عامان من النزاع المستمر في السودان يخلّفان أسوأ أزمة إنسانية في العالم لستة ملايين امرأة وفتاة نازحة

تضاعف عدد الأشخاص المعرضين للعنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك العنف الجنسي، ثلاث مرات ليصل إلى أكثر من 12 مليون شخص منذ اندلاع الحرب.

التاريخ:

نيويورك / بورتسودان 10 أبريل/ نيسان 2025 – مع دخول الأزمة في السودان عامها الثالث في 15 أبريل/ نيسان، تبقى النساء والفتيات في قلب الكارثة الإنسانية، يتحملن العبء الأكبر من النزاع المتصاعد. وبين انعدام الأمن الغذائي، وتفاقم معدلات العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتقلص فرص الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية وسبل العيش، تقف النساء والفتيات في الصفوف الأمامية لمعاناة غير مسبوقة. واليوم، يشكّلن الغالبية الساحقة من بين أكثر من 12 مليون نازح داخل السودان وخارجه.

Two years of relentless conflict in Sudan have triggered the world’s worst humanitarian crisis for 6 million displaced women and girls
في إطار مشروع "WE-RISE" المموّل من الاتحاد الأوروبي، الذي تقوده هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالشراكة مع الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي، حصلت نساء في شرق السودان على مستلزمات زراعية، وتدريب على تطوير سلاسل القيمة، والتسويق، وحقوق المرأة، ومناهضة العنف ضد النساء، والتعليم. أكتوبر 2024

في أقل من عامين، ارتفع عدد الأشخاص المعرضين لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي بمعدل ثلاثة أضعاف ليصل إلى 12.1 مليون. ورغم أن حالات العنف الجنسي المرتبط بالنزاع لا تزال غير مُبلّغ عنها بشكل كبير، تشير الأدلة إلى استخدامه بشكل منهجي كسلاح حرب. في ظل تصاعد وتيرة النزاع، تواجه النساء والفتيات مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، وأزمة جوع متفاقمة في المناطق الأكثر تضررًا، جراء صعوبات الوصول إلى الغذاء والسلع الأساسية والخدمات الحيوية.

ومع وصول نقص الغذاء إلى مستويات حرجة، واكتشاف المجاعة بالفعل في خمس مناطق، ووقوع 24.6 مليون شخص تحت وطأة انعدام الأمن الغذائي الحاد، تتفاقم معاناة النساء بشكل خاص بسبب الأعراف الاجتماعية المتعلّقة بتوزيع الغذاء، وافتقارهن إلى الموارد المالية والدعم الاجتماعي.

في ظل تعطل 80 في المئة من المستشفيات في المناطق المتأثرة بالنزاع، تواجه النساء أزمة صحية متفاقمة. فقد ارتفعت وفيات الأمهات بشكل مقلق، وتضاءلت فرص الحصول على خدمات الصحة الجنسية والإنجابية. أما في مناطق النزوح، تواجه 80 في المئة من النساء صعوبات في الحصول على مياه نظيفة، بسبب ارتفاع التكلفة، أو انعدام الأمان، أو بُعد المسافة.

ورغم هذه التحديات الهائلة، تتصدر النساء الصفوف الأمامية كعاملات إغاثة وناشطات من أجل السلام، رافعات أصواتهن للمطالبة بتمثيل منصف بنسبة 50 في المئة على طاولات التفاوض. وتستند مطالبهن إلى "إعلان كمبالا النسوي"، الذي يُعد خارطة طريق محورية وضعتها 49 مجموعة تقودها نساء، لترسيخ مشاركة النساء في رسم مستقبل السودان. وقالت آنا موتافاتي، المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في شرق وجنوب إفريقيا" تعاني النساء في السودان من أشد أشكال العنف، خاصة العنف الجنسي، بينما يتم إقصاؤهن بشكل ممنهج من عمليات السلام. ويستمر هذا الإقصاء رغم وجود أدلة دامغة على دورهن التحويلي في تشكيل المشهد السياسي في السودان. إن قوتهن استثنائية، لكن لا يمكن ولا يجب أن يُتركن بمفردهن في مواجهة هذه الأزمة. نحن نناشد جميع الجهات المعنية: الحكومات والجهات المانحة والمجتمع الدولي بالتحرك الحاسم: لإنهاء النزاع، وتعزيز أصوات النساء في عمليات بناء السلام، وتحقيق العدالة. فالنساء السودانيات لا يستحققن فقط الحياة، وإنما يستحققن أيضًا الكرامة والفرصة لإعادة البناء والازدهار." على مدى العامين الماضيين، تعاونت هيئة الأمم المتحدة للمرأة مع أكثر من 60 منظمة تقودها نساء للوصول إلى أكثر من 15,000 امرأة في بعض من أكثر المناطق تضررًا في السودان، من خلال توفير مستلزمات أساسية وخدمات حيوية وتدريبات على المهارات. ومن خلال برامج بدعم من صندوق المرأة من أجل السلام والعمل الإنساني (WPHF)، تمكنت النساء النازحات من الحصول على مأوى آمن، ورعاية نفسية، ومساعدات قانونية، بالإضافة إلى فرص لإيصال أصواتهن في المنصات المحلية والدولية. ومع ذلك، فإن حجم الاحتياجات لا يزال هائلًا، وهناك حاجة ماسة لمزيد من التمويل لتوسيع نطاق الدعم.

تدعو هيئة الأمم المتحدة للمرأة بشكل عاجل إلى استعادة السلام، ووضع حد فوري لجميع أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي، ومحاسبة الجناة. ويجب أن تحصل المنظمات النسائية المحلية على الموارد الكافية لحماية مجتمعاتهن وتمكينها، كما يجب أن تكون أصوات النساء في صميم كل مفاوضات السلام. فمن خلال العمل الجماعي ووضع النساء في قلب جهود التعافي، يمكن للسودان أن يبدأ طريقه نحو مستقبل أكثر عدلاً واستقرارًا.