من مكاني هذا: "إنه من حقك كونك امرأة أو كونك لاجئة أو كونك إنسانة أن تصبحي مُمكنة"

التاريخ:

بعد أن هربت من الحرب في سوريا في عام 2015 بحثًا عن الأمان في اليمن، أضطرت هديل دُحس* أن تواجه العنف الأسري داخل منزلها. وحين تمكنت من الهرب في الليل؛ وجدت السلام والأمل أخيرًا في مخيم الأزرق للاجئات وللاجئين السوريين، حيث أتاح المخيم لها فرصة لبناء حياتها من جديد خلال دورها كمدرسة للأطفال وحصولها على خدمات الحماية المُقدمة في مركز الواحة التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة.

Hadeel Dohs, 30, is rebuilding her life and becoming empowered through her new role as a childcare teacher in the UN Women Oasis Center in Azraq refugee camp, Jordan. Photo: UN Women/ Lauren Rooney

Quoteلقد هربت من سوريا مع زوجي وأطفالي الثلاثة إلى قرية صغيرة باليمن منذ خمس سنوات. ولكن على الرغم من الفرار من الحرب، احتدم صراع آخر بداخل جُدران بيتنا الجديد. معركة من العنف على أيدي زوجي.

وبعد سنة من المعاناة، لم أعد أرغب في الشعور بالألم أو السماح لأطفالي بالعيش في بيئة غير سوية، لذلك قررت أن أهرب. وفي أعماق الليل، أخذت أطفالي بدون أي شئ آخر وهربت حيث كان هدفي أن أجد ملاذ في مخيم الأزرق للاجئات وللاجئين. وبعد كل الألم الذي تحملته، أصبح حلم التمكين حقيقة لي. 

لقد استقرينا في بيتنا الكارافان الجديد، وحينها شعرت بالسلام لأول مرة منذ وقت طويل جدًا. ولكن بالطبع واجهت صراع داخلي شديد بالبداية، من الشعور بالوحدة وتغلبي على شعور أن ما فعلته سيثير إستياء الكثير مني . على الرغم من ذلك، كان خوفي الأكبر هو مسألة إعالة عائلتي بمفردي.

بعدها تقدمت بطلب للحصول على منصب في مركز الواحة التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، ولحسن الحظ تم قبولي وبدأت التدريب كمدرسة للأطفال. ومجيئي من مكان لم يسمح لى زوجي بالعمل من قبل أصابني بالتوتر ومع ذلك كنت متحمسة للغاية لاحتمالية حصولي على وظيفة.

منحني هذا الدور الفرصة لتعليم أطفالي بجانب الأطفال الآخرين لإنهم كانوا يحضرون بالمركز أيضًا. وسريعًا ما أصبحت واثقة في قدرتي في رعاية الأطفال واستمتعت بالتدريب المنتظم الذي أخذته لتقوية مهاراتي. لا يوجد شئ يضاهي جمال رؤيتهم يزدهرون إلي طلاب مهذبين ومحترمين، وتشجيعهم على السعي لمستقبل مزدهر.

لقد أدركت القوة والجمال في التعليم، حيث أنه يجعلني أشعر بأنني جزء فعال من المجتمع ويعطيني طريقة أساعد بها النساء الأخريات اللاتي يواجهن نفس الصعاب التي واجهتها. دائمًا ما أتخيل مستقبلي خلال أولادي، وقد أدركت أن التعليم هو جزء أساسي من حياتهم. أنا محظوظة لأنني قادرة على إرشادهم خلال تعليمهم في هذا السن، وأتمنى أن استمر في تعليمهم لبقية حياتهم.

أقوم حاليًا بحضور محاضرات توعية منتظمة عن الحماية والعنف القائم على النوع الإجتماعي. لقد غيرت الطريقة التي كنت أفكر بها في القرار الذي اتخذته لترك زوجي وفي النهاية، شعرت بإحساس كبير بالراحة إتجاه ما فعلته.

لم أعد مُحرجة لمشاركة الصعاب التي مررت بها، بل بالعكس، أشعر الآن أنه من المهم أن أشارط قصتي لأعرف النساء الأخريات أنه من حقك كأمرأة، وكلاجئة، وكإنسانة أن تصبحي مُمكنة، وأن تقومي بإتخاذ قراراتك في الحياة.

من الممكن إنشاء حياة جديدة والحلم بمستقبل مزدهر."


SDG 5: Gender equality
SDG 16: Peace, justice and strong institutions

هديل دُحس، 30 عام، هي لاجئة سورية من دمشق تعيش في مخيم الأزرق للاجئات وللاجئين السوريين بالأردن، حيث استفادت من خدمات الحماية و فرص العيش المُقدمة من مركز الواحة التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة لتعيد بناء حياتها كناجية من العنف القائم على النوع الإجتماعي. هي الآن تشارك رحلتها في التمكين لإلهام نساء أخريات لتولي زمام حياتهن. ومع الدعم السخي من حكومات كلًا من كندا، وفنلندا، وفرنسا، وأيسلندا، وإيطاليا، ومؤسسة زونتا الدولية، واللجان الوطنية التابعة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، تقدم هيئة الأمم المتحدة للمرأة خدمات الإحالة والحماية والتوعية إلى 2000 لاجئة سورية كل عام. إن قصة دُحس متصلة بهدف التنمية المستدامة رقم 16 الذي يروج الأمن والأمان، بالإضافة إلى الهدف رقم 5 عن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.

*ملحوظة: لقد تم تغيير الإسم لحماية هوية الناجية.