جائحة كوفيد-19 تعطل سلاسل القيمة للتعاونيات النسائية بالمغرب

بعد إعلان حالة الطوارئ الصحية في المغرب بسبب جائحة كوفيد-19، تكافح النساء الريفيات للحفاظ على جمعياتهن التعاونية.

التاريخ:

Two women farmers, members of Ariaf Cooperative. Photo : ONU Femmes / Coopérative Ariaf.
امرأتان مزارعتان في تعاونية أرياف. الصورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة/ تعاونية أرياف

على الرغم من أزمة كوفيد-19، تواصل عضوات تعاونية تودرت التي تقودها النساء حصاد النباتات العطرية والطبية مع تطبيق قواعد التباعد الجسدي والتدابير الوقائية الأخرى الموضوعة بغرض وقف انتشار الفيروس. تأسست الجمعية التعاونية عام 2006 وتقع في بلدية إمينليت القروية في مدينة الصويرة المغربية، وتعمل في السلسلة الزراعية الإيكولوجية بأكملها، من الزراعة والإنتاج إلى التحويل والتعبئة والتسويق.

تتكون التعاونية من 17 امرأة واللاتي يعملن على زراعة الزعتر و الخزامى وإكليل الجبل والمريمية، من بين الأعشاب الأخرى المعروفة بفوائدها الصحية، ثم يشتري هذه الأعشاب متاجر الأطعمة الصحية والبقالة ومستحضرات التجميل بالإضافة إلى أطباء الأعشاب وتجار الجملة ومتاجر أخرى. ومع ذلك، أدت تدابير الإغلاق الوقائية إلى إغلاق وحدات التجفيف والتعبئة، مما أدى إلى تعطيل سلسلة القيمة وكذلك أنشطة التعاونية المدرة للدخل. إذا توقفت النساء عن الحصاد، فإن قيمة موسم كامل من العمل والغلة ستذهب سدى.

وتعاونية أرياف في غفساي، وهي بلدية في منطقة تاونات، تواجه تحديات مماثلة. توضح سعاد أزنود، رئيسة جمعية أرياف التعاونية، حيث تشعر النساء بقلق خاص بشأن حصاد الزيتون: "القيود المناخية تشجع النساء في التعاونيات في غفساي على عدم الاعتماد فقط على نشاطهن الزراعي، فحتى يتمكنّ من تلبية احتياجاتهن المالية، وجب عليهن تنويع أنشطتهن لتشمل تربية الحيوانات والتجارة والحرف اليدوية وحتى السياحة".

Mrs. Yamna Tazerbil (left) and Mrs. Rkia Boubker (right), members of Tudert Cooperative, cutting aromatic and medicinal plants to dry and to plant new ones in the nursery. Photo: UN Women/Tudert Cooperative.
[7/22/2020 5:45 مساءً] ديريا وييكسير: مزارعتان، عضوتان في جمعية أرياف التعاونية،تنتزعان النبتات يدويًا. الصورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة/ تعاونية أرياف.

وفي الوقت نفسه، أدت جائحة كوفيد-19 والحجر الصحي الوطني الذي فرضته الحكومة إلى تعطيل هذه الصناعات أيضًا، مما ترك النساء وعائلاتهن بدون مصادر دخل موثوقة. علاوة على ذلك، ونظرًا للحركة الجسدية المقيدة، تم إغلاق الأسواق الإقليمية، مما جعل الوصول إلى المنصات التجارية أمرًا مستحيلًا. توصي أزنود بأنه "يجب دعم هؤلاء النساء حتى يتمكنّ من بيع منتجاتهن مباشرة من خلال المنصات على الإنترنت لتقليل الخسائر المالية".

واستجابة لهذا الوضع، قامت وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة في أيار/مايو 2020، بالشراكة مع وكالة التنمية الاجتماعية، بتطوير سوق على الإنترنت يسمى "أي دي اس كوبسكلوب" (ADS Coopsclub) لبيع منتجات التعاونيات خلال أزمة كوفيد-19، فهي منصة تشمل كافة التعاونيات النسائية في المغرب.

دعمت هيئة الأمم المتحدة للمرأة التعاونيات مثل تودرت وأرياف للانضمام إلى السوق الإلكترونية من خلال المساعدة في العمليات الإدارية مثل التسجيل عبر الإنترنت، كما نظمت هيئة الأمم المتحدة للمرأة جلسة افتراضية توعوية حول بروتوكولات النظافة وتدابير التباعد الجسدي كجزء من هذه المبادرة.

تقول عائشة النايح، عضوة في جمعية تودرت التعاونية "في بداية الأزمة، مع إغلاق الأسواق الإقليمية الأسبوعية في إمنتليت، كان من الصعب للغاية بالنسبة لنا إيجاد حل لبيع منتجاتنا " و تابعت مفيدة: "عندما أخبرتنا هيئة الأمم المتحدة للمرأة عن هذه المنصة، كان ذلك خبرًا رائعًا لتعاونيتنا. لقد تمكنا من التسجيل والتفاوض بشأن رسوم توصيل المنتجات مع الجهات المعنية بتقديم الخدمات، مما سمح لنا بالاستفادة من هذه الفرصة الفريدة بتكلفة جيدة".

أما ليلى ريوي، ممثلة مكتب الأمم المتحدة للمرأة بالمغرب ، فتصرح بأنه "بينما تكشف الجائحة عن الأشكال مختلفة لعدم المساواة ونقاط الضعف وتتسبب في تفاقمها، فإنه يتبين أيضًا أن المرأة فاعلة في التغيير وقادرة على الاستجابة لأزمة بهذا الحجم. تلتزم هيئة الأمم المتحدة للمرأة بدعم التعاونيات مثل تودرت وأرياف من خلال تقديم المساعدة التقنية لمساعدتها على التكيف مع هذا السياق، وبالتالي التخفيف من تأثير الأزمة في وضعهن الاقتصادي".

تلقت تعاونيات أرياف وتودرت الدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة كجزء من مشروع التمكين الاقتصادي الممول من مؤسسة كوكا-كولا. يهدف المشروع إلى تعزيز قيادة المرأة القروية مع الحفاظ على التنوع البيولوجي.