سيدة سورية في لبنان تبدأ عملها عبر الإنترنت لمحاربة الصعوبات الاقتصادية

التاريخ:

ملاك فران في مركز الخدمات الإنمائية في طريق الجديدة. الصورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة/دار المصور.

خلال نشأتها في سوريا، أرادت ملاك فران دراسة القانون لتصبح محامية. في السابعة عشرة من عمرها، تزوجت ملاك من رجل سوري وانتقلت إلى لبنان المجاور حيث يعمل زوجها، مما وضع حدًا لحلمها في ممارسة القانون.

كان الاستقرار في لبنان بمنأى عن عائلتها تجربة صعبة، كما إنها وجدت صعوبة في التأقلم مع الثقافة والتقاليد المحلية المختلفة عن وطنها سوريا. التزمت ملاك برعاية أطفالها الخمسة، وحين صاروا في سن كبير - باتت تقضي ساعات طويلة في المنزل بمفردها.

وتشرح ملاك: "يعمل زوجي كحارس أمني في شركة خاصة في وسط بيروت ويقضي نهاره في العمل بينما يكون أولادي في المدرسة أو في الجامعة، لذلك أجد نفسي وحيدة وأشعر بالملل في كثير من الأحيان".

في عمر الـ 44 سنة، اكتشفت ملاك موهبتها واهتمامها في صناعة الشموع. في تلك الأثناء، علمت بوجود تدريبًا مدته شهرين في صناعة الصابون والشموع في "مركز الخدمات الانمائية" في طرق الجديدة، وهو مساحة متعددة الأغراض بإدارة حكومية تقدم الخدمات للمجتمع.

تشجّعت ملاك على الانضمام للتدريب بسبب قرب المركز من منزلها، وانضمت إلى التدريب الذي توفره هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومؤسسة الصفدي، بدعم من حكومة اليابان.

في أعقاب انتهاء التدريب، بدأت ملاك بإرسال صور منتجاتها إلى أصدقائها، وسرعان ما انضمت بناتها منى ومايا ونور وناتاشا إلى جهودها، ومن خلال استخدام حساب ناتاشا على الانستغرام، بدأن في تسويق المنتجات تحت مسمى "شموع وصابون ناتاشا"، ومع حصول مايا على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، ها هي تعمل الآن على توسيع فرص التسويق عبر الإنترنت.

أكملت ملاك التدريب في شباط/فبراير، ومنذ ذلك الحين استطاعت بيع 40 شمعة مصنوعة يدويًا بمساعدة أولادها وزوجها. على هذا النحو أصبحت ملاك الآن قادرة على دفع ثمن مشتريات الأسرة وتوسيع مروحة الأطعمة التي يمكن أفراد الأسرة تناولها.

اعتبارًا من نيسان/أبريل 2020، كان 75٪ من الأشخاص في لبنان بحاجة إلى المساعدة. أدى الانكماش الاقتصادي الحاد، إلى جانب جائحة كوفيد-19 وتدابير الإحتواء، إلى فقدان واحد من كل ثلاثة في لبنان للوظيفة، مع احتمال الدفع بالكثير إلى القطاع غير الرسمي حيث توجد عادة حماية أقل لحقوق العمال الأساسية. علاوة على ذلك، ووفقًا لتحليل النوع الاجتماعي من قبل هيئة الأمم المتحدة للمرأة، فإن الانفجار الذي أصاب مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس كان له تأثير سلبي كبير وطويل الأمد على لبنان بسبب تدمير المرفأ وتأثيره على تفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان.

تقول ملاك: "كان التدريب أفضل شهرين في حياتي". في حزيران/يونيو، أصبحت مدربة متطوعة في "مركز الخدمات الانمائية". خلال أربعة أيام في الأسبوع تتطوع ملاك في تعليم 20 فتاة مراهقة مجانًا كيفية صناعة الشمع والصابون. مع الأخذ في الاعتبار انتشار جائحة كوفيد-19، تتبع ملاك الإجراءات والاحتياطات المطلوبة فتقوم بتنظيف مساحة التدريب بانتظام بالإضافة إلى ارتداء كل متدربة كمامة وملاك تطلب منهن أيضًا الحفاظ على المسافة الآمنة بينهن.

"أريد ردّ الجميل وإظهار مدى امتناني للفرصة التي تلقيتها. لقد استمتعت بتدريبي بفضل المدرّبة والجو الرائع".

تستمر ملاك في إنتاج الشمع في المنزل حتى تتمكن من فتح محلها الخاص. "تشجعني عائلتي باستمرار، ويشعر زوجي بالسعادة عندما يراني سعيدة وأنا أقوم بشيء أستمتع به. مع مهاراتي المكتسبة الجديدة، أصبحت أقدّر وقتي في المنزل أكثر بكثير."