مقال مصور: تروي نساء سوريات في الأردن قصص الحرب والأمل

التاريخ:

تم نشرة في الأصل على موقع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في الأردن.

منذ عام 12011، وفر الأردن الملجأ لأكثر من 1.3 مليون سوري من مخيمات اللاجئين إلى التسويات الحضرية والمجتمعات الريفية. يعيش ستة وثمانون في المائة من اللاجئين السوريين تحت خط الفقر ونصفهم من النساء والفتيات2 ففي عام 2012، قامت هيئة الأمم المتحدة للمرأة بافتتاح أول مركز واحة تابع لها كمساحة آمنة للنساء والفتيات اللاجئات في مخيم الزعتري للاجئين.

مع مرور السنين، تم تطوير نموذج الواحة ليصبح الآن مركزًا لتعزيز صمود المرأة وتمكينها من خلال توفير الخدمات في عدة قطاعات وإشراك الرجال والفتيان في الحوار والحشد من أجل المساواة الاجتماعية وتدير الآن هيئة الأمم المتحدة للمرأة أربع واحات في مخيمي الزعتري والأزرق للاجئين ومنذ عام 2019، افتتحت هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالشراكة مع وزارة التنمية الاجتماعية ثمانية مراكز إضافية (في الزرقاء وعمان الشرقية والكرك ومعان والطفيلة) حيث تستهدف النساء الأكثر ضعفاً من الأردنيات واللاجئات السوريات في الأردن.

تروي النساء المسجلات في برنامج واحة التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة قصصهن عن الهروب من الصراع ورحلاتهن لتصبحن النساء المتمكنات اللاتي هن اليوم.

الزعتري

في يوليو 2012، تم إنشاء مجموعة صغيرة من الخيام لاستيعاب اللاجئين واللاجئات من الحرب في سوريا وأُطلق عليها اسم مخيم الزعتري للاجئين ونمت نسبة السوريين والسوريات الذين يلتمسون اللجوء في مخيم الزعتري بشكل هائل مع استمرار النزاع حيث يستضيف مخيم الزعتري للاجئين اليوم 77447 لاجئاً سورياً.3

وصلت فلحة عبد ربه إلى مخيم الزعتري للاجئين وفي داخلها أمل واحد وهو: إيجاد مكان آمن لعائلتها.

فلحة عبد ربه، 48 عامًا، هربت من سوريا في عام 2012 بحثًا عن الأمان لعائلتها في مخيم الزعتري للاجئين. الصورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة / لورين روني

"لقد دمرت الحرب كل ما كنت أملكه فقد تركت أنا وعائلتي مدينة درعا في عام 2012 وكانت هذه هي الوسيلة الوحيدة لنجاتنا ولضمان مستقبلنا معًا." تقول الأم البالغة من العمر 48 عامًا.

تبقى الرحلة ندبة حية في ذهني وهطل المطرعلينا وغرق جلدنا وأقدامنا وابطء ذلك حركتنا. أتذكر أنني كنت أفكر أنه لا بد لهذا المطر أن يكون دموع كل السوريين".

— فلحة عبد ربه

لم تنته المصاعب التي يواجهها العديد من اللاجئين السوريين والسوريات عند وصلوهم إلى الأردن حيث أصبحت فلحة هي المعيلة لأسرتها بسبب حالة زوجها الصحية الحرجة وكان حالها حال 30 % من الأسر التي ترأسها النساء في مخيم الزعتري،4 فلقد كانت فلحة يائسة للعثورعلى عمل وكسب عيشها كمعيلة لعائلتها.

تحصل فلحة الآن على دخل كمعلمة محو الأمية من خلال برنامج التطوع مقابل أجرالتابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الواحة "لقد منحتني الواحة القوة التي أحتاجها لإعادة بناء نفسي من جديد"، كما أضافت "عملي هو أكثر بكثير من مجرد كسب للعيش، فأنا لا أتعلم مهارات جديدة فحسب، بل أتيحت لي الفرصة لتدريس المهارات الحياتية للنساء الأخريات."

