على لسان ليلى الفيتوري بده: "أجعل من إحباطي حافزًا للنضال من أجل حق المرأة في أن تكون جزءًا من عملية بناء السلام في ليبيا"

التاريخ:

ليلى الفيتوري بده بطرابلس. الصورة: منال الحمشري

ليلى الفيتوري بده، طالبة دكتوراه في مدينة الزاوية شمال غرب ليبيا. وهي مديرة منظمة »نبض  ليبيا « ، وهي منظمة غير حكومية تقودها نساء يعملن على تعزيز حقوق الأطفال والشباب والشابات والنساء وإدماجهم. كما تمثل ليلى مدينتها في الاتحاد الليبي لمنظمات الأشخاص ذوي وذوات الإعاقة. وهي أيضًا عضوة مُؤسسة في شبكة المرأة الليبية لبناء السلام. إلى جانب 20 امرأة من جميع أنحاء ليبيا، تلقت ليلى دورات تدريبية حول مفاوضات السلام والوساطة بدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة وحكومة فنلندا لتعزيز مهاراتهن في بناء السلام.

»طوال الأزمة في ليبيا، لعبت المرأة دورًا حيويًا في حفظ السلام والحفاظ على الاستقرار في مجتمعاتهن. وتزداد أهمية جهودهن بالنظر إلى القيود المجتمعية التي يواجهنها.

التحدي الأكبر الذي واجهته شخصيًا أثناء محاولتي للمساعدة في حل النزاع في مجتمعي هو الطريقة التي يُنظر بها إلى النساء. غالبًا ما يُنظر إلى المرأة على أنها تفتقر إلى القدرات اللازمة لتكون جزءًا من جهود المصالحة والسلام. لقد واجهت ذلك بشكلٍ مباشر خلال زيارة وفد من مدينة الزنتان إلى الزاوية لتخفيف التوترات بين الطائفتين. مُنعت مع نساء أخريات من حضور الاجتماعات لكي لا نجلب "العار" لرجال مدينتنا. لم يرغب وفد الزنتان في حضور النساء ووافق ممثلو مدينتنا على هذا الشرط.

شعرنا بخيبة أمل وإحباط شديدين. ومع ذلك، وبدلاً من الاستسلام للإحباط، أتركه يحفزني على مواصلة الكفاح من أجل حقنا في أن نُعامل على قدم المساواة مع الرجال وأن نشارك بإنصاف في مبادرات بناء السلام والاستقرار. لقد استخدمت هذه القصة أيضًا لنشر الوعي حول كيفية وقوف القوالب النمطية عن دور المرأة في طريق مشاركتنا الأساسية في بناء السلام، وللدعوة إلى إشراك النساء في هذه الأنشطة. علاوة على ذلك، كنت أدعم النساء الأخريات اللواتي يردن المساعدة في إعادة السلام إلى مجتمعاتهن.

للدخول في السلام والاستقرار في ليبيا، أعتقد أننا بحاجة حقًا لإفساح المجال لمشاركة الوسيطات. المرأة جزء من المجتمع وتتأثر بشكل مباشر بنزاعاته. أدرك أنه لا يزال أمامنا طريق طويل قبل أن يتم الاعتراف الكامل بالدور الحيوي للمرأة في بناء سلام دائم لا يترك أحدًا يتخلف عن الركب. وهذا يتطلب الكثير من الجهد، لا سيما في زيادة قدرة المرأة الليبية وتعزيز خبراتها في التفاوض وبناء السلام حتى تتمكن من إظهار الإسهامات والإضافات القيمة التي تأتي بها على طاولة المفاوضات ".