خطاب: هذا هو مستقبلكم ويجب أن تتاح لكم الفرصة لتشكيله

تصريحات وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة سيما بحوث في حفل افتتاح مؤتمر المرأة نبع الحياة 2023، في كيغالي، رواندا، يوم 17 تموز/ يوليه.

التاريخ:

[كما ورد].

أشكركم، الرئيس كاغامي، وحكومة وشعب رواندا، على حسن ضيافتكم واستضافتكم الكريمة في هذا البلد الجميل. يشرفني أن أكون معكم اليوم نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة - رئيسنا المناصر لقضايا المرأة - الذي يرسل إليكم أحر تحياته.

أشكر كذلك تنظيم مؤتمر المرأة نبع الحياة على هذا الحدث التاريخي حول المساواة المبنية على النوع الاجتماعي. إنه اجتماع بالغ الأهمية لشخصيات استثنائية، وتجمُّع من المناصرين والمناصرات الأقوياء الملتزمين بالقضايا النسوية. أنا فخورة بأن أكون بينكم جميعًا. إنه لأمر رائع أن نجتمع هذا العام لأول مرة في أفريقيا، هذه القارة الجميلة والملهمة للغاية.

UN Under-Secretary-General and UN Women Executive Director Sima Bahous delivers remarks on behalf of UN Secretary-General António Guterres at the opening ceremony of the Women Deliver 2023 Conference, Kigali, Rwanda, 17 July 2023. Photo: UN Women/James Ochweri.
وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة سيما بحوث تلقي تصريحات نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في حفل افتتاح مؤتمر المرأة نبع الحياة 2023، في كيغالي، رواندا، يوم 17 تموز/ يوليه. الصورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة/جيمس أوشويري.

نحن هنا لالتزامنا بضمان أن تزداد قوة الحركة النسائية يومًا بعد يوم، في تضامن. إن مؤتمر المرأة نبع الحياة هو أكبر مجتمع من مناصري ومناصرات القضايا النسوية، ومن الحركة النسائية وحلفائها وحليفاتها. إنه فعلًا قوة لا يمكن وقفها.

نحن هنا لأننا نؤمن بقوة وحتمية المساواة القائمة على النوع الاجتماعي. نحن هنا للاحتفال بالحركة النسائية والإضافة إليها، وللثناء على أولئك الذين حطموا الحواجز غير المرئية ولتمهيد الطريق لتحطيم المزيد منها.

اليوم، نشهد تراجعًا في المساواة القائمة على النوع الاجتماعي وحقوق النساء والفتيات. إنه تراجع شديد وواسع الانتشار. ونشهد تراجعًا في الحقوق المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية، وزيادة في العنف القائم على النوع الاجتماعي، والتمييز. ونرى كراهية تجاه النساء متجذرة بعمق.

في عصر الأزمات المتعددة - بما فيها أزمة المناخ والصراعات والتعافي من جائحة كوفيد – أصبحت قوة المساواة وحتميتها أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. نحن نعلم أن عالمًا يُحلق بجناح واحد فقط ويرفض مساهمة قوة القيادة النسائية، لا يمكن أبدًا أن يرقى إلى مستوى تحدي هذه الأزمات، ولن يتمكن أبدًا من تجاوزها.

آمالنا وتطلعاتنا نحو كوكب أكثر إشراقًا واستدامة ومساواة وسلامًا معلقة بخيط رفيع. وبينما نتطلع إلى قمة أهداف التنمية المستدامة في سبتمبر من هذا العام، ومؤتمر القمة المعني بالمستقبل في العام المقبل، يجب أن نتطلع بالتزام وتصميم وطاقة متجددة.

يجب أن نستمر في المضي قدمًا.

ونحن نقوم بذلك بالفعل، ونستلهم من العالم كله. من ملالا، وهي معنا هنا في كيغالي - ملالا، لا تزال تبين لنا أنه حتى في مواجهة العنف، تنهض الفتيات - إلى زهرة، التي ألهمتنا جميعًا الآن بإبداعها وصوتها.