تساعد فلحة عبد ربه طالباتها في أحد دروس محو الأمية اليومية التي تقدمها في واحة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مخيم الزعتري للاجئين. الصورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة / لورين روني

تعيش معظم اللاجئات السوريات في الأردن منذ ست سنوات أو أكثر ويعتبر تأثير النزوح وظروف حياتهن الغير الآمنة كلاجئات تفرض عليهن تأجيل فرص التعليم فمن خلال واحة هيئة الأمم المتحدة للمرأة، تُمنح المرأة الفرصة للحصول على التعليم الذي يزودها بالمهارات والخبرات التي يمكنها أن تستخدمها في مساعيها الشخصية والمهنية.

تشارك الطالبات في دورات محو الأمية والتعليم المقدمة في واحة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مخيم الزعتري للاجئين. الصورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة / كريستوفر هيرويج

فلحة هي من بين أكثر من 300 امرأة حصلت على فرصة كسب العيش في مراكز الواحة الثلاثة في مخيم الزعتري للاجئين اللائي يستخدمن مهاراتهن لتحسين حياتهن وحياة اللاجئات الآخريات. "أريد أن يعرف اللاجئون الآخرون أن كونك لاجئًا لا يجب أن يحدد هويتك فلقد نجوت من الصراع وعشت حياة النزوح وتألم قلبي ورغم كل ذلك، ما زلت هنا وأنتم أقوياء فلا تستسلموا أبدًا."

لقراءة قصة فلحة كاملة، أنقر هنا.

الأزرق

يقع مخيم الأزرق للاجئين على بعد 90 كم جنوب مخيم الزعتري حيث أنشئ المخيم في عام 2014 لاستيعاب التدفق المتزايد للاجئين ويستضيف المخيم 35752 نسمة.5

تستفيد فاطمة الحاج، والتي تبلغ من العمر 50 عامًا، من شغفها للتدريس في واحة هيئة الأمم المتحدة للمرأة لتمكين الأطفال والنساء للنجاح. الصورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة / لورين روني

في عام 2016، هربت فاطمة الحاج، البالغة من العمر 50 عامًا، مع أطفالها الأربعة ووالدتها من حلب إلى الأردن وتوضح قائلة: "لم أعد أستطيع العيش بعد إطلاق النار والموت والحرب والدمار فتركت كل شيء خلفي: أحلامي وذكرياتي وأصدقائي وكان دخولي إلى المجهول واحد من أصعب القرارات التي اتخذتها في حياتي".

بدأت فاطمة، بعد رحلتها إلي الأردن، تعاني من حالة طبية مزمنة وكانت حالتها تخيفها لأنها تخشى ألا تجد عملاً أبداً وقد كانت المعيلة الوحيد لعائلتها منذ عدة سنوات بعد وفاة زوجها حيث عملت فاطمة كمعلمة لأكثر من 17 عامًا في سوريا قبل مجيئها إلى الأردن.

تقوم فاطمة الحاج بتدريس محو الأمية خمسة أيام في الأسبوع في واحة المرأة التابعة لهيئة الأمم المتحدة في مخيم الأزرق للاجئين. الصورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة / كريستوفر

تقول فاطمة: "عندما رأيت أن هناك فرص للتدريس في الواحة، تقدمت بطلب على الفور ففي سوريا، عندما تعرضت المدرسة التي كنت أدرس فيها في حلب للقصف، فتحتُ فصلاً دراسياً في منزلي لأربعين طفلاً وكنت أدرسهم ثلاثة أيام في الأسبوع مجانًا."

تقوم فاطمة بتدريس ما يصل إلى 40 طفلاً دروس محو الأمية العربية والإنجليزية يوميًا من خلال واحة هيئة الأمم المتحدة للمرأة حيث مكنها برنامج التطوع مقابل أجر التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الواحة من توفير الدعم المادي لعائلتها وكذلك تحسين ثقتها وتعزيز نفسها من خلال خدمات الاستشارة المنتظمة التي تحصل عليها في المركز.

يشارك الطلاب في دروس محو الأمية التي تقدمها فاطمة في واحة هيئة الأمم المتحدة للنساء في مخيم الأزرق. الصورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة / كريستوفر هيرويج

بدأت فاطمة الآن في الاستفادة من مهاراتها الأدبية كوسيلة للتنفيس عن نفسها وتسعى من خلال شعرها إلى سرد قصتها وإلهام الآخرين.

انقروا هنا للاستماع إلى فاطمة وهي تروي قصيدتها باللغة العربية.

