كلمات من ميرفت عزمي: " بدأت في بناء شخصيتي الجديدة وبدأت في إكتشاف العالم من حولي"

التاريخ:

علـى الرغـم مـن أن ميرفـت كانـت تعيـش حيـاة هادئـة مـع زوجهـا وأطفالهــم الثلاثة فــي القريــة، إلا أن شــيئًا ما كان يضغط بشدة علــى صحتهــا النفســية. إن رؤيــة إخوتهــا - معظمهــم مــن الرجــال - فـي وضـع أفضـل جعلهـا تحلـم دائمًا بالعمـل وتأسـيس مشـروعها الخـاص لدعـم زوجهـا والحصـول علـى حيـاة أفضـل. كانـت تبحـث عـن هويتهـا الخاصـة بغـض النظـر عـن كونهـا أم وامـرأة متزوجـة. وكانـت تطمــح أن يكــون لديهــا دور فعــال يتجــاوز دور ربــة المنــزل، لذلــك انضمــت إلــى البرنامــج بشــغف فــور علمهــا بــه.

Mervat Azzmy
صورة لميرفت عزمي في قريتها بمحافظة المنيا. صورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة/ ندى إسماعيل

"كفتــاة صغيــرة، كنــت أحلــم بإكمــال دراســتي الثانويــة والذهــاب إلــى الكليــة وبــدء عملــي الخــاص. كان الــزواج لا يــزال مــن ضمــن أحلامي، لكنــه كان فــي مرحلــة لاحقة. ومــع ذلــك أصــرت عائلتــي علـى أن أكتفـي بالتعليـم المتوسـط فقـط. تزوجـت بمجـرد أن أنهيـت الإعدادية وكان عمــري حوالــي 18 عامًا.

 أصبحـت الحيـاة حافلـة بتربيـة ثلاثة أطفـال، لـذا أصبـح امتلاك وإدارة عمل خاص حلمًا بعيـد المنـال وبـدا شـبه مسـتحيل ومـع ذلـك، مع مـرور الوقـت بـدأت نشـاط مـن منزلـي كمصففـة شـعر لأفراد الأسرة المقربيــن/ات والجيــران، ولكــن كنــت أعانــي مــن ضيــق المــوارد والوقــت. لذلــك لــم أســتطع الاستمرار فــي هــذا المشــروع ولهــذا الســبب اعتقــدت أن البرنامــج ســيكون فرصــة مثاليــة للبــدء ًا فـي تحقيـق حلمـي - خاصـة وأننـي لـن أكـون وحـدي فـي هـذا المجــال. وبالفعــل، تعاونــت مــع اثنيــن مــن المتدربــات وقمنــا بتأجيــر متجـر صغيـر لبيـع كل مـا قـد تحتاجـه المـرأة.

مــع مــرور الوقــت، بــدأت فــي بنــاء شــخصيتي الجديــدة وبــدأت فــي إعـادة اكتشـاف العالـم مـن حولـي. قبـل ذلـك كنـت متحفظة للغاية ولم أكن أعرف شيئًا ســوى الأعمال المنزليــة لدرجــة أننــي كنــت أخـاف مـن ضيـاع طريقـي أو الضيـاع إذا خرجـت مـن المناطـق المألوفة أو الحــي الخــاص بــي دون رفيــق. الآن، أســافر إلــى قــرى مختلفــة وفـي بعـض الأحيان أذهـب إلـى المدينـة لشـراء المنتجـات والبضائـع. لــم أعــد خائفــة أو متــرددة فــي استكشــاف العالــم الخارجــي.

تغيــرت شــخصيتي بنســبة مئــة فــي المائــة حيــث اكتســبت الكثيــر مــن الثقــة وتعلمــت مهــارة التواصــل وبــدون خــوف. أرى نفســي بعيــون مختلفــة كســيدة أعمــال لهــا شــخصيتها الخاصــة ولســت فقــط ربــة منــزل

أحلــم بتوســيع أعمالــي فــي مجــال البيــع بالتجزئــة لتلبيــة احتياجــات النســاء فــي الحــي الــذي أعيــش فيــه مــع احتماليــة توفيــر صالــون تجميل أيضًا. أريــد أن أمهــد الطريــق لبناتــي. أنــا أعمــل بجــد ليــس فقــط لإثبات نفســي، ولكــن لضمــان انتقــال ثمــرة نجاحــي هــذا إلــى بناتـي اللائي سيسـتكملن تعليمهـن الجامعـي حتى يجـدن الوظائف التــي يحلمــن بهــا."