من موقعي هذا: "لن أعرض ابنتي للختان أبدًا... لا أريدها أن تشهد العذاب الشديد الذي مررت به"
التاريخ:
أمل أحمد* مع ابنتها التي تبلغ 11 عامًا. صورة: أمل أحمد*
أمل أحمد* -زوجة وأم لأبنة في الحادية عشر من عمرها، وثلاث أولاد يبلغن 15، 18، و19 عامًا- تعيش في دار السلام بمحافظة القاهرة. في العاشرة من عمرها، تحولت حياة أمل بالكامل، بعد أن تم خداعها هي وأختها من قبل أسرتها وخضعن لعملية تشوية الأعضاء التناسلية الأنثوية (ختان الإناث) على يد طبيب في المنزل. منذ تلك التجربة المؤلمة، لم تعد حياتهن كما كانت من قبل، وأصبحن يشعرن بأنهن لا يستطعن أن يعشن حياة طبيعية.
"كان عمري 10 سنوات، ولكني مازلت أتذكر كل لحظة. من المستحيل أن أستطيع نسيان هذا اليوم... كنت مستيقظة. شعرت ورأيت كل شيء.
كنا -أنا وأختي- بالمنزل عندما أخذتنا أمي لغرفة مغلقة. كان هناك طبيب ينتظر بالداخل. خدعونا... وبدون تخدير، تم إجباري على الخضوع لهذه التجربة المؤلمة التي لم تترك آثارًا جسدية فقط بل آثارًا نفسية أيضًا.
كنت أرى كل شيء. بدأت أصرخ وأبكي بشدة عندما رأيت ما حدث لأختي. عندما جاء دوري، رأيت الطبيب يمسك مشرطًا. كانت أمي تمسكني بشدة لكيلا أهرب.
وفجأة حدث كل شيء. لا يمكنني التعبير عن حجم الألم غير المحتمل الذي مريت به. كنت أصرخ بشدة... ولكن يبدو أن لا أحد كان يسمعني.
حياتي إنقلبت رأسًا على عقب... لم أستطع أن أعيش حياة طبيعية مثل بقية البنات. الآثار النفسة لاتزال عميقة جدًا.
في سن الثامنة عشر، تزوجت والآن لدي أربعة أطفال، وهم أكبر دافع لي للمضي قدمًا في الحياة... قررت أن أمضي قدمًا لكي أعّلم أبنائي أن احترام المرأة أمرًا لازمًا، وأننا لا ينبغي علينا أن نتوارث العادات السيئة بدون تفكير. أبنائي متعلمون جيدًا ومدركون تداعيات تشوية الأعضاء التناسلية الأنثوية (ختان الإناث) ويرفضونه بشدة.
عندما أخبرني زوجي وأمي أنه يجب على ابنتي الخضوع للختان، رفضت بشدة ... وقلت لأمي: "لقد فعلتِ ذلك بي، لكنني لن أفعل ذلك لابنتي. لن أدمر حياتها وأقتلها. لن أعرضها للختان أبدًا... لا أريدها أن تشهد العذاب الشديد الذي مررت به".
إنه من المؤسف أن تشوية الأعضاء التناسلية الأنثوية (ختان الإناث) منتشر على نطاق واسع في مجتمعي وفي المناطق الريفية. أحاول رفع الوعي ضد تشوية الأعضاء التناسلية الأنثوية (ختان الإناث) بين أقاربي وأصدقائي. كنت سعيدة جدًا برؤية أشقائي وأصدقائي يتراجعون في قراراتهم وعدم خضوع بناتهم لهذه الصدمة. تمكنت من إقناع أشقائي وأصدقائي بالامتناع عن إخضاع بناتهم لهذه التجربة القاسية، ولحسن الحظ، تعيش بناتهم الآن حياة طبيعية وسعيدة.
سعدت جدًا عندما علمت (بالصدفة) من معارفي بالعمل أن هناك الآن قانونًا يجرم تشوية الأعضاء التناسلية الأنثوية (ختان الإناث) ويعاقب أي شخص متورط في هذا الفعل.
أتمنى أن يدرك الجميع حول العالم التداعيات الجسدية والنفسية القاسية لتشوية الأعضاء التناسلية الأنثوية (ختان الإناث) لكي نتكمن من القضاء عليه – الآن."
تعكس قصة أمل* هدف التنمية المستدامة الخامس، الذي يهدف إلى القضاء على جميع أشكال العنف ضد جميع النساء والفتيات في المجالين العام والخاص، بما في ذلك تشوية الأعضاء التناسلية الأنثوية (ختان الإناث). من خلال برامجها، ترفع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر الوعي بآثار تشوية الأعضاء التناسلية الأنثوية (ختان الإناث) داخل المجتمعات، لمنع هذه الممارسة الضارة. تعمل هيئة الأمم المتحدة للمرأة أيضًا بشكل وثيق مع شركاء التنمية لحماية حقوق النساء والفتيات، بالإضافة إلى دعم اللجنة الوطنية للقضاء على تشوية الأعضاء التناسلية الأنثوية (ختان الإناث)، التي تأسست عام 2019.
*تنويه: تم تغيير الاسم للحفاظ على هوية الناجية.