رجال الدين يعززون المساواة بين الجنسين في جنوب مصر

التاريخ:

زعماء الدين خلال تجمعهم لمناقشة المشروع وأهدافه. الصورة: بإذن من هيئة كير الدولية مصر

غالبًا ما تكون أدوار النوع الاجتماعي والصور النمطية ذات طبيعة محافظة في المناطق الريفية في جنوب مصر ومع ذلك، فإن هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالشراكة مع هيئة كير الدولية في مصر وبدعم من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي تقود تحالفًا من منظمات المجتمعات المحلية التي تعمل مع الرجال لخلق مجتمع أكثر مساواة من خلال البرنامج الإقليمي "إشراك الرجال والنساء من أجل المساواة بين الجنسين ".

تراقبت مريم عزت ناثان، المشرفة الميدانية الأولى في هيئة كير الدولية في مصر، هذه العملية ووصفت بعض الخطوات الفريدة التي اتخذها تحالف كير لست منظمات مجتمعية وصرحت قائلة: "كان التحدي هو أنه في بعض المجتمعات عندما سمعوا مصطلح "المساواة بين الرجل والمرأة" في جلسات التوعية الخاصة بنا، بدأ الرجال في مقاومة هذة الفكرة اعتقادًا منهم أن ذلك يعني أننا نريد أن يصبح الرجال كالنساء وظنوا أيضًا أنه من خلال المساواة بين النساء والرجال، قد نخرج عن الأطر الشرعية للميراث في الأسرة وترك الأطفال دون أرضٍ يرثونها".

نظم التحالف ورش عمل لمعالجة سوء الفهم السائد وتقديم وجهات نظر جديدة حول المساواة بين الجنسين من منظور ديني وعقدت الفعاليات في عدة مجتمعات بمشاركة أكثر من 4000 رجل و40 رجل دين.

 لقد توصل أحد منظمي الورشة في سوهاج، وهي محافظة في صعيد مصر، إلى فكرة استقطاب رجال دين محليين لمرافقتنا في مناقشاتنا حول المساواة بين الجنسين حيث يستخدم هؤلاء الرجال آيات قرآنية أو أحاديث نبوية للمساعدة في إضفاء شرعية لرسالتنا لذلك أنشأنا لجنة استشارية من رجال الدين الذين يمكنهم العمل معنا وشرح رسائلنا للمجتمع وأوضحت مريم أنهم نجحوا في ذلك.

 تعاونت المنظمات المجتمعية أيضًا مع رجال الدين لمساعدة الرجال والنساء على فهم أن الرجال ليس لديهم سلطة طبيعية للسيطرة على النساء وأن تعزيز المساواة بين النساء والرجال سيخلق ظروفًا اجتماعية إيجابية للمجتمع.

وأضافت مريم: "هناك فكرة في مصر أن الدين يدعي لمفهوم "الرجال قوامون على النساء" أي السيطرة عليهن وغالبًا ما اقتبسوا تفسيرات الحديث كمبرر للفكرة ولمواجهة ذلك عملنا مع رجال الدين المحليين الذين صدوا هذه التفسيرات الضارة، مقتبسين آيات من القرآن الكريم وأتفقوا جميعم على "حسن معاملة الرسول لزوجتة".

قال إسحاق لامي شكران، أحد الرجال المشاركين في ورش العمل هذه: " العنف لا يأتي في صورة الضرب فحسب بل تعتبر الكلمة السيئة نوع من أنواع العنف أيضًا حيث أضاق قائلًا: "اعتدت أن أقول بعض الكلمات التي أثرت على زوجتي بشكل سلبي لمدة يوم أو يومين وبعد مشاركتي في الدورات شعرت كطفل يتعلم كيفية المشي حيث تعلمت كيفية التعامل بشكل أفضل مع زوجتي وأطفالي".

ابتسمت مريم وصاحت قائلة: "حتى إذا كان عدد قليل من الرجال المحليين لا يتفقون مع ما قاله رجال الدين في الجلسة الأولى، فقد استمروا جميعًا في العودة إلى جلسات التوعية لدينا مرة تلو الأخرى ولم ينفصلوا قط وهذا يدل على استجابتهم الايجابية وقناعتهم برسالتنا".