من موقعنا هذا: رحلتنا نحو الصمود والتمكين ما بين أزمتين

التاريخ:

 

         

مضت عشرة سنوات على بداية الأزمة، وسط هروب أكثر من 5.6 مليون شخص من سوريا إلى البلدان المجاورة واستضافة الأردن حاليًا لأكثر من 747,031 لاجئة ولاجئ سوري1ولقد تأثرت المرأة والفتاة على نحو غير متكافئ بالصراع والتهجير، كما أنهن يواجهن تحديات إضافية الآن بسبب تفشي جائحة كوفيد-19.

منذ عام 2012، تساند هيئة الأمم المتحدة للمرأة الأشخاص في أوضاع اللجوء والمجتمعات المضيفة، حيث تدعم أكثر من 24 ألف لاجئة سورية والنساء الأردنيات المستضعفات سنويًا ليتغلبن على المصاعب ويقوين صمودهن عن طريق مراكز الواحة في مخيمي الزعتري والأزرق للاجئين والمجتمعات المضيفة التي تدار بشراكة وزارة التنمية الاجتماعية. ويوفر كل مركز فرص الوصول إلى الخدمات متعددة القطاعات بما في ذلك ضمان فرص كسب الرزق، وخدمات منع العنف القائم على النوع الاجتماعي والتوعية بها، التعليم والمشاركة المجتمعية، و خدمات أساسية أخرى كالعناية بالطفل والنقل.

وفي يوم اللاجئ العالمي ، شاركونا بقراءة قصص رحلات اللاجئات والنساء في الأردن نحو تحقيق التمكين.

رحلة لينا أحمد الفراج لتوفير سبل رزق مستدامة لعائلتها...

صورة: لينا أحمد الفراج، البالغة من العمر 25 سنة، تعمل كمساعدة في مخبز المطبخ الصحي في مخيم الأزرق للاجئين، بالأردن. تصوير: هيئة الأمم المتحدة للمرأة \ لورن روني.  

وهي تبلغ 21 عامًا، هربت لينا أحمد الفراج من الحرب في بلدها، دير الزور بسوريا وطلبت اللجوء في مخيم الأزرق للاجئين في الأردن، وفي الوقت ذاته، خاضت لينا مصاعب وآلام الإجهاض. وبعد أربع سنوات، قررت لينا بناء حياة مستقلة مع ابنها البالغ من العمر سنة، وعزمت على الحصول على وظيفة تضمن لهما سبل رزق مستدامة. 

ولدعم النساء التي تشابه ظروفهن ظروف لينا، تعمل هيئة الأمم المتحدة للمرأة بشراكة الحكومة الأسترالية وبرنامج الغذاء العالمي لدعم 400 لاجئة سورية مسستضعفة بسبل الرزق والكفاءة لتوفير فرص عمل لهن بالمطابخ الصحية التي يديرها برنامج الغذاء العالمي في مخيم الأزرق ومخيم الزعتري للاجئين.

وتقول لينا الفراج: "إنه أول عمل لي، وقد جعلني أشعر على نحو عظيم بتمكّني من أن أكون العائلة الوحيدة لي ولإبني البالغ من العمر سنة واحدة."

"أشعر بالسعادة لكوني واحدة من الناس التي ترد الجميل للمجتمع وتوفر الأغذية الصحية للأطفال. " يحصل أكثر من 29 ألف طفل وطفلة في مخيم الأزرق ومخيم الزعتري للاجئين على الأغذية الصحية يوميًا. لقراءة قصة لينا، يرجى النقر هنا.

رحلة نور علي حلام للقضاء على العنف المنزلي...

صورة: نور علي، البالغة من العمر 35 سنة، تقرر أخيرًا اخذ قرارتها بنفسها والتعلم لتصبح مُمكنة اقتصاديًا عن طريق عملها بالخياطة في مركز الواحة التابع لهيئة الأمم المتحدة في مخيم الأزرق للاجئين، الأردن. تصوير: هيئة الأمم المتحدة للمرأة\ لورن روني

لم تكن الحرب الأزمة الوحيدة التي واجهت نور في حياتها، حيث أنها كانت تصارع حرب حرمانها من اتخاذ قرارتها وسلب حقوقها منها. وعلى الرغم من هروبها من الأزمة، وخوض مشقة الرحلة للأردن في عام 2014، شعرت نور أنها محاصرة في حياة يتحكم فيها زوجها.

"أردت أن أصرخ بعلو صوتي: ’لا! هذه ليست الحياة التي أرغب العيش فيها!‘"

قررت نور هجر زوجها وطلبت اللجوء في مخيم الأزرق للاجئين، والذي يأوي 36,657 لاجئة ولاجئ. وتعول النساء بيتًا من بين كل أربع بيوت2، وتعد نور واحدة من هؤلاء النساء، فمنذ عام 2017، وهي العائلة الوحيدة لأطفالها الستة.

وفي مركز الواحة التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وجدت نور أول وظيفة لها، وحصلت على خدمات الحماية، وتدريب القيادة والمشاركة المدنية. وفي فترة عملها في مركز الواحة، بنت نور حياتها من جديد وباتت تتخذ قرارتها بنفسها، وهي تستغل الآن شعورها الجديد بالثقة لتلهم النساء الأخريات بحذو حذوها.