إننا نرى ذلك في عدد النساء في المناصب التشريعية الذي تضاعف في جيل واحد، وفي انخفاض نسبة وفيات الأمهات على الصعيد العالمي، وفي زيادة العمر المتوقع للمرأة. هناك مائة وخمسون دولة لديها الآن قوانين بشأن العنف المنزلي، ومائة وأربعون دولة لديها تشريعات بشأن التحرش الجنسي في مكان العمل. كل هذا يستحق الاحتفال، وهنا في رواندا أفضل مكان لهذا الاحتفال؛ لأنها دولة مصنفة بين أفضل 10 دول في العالم من حيث المساواة القائمة على النوع الاجتماعي. تهانينا.

لن ننتظر 286 عامًا كما تشير التقديرات لسد الفجوات في الحماية القانونية وإلغاء القوانين التمييزية. لن نقبل بيوم آخر من العنف المنتشر ضد المرأة، أو بعدم المساواة في مجال الصحة، أو بتزويج الأطفال. لن نقبل باستمرار الأعمال الانتقامية لترويع المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان للمرأة. لن نقبل باستبعاد النساء من طاولات السلام ومفاوضات المناخ ومساحات صنع القرار. لن نفعل، ولا يمكننا الانتظار.

تتشرف هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالعمل معكم جميعًا - الحكومات والمجتمع المدني والحركات الشعبية وجهات الإعلام والصحافة والقطاع الخاص وجميع المنظمات الشبابية – للمضي قدمًا نحو التقدم. إننا نقوم بذلك من خلال عملنا في مجال السياسات، ومن خلال برامجنا ومناصرتها، بما في ذلك منتدى جيل المساواة، الذي يوفر مساحة فريدة لأصحاب وصاحبات المصلحة المتعددين لدفع الحلول إلى الأمام، ودفعنا نحو تحقيق أهداف عام 2030. ونقوم بذلك من خلال تأمين حصولنا على الأدوات التي نحتاجها والبيانات الأساسية والإحصاءات المتعلقة بالنوع الاجتماعي والمعلومات. ونقوم بذلك عن طريق سحق التحيزات، المتعمدة وغير المتعمدة، بما فيها تلك التي في مجال التقنيات الجديدة. ونقوم بذلك من خلال التأكد من أننا نُشرك الرجال والفتيان - وخاصة الفتيان - ليصبحوا مناصرين للنسوية.

زملائي وزميلاتي، قارة أفريقيا يوجد بها السكان الأكثر شبابًا في العالم، ممَّا يعني أنها قارة تحمل إمكانات المستقبل الذي نريده جميعًا.

عندما أنظر إلى هذا الحشد، أرى قوة الاتحاد. أرى قوة وعزم الحركات الشبابية، والمراهقات، والقيادة الشبابية من مناصري ومناصرات النسوية، وقوة الحركات الشعبية والمجتمع المدني. أرى قوة مجتمع الميم عين+. أنتم مَن يجب أن نقف معه وبجانبه، وسنفعل ذلك.

هذا هو مستقبلكم، ويجب أن تُتاح لكم الفرصة لتشكيله.

بصفتنا منظمات متعددة الأطراف، وحكومات، وقطاعًا خاصًّا، من واجبنا ومسؤوليتنا خلق مساحات لضمان إيصال أصواتكم، ومشاركة القوة التي يشرفنا أن نحظى بها. وسوف نفعل ذلك.

بالاتحاد، لا يمكن لأحد إيقافنا.

أصحاب وصاحبات السعادة، الأصدقاء والصديقات، الزملاء والزميلات، مناصري ومناصرات القضايا النسوية..

إن هذه الأيام الثلاثة ثمينة جدًّا، ليس فقط بسبب الإلهام والطاقة التي سنتشاركها هنا، ولكن لكوننا معًا، جنبًا إلى جنب، نرى عن قرب الحركة التي نحن جزء منها بتنوعها وقوتها، هذه هبات نعتز بها، وسنظل نعتز بها لفترة طويلة.

نحن مَن يُدرك ما يجب القيام به، وفي إدراكه، نلتزم به. نحن مَن يقبل مسؤولية التغيير. نحن مَن نُكرس حياتنا لإزالة الحواجز وتغيير العقول وإعادة تشكيل الأنظمة والهياكل التي تستبعد وتقلل وتنقص.

هذا ما وعدنا به، نحن النساء والرجال والنسويين والنسويات، كل واحد وواحدة منَّا، على اختلافنا. ومعًا سننجح.

شكرًا.