النساء المسنّات في بيروت يترنّحن من تأثير الانفجار بعد شهرين على حدوثه
التاريخ:
في 4 آب/أغسطس 2020، كانت فيوليت مشعلاني البالغة من العمر 85 عامًا بمفردها في المنزل مع حفيدتها إلودي، عندما وقع انفجاران في ميناء بيروت الرئيسي أسفرا عن مقتل المئات وتشريد الآلاف وتدمير أحياء كاملة، بما في ذلك الكرنتينا، على بعد 2.2 كم من المرفأ، حيث عاشت فيوليت طوال حياتها.
تقول مشعلاني "وُلدت هنا وتزوّجت هنا وربيت أولادي هنا أيضًا. لقد شهدنا العديد من الحروب، لكنني لم أشهد مثل هذا الانفجار. سقطت واجهة المنزل أمام عيوننا". وتضيف "دمّر الانفجار نصف بيروت. لم نتوقّع أن ننجو، ولكننا نجونا، والحمدلله."
عاشت مشعلاني في منزلها منذ عام 1963 وواجهت خسائر كثيرة. في عام 1975، فقدت زوجها في الحرب الأهلية اللبنانية وتولت تربية أطفالها. في عام 2017، فقدت ابنتها بسبب المرض. الآن، تعيش فيوليت في المنزل عينه برفقة حفيدتها.
"في أعقاب الانفجار، تركنا المنزل وبقينا في منزل ابني لمدّة أسبوع. ولكنني أردت العودة إلى منزلي فحسب. دُمّرت واجهة المنزل كاملة ناهيك بالشبابيك والبرّاد والتلفزيون وسخان المياه" أضافت مشعلاني. "لا أستطيع تحمّل كلفة استبدالها. لذلك أعتمد على المتطوعين والمتطوعات لمساعدتي قدر المستطاع. لكن هذا يستغرق وقتًا. لو كان بإمكاني تحمل تكاليف توظيف مختصين ومختصات، لكانت تمت عملية الإصلاح بوتيرة أسرع بكثير."
في أعقاب الانفجار، تدفقت المنظمات غير الحكومية المحلية والمتطوعون والمتطوعات من جميع أنحاء لبنان بالإضافة إلى المغتربين والمغتربات إلى الأحياء المتضررة لتنظيف وإصلاح الأضرار، لا سيما لمساعدة الضعفاء وكبار السن.
وقع الانفجاران في مرحلة يعاني فيها لبنان من أزمة اقتصادية حادّة تفاقمت بسبب جائحة كوفيد-19.
يعاني لبنان أيضًا من عدم المساواة العميقة والمتأصلة بين الجنسين، مما يعني أن أي أزمة تزيد من تفاقم المخاطر ونقاط الضعف التي تواجهها المرأة. يحتل لبنان المرتبة 145 من 153 في مؤشر الفجوة بين الجنسين في تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي، و139 في مشاركة المرأة الاقتصادية. ووفق تقييم سريع أصدرته هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة "أكتد" فور وقوع الانفجار، فإن النساء المسنّات، كمثل مشعلاني، من بين الفئات الأكثر هشاشة. إن احتمال قيام هذه النساء بعمل خلال حياتهن يقلّ عن احتمال عمل الرجال، وثمة احتمال أقل بأن يحصلن على مدخرات أو معاشات تقاعدية، وهنّ ممثلات بشكل كبير ضمن الفئات الأكثر فقرًا في لبنان. أما الفئات الضعيفة الأخرى التي تحتاج إلى مساعدة فورية فتمشل النساء الحوامل والمرضعات. هذا التقييم هو جزء من جهود هيئة الأمم المتحدة للمرأة لدعم عمليات المساعدة للاستجابة بفعالية لاحتياجات النساء والفتيات المتأثرات بالانفجار.
تقول رايتشل دور-ويكس، وهي رئيسة مكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان "من الضروري فهم كيف أثّر انفجار بيروت في النساء والرجال والفتيات والشابات وأقليات النوع الاجتماعي، على مستوى التخطيط لاستجابة إنسانية فعالة وتنفيذها". تضيف "على نحو عام، إن النساء هنّ أقل مقاومة للصدمات من الرجال لأن احتمال حصولهن على وظائف ومدّخرات وحسابات مصرفية وحماية اجتماعية وشبكات اجتماعية واسعة النطاق خارج نطاق عائلاتهن المباشرة أقل من الآخرين – وهذه أمور حاسمة لتمكينهن من التعامل مع كارثة مماثلة. نحث لبنان وجميع الشركاء على إعطاء الأولوية لاحتياجات النساء المستضعفات، ولا سيما المسنات، في استجابتنا الجماعية للانفجار".
أما مشعلاني فأعقبت حديثها قائلة "اعتدنا أن نحيا حياة هادئة ونكسب نفقاتنا. لكن حياتنا انقلبت الآن رأسًا على عقب؛ نحن لا نعرف كيف سنعيش. لقد وضّبت أغراضنا في حقيبة لكي نتمكن في حال حدوث شيء ما أن نهرب."
منذ الانفجار، قامت هيئة الأمم المتحدة للمرأة بتعديل برامجها لتقديم الإغاثة الفورية للنساء والفتيات. من خلال شركائها حيث المعظم من المنظمات الوطنية التي تقودها النساء، قدمت هيئة الأمم المتحدة للمرأة الحماية والمساعدة النفسية الاجتماعية للمتضررات، ودعمت توزيع المواد الأساسية، مثل الغذاء والنقود.