تستخدم فاطمة الحاج صوتها وكتابتها كوسيلة لتمكين اللاجئين الآخرين. الصورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة / لورين روني

اُفتتحت واحة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مخيم أزرق للاجئين في عام 2018، حيث توفر 110 فرصة تطوع مقابل أجر للمتطوعات بالإضافة إلى الخدمات المباشرة الأخرى التي تعزز من صمود المرأة وتمكينها. لقرأة قصة فاطمة:

الكرك

يعيش حوالي 84% من اللاجئين السوريين في مجتمعات مضيفة في المناطق الحضرية والريفية في الأردن6 فعندما بدأ النزاع، قررت منى أحمد، 39 عامًا من درعا، مغادرة سوريا والانتقال إلى المناطق الريفية في الكرك.

منظر من واحة المرأة التابعة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في منطقة الطيبة، محافظة الكرك. الصورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة / لورين روني

وتقول منى: "يصعُب تخيل ماهية الحرب ان لم تكونوا قد مررتم بها. أتمنى أن لا يمر بها أي شخص فكان من الصعب أن نبدأ بداية جديدة هنا اذ لم نعرف من أين نبدأ."

تعيش منى وعائلتها المكونة من تسعة أفراد في الكرك منذ سبع سنوات وخلال هذا الوقت لم تتمكن من العثور على فرصة عمل بسبب نقص خدمات رعاية الأطفال والنقل في المنطقة.

شرحت منى الوضع قائلة: "من الصعب العثور على فرصة عمل يمكنها تلبية احتياجات المرأة وعائلتها وابنتي الكبرى بحاجة إلى الرعاية بسبب صحتها العقلية، مما يعني أنه لا يمكنني أبدًا أخذ فرصة عمل بعيدة."

منى أحمد، 39 عامًا، تعمل خياطًة في مركز واحة التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الطيبة. الصورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة / لورين روني

بدأت منى هذا العام أول وظيفة لها على الإطلاق كخياطة في مركز واحة التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الكرك حيث إنها تتعلم كيفية خياطة الزي المدرسي للأطفال الذي سيتم توزيعه على العائلات غير القادرة على شراءة.

تقول منى: "أصبح الآن بإمكاني الاستفادة من مرافق رعاية الأطفال والحصول على بدل نقل من خلال برنامج الواحة والخدمات التي يقدمها واليوم أنا قادرة على كسب القوت من أجل عائلتي".”

— منى أحمد


وأكملت حديثها: "تعتقد الكثير من اللاجئات السوريات في الجوار أنه لايجب على النساء العمل ومع ذلك، بعد أن أُتيحت لي هذه الفرصة، أود أن أوضح لهن أنه بإمكان المرأة إعالة أسرتها".

تضم كل واحة مركزًا لرعاية الطفل لدعم النساء العاملات داخل وخارج المركز. الصورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة / لورين روني

منى واحدة من 212 امرأة تستفيد من مراكز الواحة الرائدة الجديدة في المجتمعات المضيفة حيث أطلقت وزارة التنمية الاجتماعية بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة ثمانية مراكز للنساء السوريات والأردنيات الضعيفات للحصول على فرص كسب عيش.

يعد نهج الواحة نهج متكامل لا يتناول فقط المهارات اللازمة للمشاركة الاقتصادية المباشرة فحسب، بل يتناول أيضًا التحديات الاجتماعية بنطاق أوسع والتي تعيق تمكين المرأة ودخولها في سوق العمل.

مشهد من مركز الواحة لتعزيز صمود وتمكين النساء والفتيات" الذي تديره هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مركز طيبة في محافظة الكرك. الصورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة / لورين روني

"حلمي هو امتلاك متجر خياطة خاص بي ذات يوم والآن بعد أن أكتسبت المهارات اللازمة للقيام بذلك، فقد اشتريت آلة خياطة للعمل عليها في منزلي وأُعلم زوجي كيفية الخياطة أيضا فربما سيكون لدينا متجر للعائلة في يوم من الأيام." لقرائة قصة منى كاملة:



يتم دعم نموذج الواحة التابع لهيئة الأمم المتحدة بسخاء من قبل كل من حكومات أستراليا وفنلندا وفرنسا وآيسلندا وإيطاليا واليابان والاتحاد الأوروبي وذلك من خلال الصّندوق الائتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي "صندوق مدد" وكذلك من مؤسسة زونتا الدولية.