة القائمة على النوع الاجتماعي وتمكين المرأة في مكان العمل والسوق والمجتمع".
لدى الأردن أكبر عدد من الشركات الخاصة التي وقَّعت على خطط تمكين المرأة في المنطقة، وقد اتخذت تلك الشركات العديد من الخطوات في السنوات الأخيرة لزيادة حصة موظفاتها.
المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية سوزان ميخائيل، مع ممثلي وممثلات القطاع الخاص. الصور: هيئة الأمم المتحدة للمرأة/تالا الشخانبة
الاجتماع مع السيدة ليزلي ريد، مديرة بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية:
اختتمت الزيارة بلقاء مع مديرة بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية السيدة ليزلي ريد. وسلطت السيدة سوزان والسيدة ليزلي الضوء على التزامهما بجهود التعاون، مع التركيز على استكشاف سبل لتعزيز البرامج المتعلقة بالنوع الاجتماعي، وتوحيد الجهود لتحقيق تأثير هادف.
وقالت السيدة سوزان: "تكرس هيئة الأمم المتحدة للمرأة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية جهودهما لتعزيز التعاون. ومعًا، نطمح إلى توسيع نطاق وفعاليات برامج النوع الاجتماعي، والعمل من أجل توظيف المرأة على نطاق واسع هو دعم حاسم يمكننا تقديمه للحكومة الأردنية في طموحها لتحقيق أجندة التحديث".
المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية سوزان ميخائيل، ومديرة بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ليزلي ريد. الصورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة/تالا الشخانبة
وختامًا، تميزت زيارة السيدة سوزان ميخائيل الرسمية إلى الأردن بسلسلة من الاجتماعات المثمرة والزيارات لمواقع البرامج التي أكدت الالتزام بالنهوض بالمساواة القائمة على النوع الاجتماعي وتمكين المرأة اقتصاديًّا في الأردن والمنطقة ككل. وعززت الزيارة الشراكات، وحددت مجالات التعاون، ومهدت الطريق لمبادرات مهمة تهدف إلى خلق مستقبل أكثر إنصافًا للجميع.
طاقم المكتب القُطري لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الأردن، والمديرة الإقليمية للدول العربية سوزان ميخائيل. الصورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة/تالا الشخنبة
وإعرابًا عن تقديرها للمكتب القُطري لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الأردن، قالت السيدة سوزان ميخائيل: "لقد انبهرت بالعمل الرائع الذي قام به المكتب القُطري في الأردن، من قضايا المرأة والسلام والأمن، إلى الحوكمة، والمشاركة السياسية. ومن المجال الإنساني إلى تمكين المرأة اقتصاديًّا. شكرًا لك، نيكولاس، وشكرًا لكل زميل وزميلة في المكتب القُطري في الأردن".