المنظمات النسائية.. شريان الحياة للنساء في غزة

تعيش حوالي 614 مليون امرأة وفتاة في مناطق متضررة من النزاع. من غزة إلى أوكرانيا وهايتي والسودان وأفغانستان، تزداد الأعداد مع تصاعد الصراعات الجغرافية السياسية، وازدياد حدة تغيُّر المناخ، والأزمات الصحية والغذائية.

عندما تحل الأزمات، تتعرض النساء والفتيات لمخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي، ويتزايد فقدان الممتلكات والدخل. وفي الأوضاع الهشَّة، تكون النساء والفتيات أكثر عرضة بنحو ثماني مرات من الرجال للعيش في الفقر، كما أنهن أكثر عرضة للمعاناة من انعدام الأمن الغذائي في جميع مناطق العالم. ومع ذلك، لا تزال البنى التحتية المالية والمساعدات تفشل في دعم النساء، مما يؤدي إلى نتائج مدمرة. توجَّه نسبة تقل عن واحد في المائة من المساعدة الإنمائية الرسمية مباشرة إلى منظمات حقوق المرأة. وبذلك فإن جعل التمويل الموثوق والمرن والمتعدد السنوات في متناول المنظمات النسائية المحلية أصبح أمرًا مُلحًّا.

اليوم، يعيش أكثر من 2 مليون فلسطيني وفلسطينية في ظروف معيشية غير إنسانية. أصبحت غزة تمثل أزمة حماية بالنسبة للنساء، مع نزوح ما يقرب من مليون امرأة وفتاة، وقتل اثنتين من الأمهات كل ساعة منذ بداية الأزمة.

وفي ظل هذه الظروف، تواصل المنظمات التي تقودها النساء ومنظمات حقوق المرأة عملها، وتقدم شريان الحياة للمجتمعات التي يعملون فيها. ويُبيِّن تحليل أجرته هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن 83 في المائة من المنظمات النسائية التي شملها الاستطلاع في قطاع غزة ما زالت تعمل ولو جزئيًّا، وأنها تركز بشكل أساسي على الاستجابة للحالات الطارئة. ومع ذلك، فإن 0.09 في المائة فقط من تمويل النداء العاجل لعام 2023 ذهب مباشرة إلى المنظمات الوطنية أو المحلية لحقوق المرأة.

قالت أمل صيام، المديرة العامة لمركز شؤون المرأة في غزة: "لأسباب تتعلق بالسلامة، لا يمكننا تقييم حجم الضرر الكلي".

قبل بدء القصف العسكري الإسرائيلي لغزة في أكتوبر 2023، كان يعمل في المركز 100 موظفة وموظف، كما وقدَّم المركز خدمات متنوعة لأكثر من 170,000 شخص كل عام.

تابعت أمل قائلة: "لدعم أهالي رفح، حيث يبحث حوالي 1.5 مليون شخص عن الأمان، افتتحنا مكتبًا جديدًا في وسط رفح. وقدَّمنا مساعدات إنسانية للنساء، تشمل الدعم النفسي والمشورة القانونية، ووزَّعنا مساعدات نقدية، وحقائب اللوازم الصحية النسائية".

يساعد المركز الفئات الأكثر ضعفًا، ويشارك قصصًا عن تجارب النساء، ويوثِّق تأثير الحرب والاحتياجات الملحة للنساء.

تزور مئات النساء مكتب رفح يوميًّا طلبًا للمساعدة في تلبية احتياجاتهن الأساسية، مثل الطعام والماء والمراتب السريرية والمنتجات الصحية. ومع ذلك، بحسب أمل، فإن المساعدة التي يمكن للمركز تقديمها ليست سوى جزءٍ بسيطٍ ممَّا يحتاجون إليه.

تعيش أمل في إحدى غرف التدريس بمنظمة غير حكومية تؤوي النازحين. ومثلها مثل الكثيرين، اضطرت للنزوح عدة مرات وعانت من فقدان بعض الاقارب، ومع ذلك، فهي لا تزل تواصل العمل كل يوم. وعندما تعود إلى الملجأ، عادة لا يكون هناك وقود كافٍ لطهي الطعام. وفي الآونة الأخيرة، كانت تحرق الكتب كوقود.

وأضافت أمل: "إن دعم المنظمات النسائية المحلية في فلسطين أمر بالغ الأهمية، وبدون الدعم والتمويل الكافيين، قد تجد هذه المنظمات صعوبة في مواصلة تقديم الخدمات الأساسية". إن الآثار المترتبة على هذا النقص في التمويل وخيمة في ظل الأزمة الحالية التي لم يسبق لها مثيل، فيمكن لذلك أن يؤدي إلى عدم الوصول إلى الموارد الحيوية، وبدون جهود المناصرة التي تبذلها هذه المنظمات، لن تُسمع أصوات العديد من النساء في غزة.

كما شدَّدت أمل على الحاجة إلى وقف إنساني فوري لإطلاق النار في غزة، وتقديم المساعدات الإنسانية، مُضيفةً: "إن تعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني، ولا سيما المنظمات النسائية التي تعمل منذ بداية الحرب؛ أمر حتمي، وكذلك تعزيز الشراكة والتنسيق مع الوكالات الدولية ووكالات الأمم المتحدة للتأكد من معالجة القضايا المتعلقة بالنوع الاجتماعي بشكل كامل في جميع أعمال الإغاثة الإنسانية".

لقراءة المزيد: Why investing in women’s organizations is critical during crisis: Five stories of resilience.