على لسان أمينة: "ربما أصبح القانون أخيرًا في صفي هذه المرة"
التاريخ:
لم أكن أتصور أبدًا أن حياتي ستصل إلى هذا الحد. كنت أتمنى أن تبقى أسرتنا متكاملة. غالبًا ما اعتقدت أنني يجب أن أتخلى عن هذه المعركة و أن أعيش مع زوجي في نفس المنزل للحفاظ على الروابط الأسرية. عسي أن يكون الأمر أفضل من الشعور بالعار كامرأة مطلقة. ولكنه كان عنيفًا للغاية. كان يهددني طوال الوقت بأن المنزل ملكه بالكامل وأنه سيبيعه ويلقي بي في الشوارع. هذه ليست حياة أستطيع عيشها.
كان المنزل أيضًا ملكي، لذا كان بيع الأثاث هو الطريقة الوحيدة التي وجدها لينتقم مني. عندما بدأ في بيع جميع أثاثنا، ذهبت إلى الشرطة لأول مرة لرفع مطالبة بالتعويض. لم يترك لي أي خيار آخر.
كنت دائما أخاف من الشرطة. نسمع قصصًا عن نساء يذهبن إلى مركز الشرطة للإبلاغ عن أزواجهن العنيفين ويقال لهن "أنتن تستحقن ذلك". لديّ صديقات ذهبن إلى مركز الشرطة قبل إنشاء وحدات الشرطة لضحايا العنف من النساء. وكان ما سمعته كابوسًا. كان عليهن الانتظار في غرفة مليئة بالرجال، فتركن للشعور بعدم الأمان وسوء التقدير والمضايقة. وفي طريقي إلى مركز الشرطة، كنت أشعر بالرعب. ماذا لو سّخِر مني؟ ماذا لو صُرٍخ في وجهي؟ بعد ما مررت به، كان آخر ما أردته هو الشعور بالحرج أو السخرية أو الإذلال. لو عوملت معاملة سيئة، لكنت غادرت مركز الشرطة.
لحسن الحظ، تبين لي أن التجربة كانت أفضل بكثير مما كان متوقعًا. رحبت بي ضابطة شرطة ودودة. من المتعارف عليه أنه من الأسهل دائمًا التحدث إلى النساء عندما يتعلق الأمر بالأمور ذات الطبيعة الحساسة. بينما كنت هناك، وصلت امرأة ملطخة بالدماء إلى المركز. كانت في حالة سيئة للغاية! استدعت الشرطة على الفور المساعدة الطبية، وتم نقلها إلى وحدة العناية المركزة. توفر وحدات الشرطة للنساء ضحايا العنف مكانًا مناسبًا ومريحًا وآمنًا للنساء. شعرت بالتفهم والتقدير.
غالبًا ما يتم الضغط على النساء للتنازل عن حقوقهن. حتى أنني فكرت في التخلي عن وظيفتي بسبب العنف في المنزل، لكنني سعيدة لأنني اخترت استعادة التحكم واحترامي لذاتي بدلًا من ذلك. حتى لو كان الراتب صغيرًا، فإن الوظيفة تمنحك وضعًا اجتماعيًا مستقرا و مستقلا. لقد ساعدتني وظيفتي على استعادة حياتي، وهو ما لم أكن أعتقد أنه ممكن. لقد سمحت لي وظيفتي بالشعور بالاستقلالية والقوة. أشعر أقل بالوحدة، بأمان أكثر وعناية جيدة الآن، . ربما أصبح القانون أخيرًا في صفي هذه المرة."
* تم تغيير الاسم والمعلومات الشخصية لحماية هوية الأفراد
قامت الشرطة بالتحقيق في قضية أمينة وأحيلت إلى المدعي العام. رتبت وحدة شرطة لضحايا العنف من النساء إقامتها في ملجأ حيث تقيم حاليًا في انتظار جلسة المحكمة. تدعم هيئة الأمم المتحدة للمرأة في المغرب، بدعم من حكومة كندا، وقطاعات العدالة والشرطة والخدمات الاجتماعية لتعزيز جودة الخدمات الأساسية وتوفرها وإمكانية الوصول إليها للنساء والفتيات اللاتي يتعرضن للعنف بما يتماشى مع القواعد والمعايير الدولية.
طورت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، بالاشتراك مع صندوق الأمم المتحدة للسكان وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ومنظمة الصحة العالمية، برنامجًا إقليميًا رائدًا للتصدي للعنف ضد النساء والفتيات في الدول العربية لربط البحوث بالتوصيات المتعلقة بالسياسات، وتوفير التوجيه لتكييف المعايير الدولية في تقديم الخدمات للمنطقة، وتعزيز التفاهم والتعاون بين الوكالات في مجالات مثل الوقاية.