كلمات من رحاب قطيت: "لست بحاجة إلى تعاطف الناس، أشعر بالقوة عندما أقوم بتعليم الأطفال"

التاريخ:

نُشرت القصة في الأصل على موقع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في فلسطين.

alt
رحاب قطيت، أم لخمسة أطفال تبلغ من العمر 35 عامًا، تستخدم مهاراتها في التطريز لكسب العيش في غزة.  الصورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة/لورا الحايك

رحاب قطيت، 35 سنة، أم لخمسة أطفال تعيش مع عائلتها في خان يونس، قطاع غزة. استخدمت رحاب مهاراتها في الخياطة والتطريز وأشغال الكروشيه كوسيلة لكسب العيش، لكن دخلها لا يغطي احتياجات أسرتها. ومن خلال برنامج "النقد مقابل العمل" التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، تلقت رحاب تدريبًا لاكتساب المهارات والمعارف لتصبح معلمة في رياض أطفال. وهي تحب الأطفال وكانت تقدم الرعاية النهارية للأطفال في شقتها. وبعد التدريب، حصلت على وظيفة مؤقتة في مجال التدريس في روضة أطفال، حيث اعتنت بأطفال في عمر أربع سنوات. رحاب واحدة من 330 امرأة استفدن من برنامج "النقد مقابل العمل" في غزة والضفة الغربية، إذ يوفر البرنامج الذي تموله حكومة اليابان فرصًا مُدرة للدخل للنساء الضعيفات من الناحية الاقتصادية، إلى جانب تدريبهن مهنيًا، وإشراكهن في المجتمع المدني، وتوفير خدمات الحماية لهن، وهو نهج شامل يهدف إلى تمكين المرأة ومساعدتها على الاعتماد على نفسها.

"لدي خمسة أطفال، اثنان منهم يعاني من مشاكل صحية. ابني الأكبر ضعيف البصر، والأصغر لديه عيب خلقي في القلب وربو، وكلاهما يحتاج إلى علاجًا منتظمًا. كما أن زوجي مصاب بمرض السرطان ولا يستطيع العمل. 

أنا المعيلة الوحيدة لعائلتي، لكنني أستطيع بالكاد تغطية نفقاتنا، فأنا أنفق كل دخلي على أدويتهم.

لقد كان من حسن حظي أن حصلت على فرصة عمل لفترة قصيرة في التدريس في رياض أطفال، فأنا أستمتع جدًا بالتواجد معهم، وأحب أن أعلمهم الحروف الأبجدية والرسم وأن أغني الأغاني معهم.  

إن التدريب الذي تلقيته قبل أن أبدأ العمل أعطاني فرصة للتحدث مع أشخاص جدد والترويج لمنتجات التطريز التي أصنعها. لقد كنت انطوائية، لكنني الآن تعودت على الاختلاط بالناس. كما أنني التقيت بنساء يواجهن مشاكل أكبر بكثير من مشكلتي، مثل التعرض للعنف المنزلي، ممَّا جعلني أشعر بالامتنان للنعم التي أنعم بها، ومنحني الصبر والقوة لمواجهة ظروفي المأساوية ودعم أسرتي.

كما حسّن التدريب فهمي لحقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق المرأة. لقد أصيب زوجي بالسرطان بسبب تعرضه لانبعاثات الغاز في المصنع الذي كان يعمل فيه دون تأمين. وبفضل التدريب، أصبحت أعرف الحقوق التي يمنحها لنا قانون العمل الفلسطيني ويمكنني مساعدة زوجي في الحصول على التعويض الذي يستحقه. 

وقد أتاحت لي فرصة العمل القصيرة هذه الادخار لشراء المواد اللازمة لأعمال التطريز التي تدر لي مزيد من الدخل. أنا أفخر بعملي، والتطريز بالنسبة لي ليس مجرد مصدر دخل، بل هو أيضًا وسيلة لتجنب مخاوفي والتركيز على إنتاج قطع فريدة.

غالبًا ما ينظر الناس إلى ظروفي ويشعرون بالشفقة تجاهي، لكنني لست بحاجة إلى تعاطفهم، فأنا أشعر بالقوة والبراعة، خاصة عندما أدرس للأطفال، فهم يرونني نموذجًا يحتذى به، ومصدر قوة وإلهام".