الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي مدعومات من خدمات العدالة في الضفة الغربية
التاريخ:
الناجيات والناجون من العنف أكثر دراية بخدمات العنف القائم على النوع الاجتماعي عالية الجودة ومتعددة القطاعات بالإضافة إلى كيفية الوصول إلى هذه الخدمات وجودتها، من ضمن تدخلات مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة من خلال برنامج حياة المشترك.
"في البداية ، كان لدي رد فعل قوي وعصبي لما كان يحدث، ولم أكن قادرة على تحمل ذلك."
ندى* البالغة من العمر أربعون عامًا تحكي عن تعرضها للعنف لفظيًا وجسديًا على يد رجل في المجلس المحلي في قريتها، حيث ذهبت للمطالبة بحقها في الميراث بصفتها الابنة الوحيدة، وهو حق حرمها أشقاؤها منه بعد وفاة والديها.
بالإضافة للمعاناة التي تعرضت لها من إساءة لفظية ونفسية من قبل أشقائها، كان هذا الهجوم من قبل رجل لم يوافق على طلبها لحقها بمثابة تجربة مخيفة، لكن ندى قررت عدم التزام الصمت.
توضح ندى: "عرفت عن الرقم التابع لوحدة حماية الأسرة والأحداث التابع للشرطة الفلسطينية " 106 " وبعد ذلك ذهبت إلى مقرهم وتقدمت بشكوى بخصوص القضية والعنف والهجوم". تقول ندى إنه تم الاستماع إليها وفي اليوم التالي تم القبض على الرجل بتهمة الاعتداء.
في حين أن كل حالة مختلفة ويتم التعامل معها وفقًا لذلك، فإن غالبية الناجين في قضايا العنف القائم على النوع الاجتماعي هن من النساء والفتيات، كما يوضح العقيد ناطور الذي يعمل مع وحدة حماية الأسرة والأحداث. "في البداية عندما تبدأ العمل في هذا المجال، تشعر أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يتعرضون للعنف ويلتزمون الصمت أو يتعرضون للعنف ولا أحد يساعدهم." يوضح العقيد ناطور أن الأولوية هي نقل الناجية وأفراد أسرتها إلى مكان آمن حيث يمكنهم تسجيل تفاصيل الحالة وتقديم شكوى رسمية. يتم تحضير ملف خلال الأربع وعشرين ساعة الأولى وتحويل القضية إلى نيابة الأسرة.
يشدد العقيد ناطور على التحديات التي تواجه القضاء على العنف ضد النساء والفتيات في الضفة الغربية والرد عليه بما في ذلك العقلية الذكورية، والقوانين التي عفا عليها الزمن، والقيود المفروضة على الوصول بسبب الاحتلال الإسرائيلي. "نحن في وحدة حماية الأسرة بحاجة إلى مواصلة بذل الجهد لأنه من خلال حماية هذا الشخص، فإنك تحمي عائلة بأكملها، ثم المجتمع بأكمله."
تشجع ندى الناجيات الأخريات من العنف على أن يحذون حذوها. ”الخدمات ممتازة. كان من الجيد معرفة الخدمات التي تدعم النساء المعنفات. من المهم أن تكون على دراية بالخدمات المتاحة ومدى سهولة الوصول إليها ".
على الرغم من صعوبة التجربة، تقول ندى أنها جعلتها تشعر بالتمكين، وعلمتها ألا تصمت. "أصبحت أفضل وأقوى من ذي قبل وقررت عدم التنازل عن حقي في الميراث. ما زلت أطالب بهذا الحق، ولا أريد لأي شخص أن يتعرض لأي عنف في أي مكان"، تؤكد ندى "سأدافع عن نفسي بكل ما عندي من قوة وجرأة، دون خوف أو قلق."
في الضفة الغربية وقطاع غزة، تتعرض واحدة من كل ثلاث نساء متزوجات للعنف الجسدي من قبل أزواجهن وواحدة من كل سبع نساء لم يتزوجن تتعرض للعنف من قبل أحد أفراد الأسرة، وفقًا لأحدث مسح للعنف، واختار أكثر من نصف هؤلاء النساء التزام الصمت وفقط 17 في المئة من الأطفال الذين يتعرضون للعنف من أحد الوالدين أو أحد الأقارب المقربين يطلبون المساعدة من المعلم/ة في المدرسة.
وما يزيد هذه الإحصائيات تعقيدًا، أن أكثر من نصف النساء في الضفة الغربية وقطاع غزة غير مدركات بوجود خدمات العنف القائم على النوع الاجتماعي التي تقدمها الدولة ومنظمات المجتمع المدني، والمتاحة للمساعدة. ومن بين هؤلاء، فإن 1.4 في المائة فقط من النساء المتزوجات يطلبن المساعدة من الخدمات النفسية والاجتماعية والقانونية، و3 في المائة من محام/ية، و1 في المائة من الشرطة الفلسطينية أو وحدة حماية الأسرة والأحداث.
جنبًا إلى جنب مع شركائه المحليين، وبالشراكة مع مقدمي خدمات الرعاية الصحية والنفسية الاجتماعية، وبيوت الأمان، والخدمات القانونية والعدلية، يسعى برنامج حياة المشترك إلى مساعدة الآخرين مثل ندى.
يعمل برنامج حياة المشترك على تعزيز الوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستجابة له، إضافة الى زيادة الوعي بالخدمات المتعلقة بالعنف، وضمان الوصول إلى هذه الخدمات واستخدامها والرفع من جودة تقديم الخدمة. أنشأ مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة عيادة للطب الشرعي في مركز الخدمات الموحدة في الضفة الغربية، حيث تتوفر جميع خدمات العنف القائم على النوع الاجتماعي للناجيات في مكان واحد، مما يوفر الوقت والجهد ويضمن الحفاظ على السرية، كما يقول معتصم عوض، مدير المشروع ضمن برنامج حياة المشترك، في مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة" نعمل أيضًا على زيادة الوعي من خلال خط المساعدة لوحدة حماية الأسرة والأحداث لمساعدة الناجيات من العنف على معرفة أين يمكنهن تلقي الدعم".
يمكن للناجين/ات من العنف في الضفة الغربية الاتصال بالرقم 100 التابع للشرطة الفلسطينية، أو من خلال خط المساعدة المباشر لوحدة حماية الأسرة والأحداث على الرقم 106، الذي يعمل 24 ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع على مدار العام، أو عن طريق الذهاب إلى مقر وحدة حماية الأسرة والأحداث أو أقرب مبنى تابع للشرطة أو بلدي وكذلك المنظمات النسائية المحلية المتاحة خدماتها للمساعدة.
* ندى هو اسم مستعار يستخدم للحفاظ على الخصوصية والسرية.
للحصول على الدليل الكامل لخدمات العنف القائم على النوع الاجتماعي المتاحة، يرجى النقر هنا.