على لسان جويس عزّام: "أدعو النساء والفتيات إلى الحرص على تحقيق أحلامهنّ"

التاريخ:

جويس عزّام من نخبة متسلّقات الجبال وهي السفيرة الوطنية للنوايا الحسنة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان. تصبو عزّام إلى إلهام النساء والفتيات اللبنانيات الأخريات وتشجيعهنّ على تحقيق أحلامهنّ واكتشاف إمكاناتهنّ الدفينة. عزّام هي أوّل امرأة لبنانيّة وواحدة من قلة من النساء العربيّات اللواتي تسلّقن قمم العالم السبع. وعقب تعيينها سفيرة وطنيّة للنوايا الحسنة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، أخبرتنا المزيد عن مسيرتها كامرأة في عالم الرياضة، كما تحدّثت عن دوافعها وما تأمل تحقيقه في دورها الجديد.

alt text
الصورة: جويس عزام

"منذ أن أبصرت النور، وأنا أعاني متلازمة فرط الحركة، فلم أتمكّن في صغري من ممارسة الرياضة، ولكن حين بلغت سنّ الثالثة عشر، حقّقت إنجازي الأوّل في عالم الرياضية وشاركت في سباق لمسافة 5 كيلومترات بعد عام تقريبًا من التدريب المكثّف، قلبت الرياضة حياتي رأسًا على عقب. في شهر أيّار\مايو من عام 2007، تسلّقت القرنة السوداء، أعلى قمّة في لبنان، وسرعان ما وقعت في حبّ الجبال. وفي العام 2019، بلغت قمّة جبل إيفرست التي يبلغ ارتفاعها 8848 مترًا. حينها، حقّقت حلماً كان رافقني على مدى ستّ سنوات ونصف، حلمت دوماً بتسلّق أعلى الجبال في القارات السبع، ما يُعرف باسم تحدّي القمم السبع. آمل أن أصبح واحدة من سيدتين فحسب في العالم استطاعتا اكمال تحدّي Explorer Grand Slam في نسخته الطويلة من حيث المسافة.

وبصفتي متسلّقة جبال لبنانيّة، واجهت الكثير من التحديات. وعلى مدى سنوات عدّة، قوبلت برفضِ شديد من أسرتي وأصدقائي. ولكن، بدلًا من التخلّي عن حلمي، استقيتُ الإلهام مما أنا عليه؛ أي لبنانيّة... وخصوصاً امرأة تتحلّى بالإرادة والقوّة لتجاوز كلّ العقبات التي تعترض دربها.

لا يختلف اثنان على أنّ متسلّقات الجبال والرياضيّات بشكلٍ عام يواجهنَ حاجزيَن بارزَين، أوّلهما الافتقار إلى التمويل ذلك انه يصعب إقناع الرعاة بالاستثمار في بعثات تسلّق الجبال، والثاني هو الحاجز المجتمعي إذ يعتقد بعض الأصدقاء وأفراد الأسرة أن تسلّق الجبال مضيعة للوقت بالنسبة إلى المرأة، ويقف حجر عثرة أمام زواجها أو تكوينها أسرة. لكن رغم كلّ هذه التحديات، سعت نساء كثيرات إلى تحقيق أحلامهنّ في عالم تسلّق الجبال والرياضات الأخرى فكسرنَ القوالب النمطيّة القائمة على النوع الاجتماعي وغدونَ مصدر إلهام يحثّ النساء الأخريات على حذو حذوهنّ.

يشرّفني أن يتمّ تعييني أوّل سفيرة وطنيّة للنوايا الحسنة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان، وأفتخر بالانضمام إلى أسرة هيئة الأمم المتحدة للمرأة. في منصبي الجديد، أعتزم إلقاء الضوء على قضايا المرأة في مجال الرياضة لمكافحة الأعراف الاجتماعيّة الرجعيّة والأعراف والقوالب النمطيّة القائمة على النوع الاجتماعي الضارة، في عالم الرياضة وفي القطاعات الأخرى على مستويي لبنان والعالم. إنّ إرساء المساواة بين الجنسين سيعود بالفائدة على النساء والفتيات، وعلى الرجال والفتيان أيضًا.

لم يتوقّع أحد أن أصبح متسلّقة جبال، لكنّي تحدّيت الصور النمطيّة القائمة على النوع الاجتماعي. أدعو النساء والفتيات إلى الحرص على تحقيق أحلامهنّ. فما علينا سوى منحهنَّ صوتًا ومنصّة، وإنّي على يقين بأن شراكتي مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة ستوفّر ذلك.

حان الوقت لنوحّد جهودنا جميعاً ولنجعل المساواة بين الجنسين حقيقة في حياتنا."