من موقعي هذا: "يجب على أي امرأة تتعرض للعنف مثلما كان حالي أن تطلب المساعدة "

بعد تعرضها للعنف على يد كل من زوجها وعائلتها، تمكنت أكابر*، 42 عامًا، من التحرر من أغلال العنف، واستقلت ماليًا بغية توفير حياة أفضل لأطفالها. وبينما تتذكر تجربتها، فإنها تشجع النساء الأخريات في وضع مماثل على طلب المساعدة.

التاريخ:

أكابر، 42 سنة، ناجية من العنف الأسري تلقت خدمات قانونية ونفسية من خلال اتحاد المرأة الأردنية. الصورة: اتحاد المرأة الأردنية/ سارة سمرين.

"كنا 5 شقيقات و4 أشقاء. عندما غادر والدي البلاد للزواج مرة أخرى، شعرت بأنني قد تم هجري وأن وجودي غير مرغوب فيه. كنا نتنقل باستمرار من منزل إلى آخر. وعندما تزوجت شعرت بالارتياح  حيث كانت السنوات الأولى من زواجي هادئة، ثم بدأ زوجي يشرب وقام بخيانتي. على الرغم من ذلك، كنت لا أزال أفكر أن الحياة معه أفضل من العودة إلى عائلتي. لقد طلقني، ولكن اُضطررت إلى أن أعود إليه لأنه لم يكن من المقبول لدى عائلتي أن تعيش ابنتهم المطلقة وحدها.

عندما اشتدت وتيرة عنفه ضدي أنا وطفلينا، بدأت أخشى على حياتي. فأتذكر حادثة بعينها بوضوح: كانت الساعة الرابعة صباحًا، وكان زوجي تحت تأثير تعاطي المخدرات. ألقى بالطاولة في وجهي، وطاردني في أرجاء المنزل وحاول خنقني. لقد فقدت الوعي. عندما استعدت وعيي واجهته، لكن ما زاد الطين بلة هو أنه صب غضبه على طفليّ. حينها أدركت أننا في خطر وأنه لا أمل في تحسين الوضع معه.

ركضت عائدة إلى منزل والديّ، وهناك لم أجد راحة أو سلامًا: فأرادت والدتي أن تطردني، واتجه طفلاي إلى الشارع. أما زوجي السابق فكان يدخل البيت عنوة مهددًا إيانا. قضيت كل يوم أبحث عن عمل حتى وجدت وظيفة أمينة في مدرسة. تمكني من إعالة نفسي وأولادي لأول مرة أعطاني إحساسًا بالحرية والاستقلال.

أصبحت مديرة المدرسة الجديدة مهتمة بوضعي، وأحالتني إلى الخط الساخن لاتحاد المرأة الأردنية (JWU). اعتقدت أن الأمور لن تتغير أبدًا، لكنني كنت مخطئة. أعطاني الاتحاد الأمل، وقامت القائمات والقائمون عليه بتعيين محامياً لي وساعدوني على الوقوف على قدمي من خلال توفير الدعم النفسي والمالي. أدركت أن التغيير لا يحدث بين عشية وضحاها، بيد أنه ممكن. كوني بأمان هنا مع أطفالي يجعلني أشعر وكأنني في حلم جميل.

رسالتي إلى كل من فقدت الأمل في إيجادها حل هي أنه يجب على أي امرأة تتعرض للعنف مثلما كان حالي أن تطلب المساعدة. أصبح اتحاد المرأة الأردنية نظام الدعم الخاص بي أكثر مما كانت عليه عائلتي، والآن أشعر بالقوة الكافية للتغلب على مخاوفي ".

* ملاحظة: تم تغيير الاسم لحماية هوية الناجية.

أكابر، 42 سنة، لاجئة فلسطينية، أم لولدين وناجية من العنف الأسري. تلقت دعمًا قانونيًا وماليًا ونفسيًا اجتماعيًا من اتحاد المرأة الأردنية. ونتيجة لذلك، تمكنت من العثور على عمل، والحصول على الحضانة الكاملة لطفليها، واستئجار منزل وبدء حياة جديدة. في إطار الخطة الوطنية الأردنية (JONAP) لتفعيل قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 1325 (قرار مجلس الأمن 1325) بشأن المرأة والسلام والأمن، في عام 2021، قامت هيئة الأمم المتحدة للمرأة واتحاد المرأة الأردنية بمساعدة 9090 ناجية من العنف القائم على النوع الاجتماعي من خلال خمسة أماكن آمنة ومأوى واحد في جميع أنحاء الأردن. بدعم من حكومات كندا وفنلندا والنرويج وإسبانيا والمملكة المتحدة.