على لسان هبة الريفي: "لن نسمح لشيء أن يقف بيننا وبين تحقيق أهدافنا"

هبة الريفي، مديرة ائتمان الشركات في ثروة كابيتال القابضة للاستثمارات المالية.صورة: بإذن من هبة الريفي.

"بدأ كل شيء في الصف الأول الابتدائي عندما كنت أقوم بالواجب المدرسي بمساعدة والدي. ما زلت أتذكر اليوم كما لو كان بالأمس. كنت أتعلم كيفية كتابة الحروف الأبجدية العربية عندما انقطعت الكهرباء. كنت على وشك مغادرة مقعدي بسبب الظلام عندما قال لي والدي، "إلى أين أنتِ ذاهبة؟" قلت، "بسبب الظلام، فإنني لا أستطيع إنهاء واجبي المدرسي"، قال: "لا، فقط أعطني دقيقة". بعد دقيقة، عاد مبتسمًا لي بشمعة في يده قائلاً، "لا تدعِ أي شيء أن يقف أمام مسؤولياتك وواجباتك التي يتعين القيام بها" ". يستمر درس الحياة هذا في إرشادي خلال كل عقبة أوجهها في حياتي الشخصية والمهنية. لن نسمح لشيء أن يقف بيننا وبين تحقيق أهدافنا.

لم يكن قبل منتصف الأربعينيات من عمري عندما تم تعييني مديرة تنفيذية في ثروة كابيتال القابضة للاستثمارات المالية. أؤمن أن تشكيل فريق من زملائي وزميلاتي الأصغر سنًا مسؤولية اجتماعية وأرى أن أنشطة التوجيه والتدريب الخاصة بي هي بمثابة رد الجميل لمجتمعي. أنا فخورة بترقية العديد من زملائي وزميلاتي السابقين/السابقات في الفريق إلى مناصب عليا وتولي إدارة شركات أخرى.

عادةً، يُطلب من الزوجات ضمنيًا أخذ إجازات طويلة لرعاية الأطفال، مما يؤدي إلى تأخير ترقياتهن أو حتى فقدان وظيفتهن تمامًا. عندما يبدأ الأطفال في الذهاب إلى المدرسة، فعادة ما تقع على الأمهات مسؤولية مساعدة أطفالهن في أداء واجباتهم/هن المدرسية. وفي هذا الوقت، تتردد النساء في كثير من الأحيان في البقاء في العمل بعد ساعات محددة من أجل أداء واجباتهن الأسرية، وهو الأمر الذي لا يحبذه بعض المديرين. ليس سرًا أن محاولة النجاح على المستويين المهني والشخصي تضع عبئًا كبيرًا على معظم النساء الطموحات في مجتمعي. قصص النساء المتعلمات تعليمًا عاليًا اللواتي فضلن أن يصبحن ربات بيوت فقط لتجنب الخلافات التي لا تنتهي مع أزواجهن لا حصر لها.. لقد رأيت النساء المحترفات أكثر حرصًا على النجاح من نظرائهن من الرجال، ربما بسبب الإرادة المستمرة في التأكيد على أنهن قادرات ويستحقن الوصول وللتغلب على القوالب النمطية والمفهوم المترسخ لكونهن يصلحن فقط كربات بيوت.

من واقع خبرتي، فإن إحدى الاستراتيجيات التي تستخدمها المهنيات بشكل شائع هي تجاهل الحواجز الاجتماعية التي تنتج عن التمييز بين الجنسين عامل التمييز بين الجنسين تمامًا. إن عدم المساواة بين الجنسين متجذر بعمق في مجتمعات الشرق الأوسط لهذا السبب، غالبًا ما تعمل النساء بجد لإيجاد طرق أخرى للتميز وإثبات أنفسهن والمطالبة بحقوقهن بدلاً من مجرد المطالبة بحقوق متساوية مع أقرانهن من الرجال. كأم محبة وعاملة متفانية، فقد واجهت الكثير من التحديات. لا يزال التحيز في المجتمع الذكوري على المستويين الاجتماعي والمهني من أعظم هذه التحديات. ومع ذلك، فإنني أرى فرصة كبيرة للتنمية وإحداث تغيير إيجابي في مصر. لذلك، أؤمن بأن الجهود التي تبذلها كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر وهيئة الرقابة المالية هي حقًا مشجعة ومُلهمة.

كان للتدريب تأثير إيجابي كبير في حياتي الشخصية والمهنية. منذ بداية التدريب، اكتشفت أنني أشارك العديد من التحديات مع زميلاتي المشاركات. كان هذا بمثابة ارتياح كبير وجعلني أدرك "أنني لست وحدي" في خبراتي وتطلعاتي. بالإضافة إلى ذلك، كانت هذه أول تجربة لي للمشاركة في برنامج تدريبي مخصص للنساء فقط، حيث يتم جمع عدد من النساء المُلهمات معًا، مما أثرى شبكتي المهنية. بعد التدريب، وجدت نفسي أتطلع بفخر إلى منصب مجلس الإدارة، وهو طموح وثقة لم أكن أكتسبها لولا التدريب الذي تلقيته. آمل أن توضح هذه الجهود الإمكانات الهائلة غير المستغلة للمجتمع والاقتصاد المصري عندما يتم تبني مبدأ المساواة بين الجنسين على مختلف المستويات.