النساء في البحرين في طليعة العمل المناخي
التاريخ:
كلا المساواة المبنية على النوع الاجتماعي والعلوم يعدان أساسًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولكن لا تزال مشاركة النساء والفتيات في ميادين العلوم مقوضة إلى حد كبير، فمثلًا، تبلغ نسبة النساء العالمات أقل من 30٪ من إجمالي العلماء حول العالم.
يأتي اليوم الدولي للمرأة لعام 2022 في إطار موضوع "المساواة المبنية على النوع الاجتماعي اليوم من أجل غدٍ مستدام" مما يشكل إقرارًا بمساهمات النساء والفتيات حول العالم قائدات التكيف مع التغير المناخي والحد من آثاره والاستجابة له لبناء مستقبل أكثر استدامة للجميع.
"تتطلب التحديات الكبرى التي تواجه عالمنا اليوم، سواء كانت جائحة كوفيد-19 أو أزمة التغير المناخي، ألمع العقول العلمية للتصدي لها والعمل على حلها، بيد أن النساء يشكلن 1/3 العلماء فحسب. هذا يعد اختلال توازن صارخًا ومنهجيًا يقوض قدرتنا على إيجاد الحلول لتحدياتنا المشتركة ويمنعنا من بناء المجتمعات التي نود العيش فيها." وذلك حسبما جاء في البيان المشترك بين المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، سيما بحوث، والمديرة العامة لمنظمة اليونسكو، أودري أزولاي.
وبمناسبة اليوم الدولي للنساء والفتيات في ميدان العلوم والذي يحتفل به كل عام في الحادي عشر من شباط/ فبراير، وقبيل اليوم الدولي للمرأة (8 آذار/ مارس)، نود تسليط الضوء على عالمتين بحرينيتين يحتذى بهن إذ يمهدن الطريق أمام النساء والفتيات الأخريات في بلدهن وفي المنطقة العربية كلها.
"يجب على النساء اللواتي يرغبن في العمل في مجال العلوم التحلي بالمرونة وعدم الاستسلام مهما صعبت العقبات" حنان مبارك البوفلاسة
تشغل العالمة البحرينية البوفلاسة منصب رئيسة قسم الفيزياء بجامعة البحرين، وهي حاصلة على درجتي الدكتوراة والماجيستير في الطاقة المتجددة، كما وأسهمت في إنشاء مختبرات الطاقة المتجددة وبرنامج الدبلوم العالي في الأرصاد الجوية بجامعة البحرين. لها العديد من الإسهامات والإصدارات العلمية على الصعيدين الوطني والدولي بما في ذلك تقرير التنمية البشرية في مملكة البحرين.
"بالفعل هناك العديد من العوائق المجتمعية التي قد تمنع النساء البحرينيات في الكثير من الأحيان من الامتهان بإحدى المهن العلمية، ومن المفارقات الغريبة بحق هو أن عدد النساء اللاتي تدرسن العلوم في جامعة البحرين يفوق عدد نظرائهن من الرجال، ولكن عندما يتعلق الأمر بالمهن نجد أن عدد الرجال المنخرطين في المهن العلمية يفوق عدد النساء على نحو كبير.
رأيت العديد من النساء المتفوقات دراسيًا اللائي اخترن عدم الامتهان في ميادين العلوم وفضلن العمل في مهن ذات متطلبات وظيفية أقل لأنهن توجب عليهن أن يضعن عائلتهن في المقام الأول.
رأيت أيضًا عالمات تركن مهنهن لصعوبة تحقيق التوازن بين العمل والحياة الخاصة. وهذا عادة ما يتم الاستناد إليه في محاولات تبرير عدم توظيف النساء في ميادين العلوم. لقد تعرضت لهذا شخصيًا عندما تم استبعادي من وظيفة لأنني، على حد قولهم، لن أتمكن من العمل خلال النوبات الليلية. يجب على النساء اللواتي يرغبن في العمل في مجال العلوم التحلي بالمرونة وعدم الاستسلام مهما صعبت العقبات."
"لدينا دور محوري نلعبه بصفتنا بحرينيات في ميادين العلوم" صباح صالح الجنيد
تشغل العالمة البحرينية صباح صالح الجنيد منصب أستاذة مشاركة بقسم الجيومعلوماتية بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي في البحرين. وهي حاصلة على درجة الماجيستير في نظم المعلومات الجغرافية، والماجيستير في الموارد الصحراوية وهيدرولوجيا المياه الجوفية ودرجة الدكتوراه في العلوم البيئية، كما ولها العديد من الإصدارات العلمية والبحثية حول آثار التغير المناخي على سواحل مملكة البحرين. وكإحدى عضوات المجلس الأعلى للمرأة، هي رئيسة الفريق البحثي لإعداد الدراسة حول مهن المستقبل والتوازن بين الجنسين، وهي تعمل عن كثب مع مختلف المنظمات الأممية بوصفها خبيرة في صدد التغير المناخي.
'' آمل أن أرى المزيد من النساء يمتهن في الترميز وتكنولوجيا المعلومات والبرمجة والذكاء الاصطناعي. يجب على النساء والفتيات السعي لتحقيق تطلعاتهن العلمية. لكنهن بحاجة إلى أن يضعن أهدافهن نصب أعينهن وأن يعملن بكد وبلا هوادة لتحقيق النجاح. هذا بالضبط ما فعلته.
أنا لا أرى عوائق هيكلية تمنع النساء والفتيات في البحرين من الانخراط في ميادين العلوم والتقدم فيها. بصفتي عالمة مناخ مهتمة بالأزمات البيئية، أعتقد أنه لا تزال هناك بعض التحديات التي يجب معالجتها في البحرين مثل شبكات الطرق والبنية التحتية للطاقة المتجددة، لدينا دور محوري نلعبه بصفتنا بحرينيات في ميادين العلوم."