تعانى 557.000 امراة في غزة من انعدام حاد في الأمن الغذائي

التاريخ:

A family is seen sitting around a bowl of beans in their tent in Rafah, in the south of the Gaza Strip.
تجلس عائلة حول وعاء من الفاصوليا في خيمتها في رفح، جنوب قطاع غزة. الصورة: اليونيسف/ عبد زقوط

لا يزال خطر المجاعة قائمًا في جميع أنحاء قطاع غزة طالما استمر النزاع، وظل وصول المساعدات الإنسانية مقيدًا، حسبما ذكر آخر تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.

يؤثر انعدام الأمن الغذائي على النساء في قطاع غزة بطرق متعددة. ووفقا لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، تعاني ما لا يقل عن 557,000 امرأة في غزة من انعدام حاد للأمن الغذائي، في الوقت الذي يواجهن فيه أنماط قديمة ومستحدثة للهشاشة القائمة على النوع الاجتماعي.

ويثير هذا الوضع القلق بشكل خاص بالنسبة للأمهات والنساء البالغات، اللاتي كثيرًا ما يُعطين الأولوية لإطعام الآخرين على حساب أنفسهن، ويواجهن صعوبة أكبر في الحصول على الغذاء مقارنة بالرجال، مما يدفع الكثيرات منهن إلى التخلي عن وجبات الطعام أو تقليل حصتهم من الغذاء من أجل إطعام أطفالهن. وفي خضم النزاع، يزداد عبء الرعاية على النساء، وتُقيد إمكانية حصولهن على الخدمات، وتتعرض صحتهن وأمنهن الغذائي للخطر، ويواجهن مخاطر متزايدة تعرضهن لجميع أنواع العنف القائم على النوع الاجتماعي.

فيما يلي خمس حقائق رئيسية لتوضيح كيف يؤثر انعدام الأمن الغذائي على النساء في غزة، وذلك استنادا إلى استطلاع أجرته هيئة الأمم المتحدة للمرأة مؤخرًا للسكان في جميع أنحاء القطاع:

عبء الرعاية: تكافح النساء لحماية أطفالهن بدنيًا وعقليًا بينما يتحملن أعباء متزايدة في تقديم الرعاية والوفاء بالمسؤوليات المنزلية، لا سيما في الخيام وأماكن المعيشة المكتظة. وأفاد 77 في المائة من المشاركين الإناث والذكور في الاستطلاع بأن رعاية الأطفال، بما في ذلك التغذية والرعاية البدنية، هي مسؤولية الأم في المقام الأول.

الصحة البدنية وفقدان الوزن: ينتشر انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية على نطاق واسع في غزة. أفادت سبع من كل عشر نساء قابلتهن هيئة الأمم المتحدة للمرأة بفقدان الوزن في آخر 30 يومًا، وأكثر من نصفهن يعانين من دوار متكرر.

المساعدات الغذائية: تعتمد أكثر من 80 في المائة من النساء اللاتي استُطلعت آراؤهم على المساعدات الغذائية كمصدر رئيسي للطعام، ومع ذلك تعتقد 87.3 في المائة أن المساعدات الغذائية لا توزع بشكل عادل على أساس حجم الأسرة. تشير الأدلة السابقة التي جمعتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى أن الأمهات غالبًا هن آخر وأقل من يأكل. وهن يتخلين عن وجبات الطعام من أجل إطعام أطفالهن. وبالإضافة إلى ذلك، ذكرت 83.5 في المائة أن المساعدات لا تلبي احتياجات أسرهن.

مضاعفات الحمل والولادة وما بعد الولادة: تواجه النساء الحوامل والمرضعات مخاطر صحية متزايدة بسبب عدم كفاية الرعاية الطبية والتغذية. وأبلغت 76 في المائة من النساء الحوامل عن فقر الدم، وتواجه 99 في المائة منهن تحديات في الحصول على المنتجات والمكملات الغذائية الضرورية، مما يعرض صحة الأم والطفل للخطر. ومن بين الأسر التي لديها أمهات مرضعات، أفادت 55 في المائة من الأسر بأن الظروف الصحية تعوق قدرتها على الرضاعة الطبيعية، فيما واجهت 99 في المائة منهن صعوبات في تأمين ما يكفي من حليب الثدي، الأمر الذي يعرض حياة الرضع ونموهم للخطر.

