الوقوف إلى جانب رواء للحصول على العدالة لإبنتها

التاريخ:

رواء عبد الستار في الموصل ، العراق. الصورة: تجديد

فقدت رواء هشام عبد الستار البالغة من العمر 54 عامًا زوجها خلال حرب العراق الطائفية في 2011، الأمر الذي أدى بها إلى اللجوء هي وإبنتها من بغداد إلى مدينة الموصل. ولم يحقق لجوئها إلى الموصل الأمان الذي كانت تسعى اليه، حيث قام تنظيم داعش الإرهابي بالسيطرة على المدينة في عام 2014، مما تسبب في عواقب مدمرة لسكانها

لدى إحتلاله المدينة، إعتقل تنظيم الدولة الإسلامية العديد من سكانها وكان من ضمنهن رواء وإبنتها الصحفية نور. وبعد خمسه عشر يومًا، تم إطلاق سراح الوالدة بينما ظلت الأبنة رهن حجز التنظيم.

تمكنت من الهرب من الموصل والعودة إلى بغداد. وما أن علم التنظيم بهروبها حتى قام بصورة وحشية بإعدام نور رميًا بالرصاص ودفنها في جهة مجهولة.

ولم تكن تلك بداية معاناة رواء، حيث إنها في 2010 خسرت إبنتها تمارة خلال عملية زراعة كلية تبرعت بها رواء التي تعيش الآن بكلية واحدة.

بعد تحرير الموصل في عام 2017، عادت رواء إلى الموصل بحثًا عن جثمان إبنتها لإثبات مقتلها على يد التنظيم الإرهابي. وهي تسعى لذلك حتى تعتبر السلطات العراقية إبنتها نور "شهيدة" مثلها مثل كثير من العراقيين الذين وقفوا في وجه داعش أو كانوا ضحايا للإرهاب. لكن متابعة قضية إبنتها في محاكم الموصل كانت مهمة صعبة للغاية حيث تقع الموصل على بعد حوالي 400 كيلومتر شمال بغداد حيث تعيش الآن ولم تستطع رواء تحمل تكاليف التمثيل القانوني.

علمت مؤسسة تجديد عراق (تجديد) بظروف رواء الصعبة وأخذت على عاتقها تقديم العون القانوني لها. تعمل "تجديد" بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة لتعزيز صمود اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة في إطار البرنامج الإقليمي "تقوية صمود النساء والفتيات السوريات والمجتمعات المضيفة في العراق" الممول من قبل الصندوق الإستئماني الأوروبي للإستجابة للأزمة السورية " صندوق مدد". منذ عام 2018، قدمت "تجديد" الدعم القانوني والتمثيل لـ 180 من النساء من اللاجئات والمجتمعات المضيفة والمستضعفات.

بعد دراسة قضيتها، توصل فريق تجديد في الموصل إلى استنتاج مفاده أن قضية إبنتها لم تتقدم في المحاكم لأنه لم يكن لدى رؤى تمثيل قانوني وعرضوا عليها توفير الدعم وذلك من خلال متابعتهم لقضيتها.

وقد قام محامي المركز النسوي المختص بمثل هذه القضايا بمرافقتها إلى المحاكم ومراكز الشرطة ليتم تدوين أقوالها من جديد وإيجاد شهود على حالتها للوقوف معها في قضيتها. كما تلقت رواء الدعم النفسي والاجتماعي لرفع معنوياتها ومساعدتها في التغلب على الوضع النفسي الصعب الذي مرت به.

منذ أن بدأ محامو تجديد في تقديم الدعم، أحرزت رواء تقدمًا في الحصول على الإعتراف بمقتل ابنتها وأصبح لديها الكثير من الأمل والتفاؤل بشأن تحقيق العدالة لإبنتها. المحامون متفائلون أيضًا بأنهم سيثبتون أن نور "شهيدة الإرهاب".

"لا أصدق ما فعلوه من أجلي." تقول رواء سعيدةً. "كنت يائسة حقًا، والآن لدي أشخاص يساعدونني ويقفون معي في المحكمة".