مشروع اجتماعي للمرأة الريفية يدعم المجتمع وسط أزمة كوفيد-19 في لبنان

التاريخ:

سيدتان من "نسوة" توضبان مواد غذائية وزّعتها البلديات على الأسر المحتاجة، خلال أزمة كوفيد-19. حقوق الصورة محفوظة لـ "نسوة لبنان".

أدى ظهور جائحة كوفيد-19، فضلًا عن تدابير الإقفال التالية التي فرضتها الحكومة اللبنانية، إلى تفاقم حدّة الأزمة الاقتصادية في لبنان وإلى تراجع دخل أسر كثيرة، في المناطق المهمشة خصوصًا. وأفاد تقييم حديث أجرته منظّمات تنموية في لبنان وشمل أكثر من 2000 مشاركة ومشارك، بأنه تم تسريح 48% من النساء من عملهن، مقارنة بـ 40% من الرجال، في حين وافقت بشدة 69% من النساء أنّ مدخولهن انخفض جرّاء تفشي كوفيد-19، مقارنة بـ 54% من الرجال.

وسط الأزمة، استطاعت "نسوة لبنان" وهو نموذج تعاوني اجتماعي للمرأة الريفية يتمثّل بمُصنّف زراعي للمنتجات الغذائية تدعمه "هيئة الأمم المتحدة للمرأة"- أن تقيم تعاونًا مع أكثر من 15 بلديّة، في سياق استجابتها الاجتماعية والاقتصادية للجائحة.

في أعقاب تفشي جائحة كوفيد-19، اشترَت البلديّات المعنيّة جميع مخزون المنتجات الغذائية المتوفرة لدى "نسوة"، أي ما يزيد عن 1300 وعاء من المربى والكبيس والشراب المركّز، من بين منتجات أخرى، ليتم توزيعها كحصص غذائية لـ 300 عائلة من بين الأكثر حاجة في المجتمع. وبهدف دعم المُجتمعات، باعت "نسوة" المُنتجات بسعر مُخفّض وشاركت في النقاشات حول طرق الوصول إلى العائلات التي ستستلم هذه المنتجات.

تنتمي نوال جابر إلى تعاونية يانوح النسائية وتقول في شأن المبادرة التي أطلقتها ثلاث بلديّات في منطقة صور "أثبتَت البلديّات أنها شريك يمكن الاعتماد عليه، في زمن الأزمات على وجه الخصوص. سيساعدنا مردود المبيعات في إطلاق انتاج الموسم الجديد في التعاونية". 

ويقول أحد أعضاء مجلس بلدية جناتا وقدّ فضّل عدم الكشف عن هويّته "أشعر بالفخر لأنّ هذه البلديات استطاعت دعم عمل المرأة الريفيّة من خلال شراء منتجات "نسوة" وتوفيرها للمجتمع. لقد كانت المبادرة مُربحة للطرفين حيث استفاد أفراد المجتمع الذين حصلوا على الحصص الغذائية من الأطعمة الطبيعية بينما تمَكّنت تعاونيات "نسوة" من استخدام هذا الدخل لتطوير أعمالها على نحو أكبر، وسط أزمة اقتصادية وصحية صعبة."

تعتقد أمل راحة، وهي عضوة في تعاونية "نسوة" في قرية الحميرة، أن هذه المبادرة ستسهم في تقديم صورة أفضل للمجتمع عن هذه العلامة التجارية كما ستساعد في تعزيز رسالتها أكثر، من طريق التمكين والإبتكار. تضيف أمل "إن منتجاتنا متوفّرة الآن على نحو أوسع في منازل الكثير من العائلات في المنطقة، وسيتيح لنا العائد المالي إطلاق المرحلة التالية في العمليات الإنتاجية".

وتقول رنا الحجيري، وهي مسؤولة برامج صندوق دعم المساواة بين الجنسين في "هيئة الأمم المتحدة للمرأة" في البلدان العربية، "إن النموذج التعاوني الإجتماعي "نسوة لبنان" هو نموذج أعمال تنافسي. ذلك إنه يقدّم مقاربة قائمة على السلسلة القيمية وتجمع بين الربح العملي والمصلحة الاجتماعية لخلق اقتصاد أكثر إنصافًا ونظامًا بيئيًا قابل للتطبيق لمصلحة ريادة أعمال المرأة الريفية." تأسست "نسوة" في الأصل كجزء من مشروع التمكين الإقتصادي للمرأة الذي تنفّذه "جمعية تنظيم الأسرة في لبنان للعمل على التنمية وتمكين الأسرة" بدعم من "صندوق دعم المساواة بين الجنسين" (FGE) المُنبثق من "هيئة الأمم المتحدة للمرأة" في منطقة صور، جنوب لبنان. أنشَأت "نسوة" أربع تعاونيات زراعية وفقًا لمعيار ISO 22000 ومعايير الغذاء والسلامة المعتمدة دوليًا.

بالإضافة إلى ذلك، تم طرح نموذج أعمالهم بنجاح في الجزائر وجرى تكرار هذه المبادرة من خلال تعاونية النساء الريفيات "نسوة الجزائر"، التي أنشأت بدورها ثلاثة مرافق لإنتاج الجبن الفرنسي والعسل العضوي والصوف.