الوصول إلى المطبخ وطرق الطهي غير الآمنة: أفاد ثلث المستجيبين فقط أن لديهم إمكانية الوصول إلى مطبخ حيث يمكنهم طهي وجبات الطعام. علاوة على ذلك، يلجأ 69 في المائة إلى طرق الطهي غير الآمنة، مثل استخدام الخشب والنفايات الأخرى، مما يزيد من المخاطر الصحية. تتعرض النساء، المسؤولات عادة عن إعداد الوجبات، للدخان الضار والملوثات الخطرة، مما يؤدي إلى مشاكل في الجهاز التنفسي وغيرها من المشكلات الصحية.

روت فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا تمت مقابلتها خلال إجراء استطلاع هيئة الأمم المتحدة للمرأة: "عندما كنا نعيش في مدينة غزة، بسبب الحرب، فجأة لم يعد لدينا طعام. لم تكن هناك خضروات في السوق أو أي طعام على الإطلاق. كان علينا أن نأكل أسوأ الأشياء المتاحة".

وأضافت الفتاة: "فمثلا، لم يكن الدقيق الأبيض متاحًا. لذا كان علينا خلط دقيق القمح مع علف الحيوانات...ونظرا لأنها كانت المرة الأولى التي نأكل فيها علف الحيوانات كنا نعاني من آلام في المعدة. عانى الجميع من آلام في المعدة. مرت علينا أيام من غير تناول طعام على الإطلاق. شعرنا بالتعب والإرهاق. كما لم تكن هناك مستشفيات، وفي بعض الأيام لم نتمكن من مغادرة المنزل بسبب القصف".

إجراءات يُوصى باتخاذها

  • السماح بوصول المساعدات الإنسانية: ضمان الوصول دون عوائق إلى جميع السكان في جميع أنحاء قطاع غزة.
  • تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة: الاستجابة بشكل عاجل لانعدام الأمن الغذائي الحاد وتدهور أوضاع المرافق الصحية ومرافق مياه الشرب والصرف والنظافة الصحية من خلال استعادة خدمات الصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية. وكذلك توفير مساعدات غذائية إنسانية آمنة ومغذية وكافية لجميع المحتاجين. يجب السماح لجميع الإمدادات الإنسانية، بما في ذلك الأدوية والوقود وغيرها من الضروريات، بالدخول والحركة في جميع أنحاء قطاع غزة.
  • تقديم خدمات الوقاية والعلاج من سوء التغذية: تقديم خدمات علاج سوء التغذية الحاد، مع توفير الحماية لمراكز الاستقرار ولمرضى العيادات الخارجية. تشجيع ودعم الرضاعة الطبيعية، وتوفير حليب الأطفال الجاهز لاستخدام الأطفال الرضع الذين لا يرضعون رضاعة طبيعية. توفير الأغذية والمغذيات الدقيقة التكميلية للأطفال الصغار والنساء الحوامل والمرضعات والمصابين بأمراض مزمنة وكبار السن.
  • استعادة أنظمة السوق والإنتاج: استعادة عمل البنية التحتية للأسواق والمخابز، جنبا إلى جنب مع التدخلات القائمة على النقد حيثما كان ذلك ممكنا. إعطاء الأولوية لإعادة تأهيل أنظمة إنتاج الغذاء مثل البستنة والثروة الحيوانية وصيد الأسماك. وينبغي أن يستمر توزيع السلع التجارية دون المساس بإيصال المساعدات الإنسانية.

شمل مسح هيئة الأمم المتحدة للمرأة 295 رجلًا و305 امرأة في جميع أنحاء قطاع غزة، نيسان/أبريل 2024.