من موقعي هذا: "من أزمة لأخرى، علينا أن نتعلم أن ندعم بعضنا البعض."
التاريخ:
بعد عشر سنوات من بداية الصراع في سوريا، جاء تفشي جائحة كوفيد-19 بتحديات جديدة وقعت على عاتق النساء السوريات اللاجئات الأكثر ضعفًا في الأردن، وتحتم على بشرى الحريري أن تجد قوى جديدة لتواكب الوضع في ظل ثاني أزمة كبيرة في حياتها، وهي بدورها كمحركة مجتمعية تساعد الآن ما يزيد عن 150 امرأة في مخيم الزعتري للاجئين بمشاركة المعلومات الموثوقة بشأن مرض كوفيد-19 والإجراءات الوقائية القومية من خلال مركز "الواحة" التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة.
في بداية الأزمة، أصيب الناس في مجتمعي بالذعر من احتمال الاصابة بالفيروس، ونظرًا لأن معظم العائلات الكبيرة تعيش في كارافانات صغيرة، اعتقدوا أنهم سيكونون أكثر عرضة لانتشار الفيروس.
من هنا جاء دوري بصفتي محركة اجتماعية، تطوعت لأدعم وأطمئن ما يزيد عن 150 امرأة من مراكز "الواحة" التابعة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة بالإضافة إلى أولئك الذين يعيشون في منطقتي من المخيم، فأقوم بنشر المعلومات الموثوقة عن كوفيد-19 و الإجراءات الاحترازية التي تلقيناها عبر مجموعة "الواتساب" الخاصة بهيئة الأمم المتحدة للمرأة.
بعد وقت قصير شعرت أنه من المهم أيضًا أن ننشر تلك الرسائل على مدىً أوسع من الشبكة ومن مجتمعي، وبدأت أن أنشر معلومات بشأن الخدمات الأساسية بين أسرتي وأصدقائي خارج المخيم، وذلك بواسطة حساباتي على منصات التواصل الاجتماعي. أشعر بالفخر تجاه الدور الذي أقوم به أثناء الأزمة، حيث استطعت أن أطبق المهارات والمعرفة التكنولوجية التي تعلمتها من خلال دوري كمعلمة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بالإضافة إلى مهارات القيادة التي اكتسبتها في "الواحة".
أؤمن أن النساء والفتيات يعلبن دورًا حاسمًا في بناء مجتمعات سلمية ومزدهرة في أوقات الأزمات، فلقدت شاهدت نشوع الحرب وهربت من الصراع وصرت لاجئة في الأردن في عمر العاشرة وبرغم مروري بهذه الصعوبات في سن صغير، إلا أن تلك المواقف قد شكلت شخصيتي اليوم وألهمتني لأساعد غيري من النساء والفتيات.
لقد كنت محظوظة لأن لدي عائلة تدعمني حيث شجعوني على استكمال دراستي. ولكن ما زال هناك العديد من النساء والفتيات يعانين من المعايير الاجتماعية والتوقعات التي تمنعهن من إطلاق العنان لقدراتهن الحقيقية، ولكوني محركة مجتمعية ومعلمة أشعر أنني في وضع مناسب لإلهامهن حتي يصبحن من يردن أن يكنّ ويساهمن في تطوير مجتمعاتهن.
من موقعنا هذا، كلاجئات بالأردن بعد تسع سنوات، مقبلات على أزمة أخرى، علينا العمل الآن أكثر من أي وقت مضى. ونحن نمر من أزمة إلى أخرى، علينا أن نتعلم كيف ندعم بعضنا البعض، فلقد واجهنا أهوال الحرب سابقًا، والوقت الحالي وقت حاسم علينا إظهار قوانا حتى نستطيع اجتيازه."
بشرى الحريري، 19 عام، لاجئة سورية من مدينة درعا، حصلت على فرص لبناء القدرات على القيادة والمشاركة المدنية لتدعيم دورها كمتطوعة مجتمعية في مركز "واحة" التابع لمنظمة الأمم المتحدة للمرأة في مخيم الزعتري للاجئين، وذلك بالدعم السخي المقدم من الحكومة الأسترالية، تعمل منظمة الأمم المتحدة للمرأة منذ شهر مارس عام 2020 مع اللاجئين السوريين مثل الحريري لنشر المعلومات بالغة الأهمية فيما بين اللاجئين السوريين لرفع وعيهم بكوفيد-19 والخدمات الأساسية العاملة أثناء الإغلاق، وخاصة الحماية وإحالات العنف القائم عي النوع الاجتماعي، وترتبط قصتها بهدف التنمية المستدامة 16 (SDG) الذي يهدف لنشر السلام والأمن، و SDG 5 الخاص بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وكذلك SDG 8 الذي يسعى إلى العمالة الكاملة والمنتجة وتوفير العمل اللائق للجميع.