"آن الأوان للنساء أن يتخذن قراراتهن بنفسهن! سواء أكانت لاجئة أم لا، لكل امرأة حق في الاستقلال والتحدث عن نفسها، لكل امرأة حق في الرفض أو الموافقة، والتحكم في مستقبلها." لقراءة قصة نور كاملة، يرجى النقر هنا.

رحلة ناهد علي البحير لتمكين النساء والفتيات عن طريق التعليم…

صورة: يستفيد أكثر من 300 طفلة وطفل من خدمات رعاية الأطفال والفصول المتاحة في مخيم الزعتري للاجئين في الأردن. تصوير: هيئة الأمم المتحدة للمرأة \ كريستوفر هرويج

في 2013، في الوقت الذي دويت الأزمة في وطن ناهد علي البحير في الريف الدمشقي بسوريا، جمعت ناهد قواها وشجاعتها للذهاب الى الأردن مع والدتها البالغة من العمر 60 سنة وابنائها. وبعد ذلك بأيام، وصلت الى مخيم الزعتري للاجئين حيث يعيش 76,378 لاجئة ولاجئ والذين من بينهم 19,243 طفل وطفلة في سن الدراسة3.

"الهروب من بلدي، والتغلب على هذه الأوضاع الصعبة و بناء حياتي الجديدة كلاجئة لم يسلب حلمي في أن أصبح معلمة."

يرجع شغف ناهد بالتدريس لحياتها قبل الأزمة، حيث حصلت على شهادة من جامعة سوريا تؤهلها أن تعلم القراءة والكتابة باللغة العربية. وتلبيةً لحماسها للوقوف بالفصل مرة أخرى، قدمت ناهد على وظيفة في مركز الواحة التابع لهيئة الأمم المتحدة وعملت في التدريس به.

تقوم ناهد بتدريس اللغة العربية للأطفال في سن من ثلاث لعشر سنوات في مركز الواحة التابع لهيئة الأمم المتحدة. ولكثير من الأسر المعيشية التي تعولها امرأة، تبقى خدمات رعاية الطفل المحددة عائقًا كبيرًا للحصول على فرص عمل. وفي نطاق مراكز الواحة الاثني عشر، يحصل أكثر من 480 طفلة وطفل على خدمات رعاية الطفولة يوميًا، ويحصل أكثر من 3500 لاجئة ولاجئ سوري مستضعف على فرص تعليم سنويا.

واليوم، تستخدم ناهد التدريس كأداة للتمكين، "قد أدركت أن التعليم هو واحد من أهم الأدوات لتمكين النساء والفتيات حيث يزودهن بالمعرفة والمهارات والثقة والشجاعة للمطالبة بحقوقهن." لقراءة قصة ناهد كاملة، يرجى النقر هنا.

رحلة أحمد البالخي ليكون مناصرًا لحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين…

أحمد البالخي، البالغ من العمر أربعين سنة، يعمل على إشراك الرجال والفتيان في تمكين المرأة في مجتمعه بمخيم الزعتري للاجئين في الأردن. تصوير: هيئة الأمم المتحدة للنساء \ لورن روني. 

كان أحمد البالخي، البالغ من العمر أربعين سنة، واحدًا من الهاربين من الحرب في سوريا، ويقول البالخي "عانى الملايين منا من المعاناة ذاتها، والحسرة ذاتها، والألم ذاته."

في 2017، التحق أحمد بمركز الواحة التابع لهيئة الأمم المتحدة كحارس أمن متطوع معتمد على الحوافز، ولم تكن هذه التجربة مجرد وظيفة بل تجربة تعليمية، حيث أدرك أهمية تمكين النساء والفتيات.

"تعلمت مصطلحات تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين وفهمتهم بشكل واقعي، قادتني لحظات استيعابي ورؤيتي لقوة النساء العاملات بالواحة لأن أصبح مناصرًا لحقوق المرأة وتمكينها. "

وفي المركز، تنظم هيئة الأمم المتحدة للمرأة دورات تدريبية منتظمة لإشراك الرجال والفتيان في منع العنف القائم على النوع الاجتماعي وتشجيع الحوار بشأن المساواة بين الجنسين والمساواة الاجتماعية. وإن أحمد واحد من ضمن المائة عشر رجل الذين حضروا الدورات المنظمة التي أقيمت في 2019، وقد اكمل الطريق ليلعب دورًا مهمًا في تغيير العوائق الاجتماعية والثقافية التي تحول دون عملية تمكين المرأة في مجتمعه.

"على المجتمعات الاتحاد، بما في ذلك من النساء والرجال، والفتيات والفتيان، الجيل الحالي والقادم لضمان مستقبل أكثر اشراقًا لنا جميعًا ولضمان تمتع الجميع بالحريات." لقراءة قصة أحمد كاملة، يرجى النقر هنا.


يتم تقديم الدعم بشكل سخي لمركز الواحة من قبل حكومات أستراليا، وكندا، وفينلندا، وفرنسا، وايسلندا، واليابان، والصندوق الاستئماني "مدد"، بالإضافة الى نادي زونتا الدولي واللجان الوطنية  التابعة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة.