على لسان فدوى كامل: "لا يزال هناك اعتقاد شائع أن الصحافة هي عمل الرجل".

التاريخ:

فدوى كامل تعمل في راديو كساس في زوارة شمال غرب ليبيا. تصوير: فدوى كامل

فدوى كامل، 41 سنة، تعيش مع زوجها وأطفالها الأربعة في زوارة شمال غرب ليبيا. بدأت العمل كصحفية خلال الانتفاضة في عام 2011. كانت تشغل منصب رئيسة تحرير صحيفة تاقرماس الناطقة بالأمازيغية، وهي الآن نائبة مدير المنظمة الليبية للإعلام المستقل. إلى جانب حوالي 20 صحفية شابة من ليبيا وتونس، شاركت فدوى في "برنامج زمالة أخبار المرأة" التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة بدعم من إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام في الأمم المتحدة، من أجل النهوض بمهاراتها في إعداد التقارير المراعية لاعتبارات النوع الاجتماعي وتعزيز المصالحة الوطنية، وبناء السلام وحقوق الإنسان والمساواة القائمة على النوع الاجتماعي من خلال وسائل الإعلام. منذ ذلك الحين، أصبحت فدوى مدربة لعدد من مدربات ومدربين، تقوم بتعليم القوى العاملة في الصحافة الليبية ،  حول كيفية إدراج منظور النوع الاجتماعي في تغطية الشؤون الليبية.

"أنا لست صحفية بالأصل. ولكني حاصلة على شهادة البكالوريوس في الأدب الفرنسي ولطالما كانت الكتابة هواية بالنسبة لي. في البداية، كنت أكتب تحت أسم مستعار لأن المجتمع يستهجن النساء اللواتي يعبرن عما يدور في أذهانهن أو يعلقن على السياسة علنيًا. كنت أنشر مقالاتي على وسائل التواصل الاجتماعي، ولاقت استقبالًا جيدًا بين متابعيني ومتابعاتي. بدأت منصات الأخبار الرقمية الاتصال بي لطلب الإذن بنشر مقالاتي. حفزني هذا للخضوع إلى دورات لتطوير مهاراتي في الصحافة والتقارير الإخبارية.

بدأت مسيرتي الإعلامية رسميًا كمراسلة مع منظمة ألمانية غير ربحية "وسائل الإعلام في التعاون والانتقال". بعد ذلك مع إذاعة كاساس في زوارة حيث كنت أول مذيعة تغطي ثورة ليبيا 2011 باللغتين العربية والأمازيغية.

في حين أن نظرة المجتمع للصحفيات قد تحسنت منذ ذلك الحين، إلا أن لا يزال هناك اعتقاد شائع أن الصحافة هي عمل الرجل. يقول الكثير إنه لا ينبغي "سماع" صوت المرأة، بحجج دينية أو تقليدية. كان تغيير هذه الآراء يمثل تحديًا، لكنني ثابرت على ذلك وجعلت مهمتي أن أكون صحفية. أحب عملي، ومثل الجميع، لدي الحق في اختيار مهنتي.

طوال حياتي المهنية في الصحافة، رأيت كيف أن وسائل الإعلام مسؤولة أيضًا عن ترسيخ الأدوار النمطية للمرأة والرجل في المجتمع. في أغلب الأحيان، تضع البرامج التلفزيونية والإذاعية النساء في "دائرة الصور النمطية" وهي المنزل.  وعادة ما يتم تصويرهن على أنهن أمهات يقمن بتربية الأطفال وأعمال الرعاية مثل الطبخ والتنظيف والعناية بالمنزل. حتى عندما تٌظهر المرأة العاملة، ينصب التركيز عادةً على كيفية تحقيق التوازن بين حياتها المهنية والعمل المنزلي، كما لو أن الأخير لا يمكن تأديته إلا من قبلها. معظم الأشخاص التي يتم تمثيلها في الإعلانات التجارية لمنتجات التنظيف والمواد الغذائية هم من النساء، مما يعزز هذه القوالب النمطية المبنية على النوع الاجتماعي.

في المقابل، تدعو البرامج السياسية المعلقين الرجال لأنهم يُنظر إليهم على أنهم أكثر وعيًا بسياسات الدولة وشؤونها. حتى الأحزاب السياسية التي تضم عضوات في صفوفها عادة ما تعين ممثلًا أو متحدثًا رسميًا كما لو أن الرجال لديهم فهم أفضل للشؤون السياسية والاجتماعية في ليبيا من النساء.

الإعلام يعكس المجتمع. وعندما يقلل من دور النساء ويحصره في المطبخ، فإنه بذلك يحد من فرصهن في القيام بشيء خارج هذه الدائرة. وبالفعل، فإن تمثيل المرأة الليبية في السياسة والإعلام يتخلف كثيرًا عن الرجال. هذا ليس بسبب افتقارهن إلى المهارات، ولكن بسبب نقص الفرص المتاحة لهن. في حين أن عدد النساء في قطاع الإعلام قد ارتفع اليوم، إلا أنهن يشغلن في الغالب مناصب نمطية معينة مثل مقدمات البرامج والمساعدات فيما لا يزال الرجال يشغلون المناصب الإعلامية رفيعة المستوى.

لقد حان الوقت لفرض القوانين الحالية التي تضمن تمثيل المرأة في جميع القطاعات، بما في ذلك وسائل الإعلام، وإدخال قوانين جديدة لتحقيق المساواة القائمة على النوع الاجتماعي وبناء ليبيا الديمقراطية والشاملة للجميع."