على لسان سلوى اسكافي: "نعيش في خوف دائم من أن يتم إجبارنا على ترك بيتنا"

التاريخ:

سلوى اسكافي، إحدى سكان حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة. الصورة مقدمة من السيدة سلوى اسكافي

تعيش أسرة سلوى اسكافي (62 عامًا) في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة منذ عام 1956. وإلى جانب العائلات الأخرى التي تعيش في الشيخ جراح منذ عقود، تواجه سلوى وعائلتها خطر فقدان منزلهم لصالح المستوطنين اليهود بعد أن أمرت محكمة إسرائيلية بطردهم. وفي حال تنفيذ أمر الإخلاء، فسوف يشكل ذلك انتهاكًا إسرائيليًا للقوانين والمواثيق الدولية. وفي الوقت ذاته الذي قامت المحكمة العليا الإسرائيلية بتأجيل تنفيذ أمر المحكمة على خلفية التصعيد الحالي للعنف، تعيش سلوى وعائلتها في خوف دائم من فقدان المنزل الوحيد الذي عرفوه منذ عقود.

أنا أعيش في هذا المنزل منذ أن تزوجت في عام 1976. هذا المنزل يعود لعائلة زوجي، حيث تملكه منذ عام 1956 عندما نزحوا قسرًا من قرية البقعة.

أربعة عشر فردًا من عائلتي يعيشون في هذا المنزل. أبنائي المتزوجين لا يستطيعون استئجار مكان خاص بهم، لذلك يعيشون معنا، جنبًا إلى جنب مع زوجاتهم وأطفالهم. ومع اقتراب صدور حكم المحكمة، أصبحنا أكثر فأكثر نعيش في حالة دائمة من التوجس والخوف. أصبحت دائمًا أفكر أين يمكننا أن نذهب؟ ماذا سيحدث لأحفادي؟ ببساطة ليس لدينا أي مكان آخر للذهاب إليه.

التوترات شديدة في حينا بين السكان والمستوطنين. أنا قلقة جدًا على زوجي وأبنائي وأحفادي. أبنائي يريدون الخروج والاحتجاج مع الناس الذين جاءوا من كل مكان للتعبير عن التضامن معنا. تقوم القوات الإسرائيلية بإطلاق الغاز المسيل للدموع عليهم لتشتيتهم/ن. كما يواصل المستوطنون مضايقة سكان الحي ومن يأتون للتعبير عن تضامنهم/ن مع سكان حي الشيخ جراح. يعتدون بالضرب على الجميع: شباب وشابات، نساء وأطفال، أي شخص يرونه.

قاموا بإغلاق الطرق. في حارتنا، نحن على الدوام معرضون للغاز المسيل للدموع. هناك إطلاق نار مستمر. لا يتسنى لأحفادي القيام حتى بالواجبات المدرسية؛ فنحن في حالة تأهب طوال الوقت، بالكاد ننام، دائمًا نتابع الأخبار على التلفزيون وعبر الفيسبوك، توقًا منا لسماع بعض الأخبار التي قد تأتي في آخر الأمر لتطمئننا.

نحن النساء نعاني نفسيًا أكثر من الآخرين خلال هذه الأزمة. نظل فترات طويلة من الزمن في المنزل مضطرات لتحمل كل الضغوطات والتوتر. نادرًا ما نجرؤ على الخروج وعندما نفعل ذلك، فإننا نخاطر بأن نتعرض للمضايقات من جانب المستوطنين. في أحد الأيام، وبينما كنت أقطف الفواكه من حديقة جارتي، بدأ مستوطن بتهديدي وبالصراخ في وجهي للمغادرة. لم أتمكن من الذهاب لرؤية بناتي المتزوجات منذ فترة طويلة. لا يمكننا الاستمرار في العيش هكذا.

ولكنني أشعر بالتأثر لرؤية العالم متضامنًا معنا، معبرًا عن رفضه لهذا الظلم. هذا هو بيتنا الوحيد، وآمل أن تصدر المحكمة حكمها لصالحنا في نهاية المطاف."