بيان وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، سيما بحّوث، بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة (25 تشرين الثاني/نوفمبر 2021)

التاريخ:

 اليوم هو اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة. نحتفل هنا في الأمم المتحدة وفي أرجاء العالم بكل العاملات والعاملين على حماية المرأة والفتاة وكل المدافعات والمدافعين عن حقوقهنا الإنسانية. ونرحب أيضًا بالشركاء الجدد – من الحكومات والمنظمات والمؤسسات والمجموعات الاجتماعية والأشخاص من كل مكان – فلتنضموا إلينا ولنرفع أصواتنا ونعمل معًا من أجل تغيير حياة الناس ليس خلال حملة الـ16 يومًا فقط، بل كل يوم كذلك.

 فالعنف ضد المرأة هو أزمة عالمية.  نجد في أحيائنا كلها نساء وفتيات يعشن في خطر. وحول العالم، تُفاقم النزاعات والكوارث الطبيعية المتصلة بتغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي وانتهاك حقوق الإنسان مسألة العنف ضد المرأة بحيث تعرض ما يزيد عن 70 في المئة من النساء إلى العنف القائم على النوع الاجتماعي في بعض أوضاع الأزمات، وفي البلدان جميعها، فقيرة كانت أو غنية، ساعدت التحيزات القائمة على النوع الاجتماعي على اشتداد العنف ضد النساء والفتيات.

 غالبًا ما لا يتم الإبلاغ عن العنف ضد المرأة نتيجة الوصمة والعار والخوف من المعتدين والخوف من نظام قضائي قد لا يكون منصفًا للمرأة. كما أن جائحة كوفيد-19، ورغم العزلة والتباعد الاجتماعي، مكنت من حدوث عنف غير مرئي: جائحة ثانية مستترة من العنف ضد النساء والفتيات حيث وجدن أنفسهن حبيسات للذين يسيئون معاملتهن وشهدت خطوط الاتصال للمساعدة الخاصة بمكافحة العنف ضد المرأة في أرجاء العالم زيادة في البلاغات.

 تشكل حقوق الإنسان للمرأة – بما في ذلك الحق بالأمن والكرامة والمساواة والعدالة – المبادئ الأساسية للقانون الدولي. ونعلم أن سلامة المرأة ودورها القيادي يؤديان دورًا حيويًا في التقدم الاقتصادي والرفاه المجتمعي وصحة وتعليم الأطفال وغيره.  عندما تُحترم حقوق الإنسان للمرأة، نستفاد كبشر كلنا، ونعاني جميعنا عندما تنتهك هذه الحقوق.

 لكن ثمة أمل، إذ جرى تحقيق الكثير خلال الأعوام الأخيرة لمنع العنف ضد المرأة وتخفيف حدته. يكمن التحدي الآن في توسيع نطاق الجهود المبذولة عالميًا وتحقيق فرقًا في حيوات أناس أكثر. ينبغي أن نضمن توفر الخدمات الأساسية وإمكانية وصول المرأة إليها من كافة الأعمار. ينبغي أن ندعم البيئات كلها، سواء على الإنترنت أو خارجه، بحيث تستطيع المرأة المشاركة في عمليات صنع القرار بأمان.

كما نشهد ظهور فرص جديدة. فأطلق منتدى المساواة للأجيال خلال فصل الصيف المنصرم وكجزء من التزام بلغ 40 بليون دولارًا أمريكيًا لنساء وفتيات العالم، تحالف العمل بشأن العنف القائم على النوع الاجتماعي والذي يضم مجموعة واسعة من الجماعات النسائية وغيرها: الشباب والشابات، ومنظمات المجتمع المدني، والمؤسسات الدينية، والمؤسسات الخيرية، والقطاع الخاص، والمنظمات الدولية ودول أعضاء في الأمم المتحدة. سيكون هناك التزامات مالية وسياسية ملموسة ومبادرات معززة تُنفذ على نطاق واسع في المجالات الحيوية: كتعزيز خدمات دعم الناجيات والأطر القانونية وإتاحة المزيد من الموارد للمنظمات الشعبية.

واليوم، يتيح اليوم الدولي للقضاء على العنف المجال أمام آمال وتطلعات مثيرة إذ يمثل بدء الحملة السنوية "16 يومًا لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي" وهي سلسلة من الأحداث الهادفة إلى إحداث تغيير حقيقي. سيكون الشعار لعام 2021، "لوّن العالم برتقاليًا: فلننهِ العنف ضد المرأة الآن!" حيث يرمز اللون البرتقالي إلى مستقبل أكثر إشراقًا خال من العنف. أرحب بكم وأحثكم على المشاركة.

فلطالما شكلت المجموعات النسائية والأشخاص المعنيون عنصرًا أساسيًا في التقدم الذي أحرز. يمكننا بالمضي قدمًا سويًا أن نجعل الحياة أفضل وأكثر إشراقًا لعدد أكبر من الفتيات والنساء في العالم.