تمكين المرأة، حماية الأرض
التاريخ:
أزمة المناخ ليست محايدة من منظور النوع الاجتماعي.
مع زيادة حدة أثار أزمة المناخ، تعاني النساء والفتيات من ضرر غير متناسب وفريد من نوعه وتتفاقم أوجه عدم المساواة المبنية على انوع الاجتماعي نتيجة لتبعات الأزمة. والنساء أكثر عرضة للصدمات البيئية، إذ عادة ما تكون أكثر اعتمادًا على الموارد الطبيعية ومسؤوليتهن عن تأمين الغذاء والماء والوقود غير متناسبة، كما يواجهن تعرضًا متزايدًا للعنف القائم على النوع الاجتماعي في أعقاب النزاعات وحالات عدم الاستقرار التي تفاقمت بسبب تغير المناخ، واحتمالات نجاتهن من الكوارث أقل. وفي الوقت نفسه، لا يزال وصولهن إلى الموارد المنقذة للحياة ومساحات صنع القرارات الهامة محدودًا للغاية.
ومع ذلك، تظل المرأة في طليعة مكافحة تغير المناخ، وتقود جهود الوقاية من تغير المناخ والتخفيف من حدته والتكيف معه في جميع أنحاء العالم. وتشير الأبحاث إلى أن تمثيل المرأة في البرلمانات الوطنية ينتج عنه اعتماد سياسات مناخية أكثر صرامة، مما يؤدي إلى انخفاض الانبعاثات. وترتبط قيادة المرأة في مكان العمل بمزيد من الشفافية بشأن تأثير المناخ، كما ترتبط مشاركتها في إدارة الموارد الطبيعية المحلية بتحسين إدارة الموارد ونتائج الحفاظ على البيئة.
في يوم الأرض هذا العام، نسلط الضوء على الروابط الجوهرية بين الاستدامة والمساواة المبنية على النوع الاجتماعي في السياسات والأعمال والزراعة وغير ذلك. تعرض القصة أدناه كيف يمكن أن يساعد تمكين المرأة في حماية البيئة، والعكس، في جميع البلدان حول العالم.
في فلسطين، بناء الاستدامة البيئية والقضاء على الممارسات التمييزية
روان رجب هي امرأة فلسطينية من قرية كفر اللبد في الضفة الغربية تبلغ من العمر 22 عامًا. أدى شغف روان بالبيئة ورغبتها في إحداث تأثير إيجابي في مجتمعها إلى تأسيس بلو ستون، وهي شركة ذات وعي بيئي تحوِّل الزجاج المعاد تدويره إلى أحجار صديقة للبيئة.
بدأت رحلة روان كصاحبة أعمال مستدامة في عام 2020: "خلال فترة الجائحة، ومع بدء العالم في التحول إلى المنصات الرقمية، التحقت بدورات عبر الإنترنت حول إدارة الأعمال وتنظيم المشاريع. وفي الفترة نفسها ونتيجة للحجر الصحي، كان تأثير السلوك البشري على كوكبنا واضحًا. وهكذا جائتني فكرة القيام بشيء من شأنه أن يساعد البيئة".
بفضل تمويل صغير حصلت عليه من إحدى المنظمات الدولية، بدأت روان في إنشاء ورشة إعادة تدوير الزجاج الخاصة بها على بعد 50 مترًا فقط من منزلها. كما بدأت مبادرة لفرز الزجاج، حيث أنشأت 10 مراكز لفرز الزجاج في كفر اللبد للمساعدة في الحد من التأثير البيئي الناجم عن التخلص من النفايات الزجاجية. وتُشرك المبادرة كلا من النساء والرجال، مما يساعد على دفع المشاركة المتساوية في جهود إعادة التدوير وزيادة الوعي بدور المرأة في الصناعات غير التقليدية.
ومن خلال البرنامج المشترك "تعزيز العمل الإنتاجي والعمل اللائق للمرأة في مصر والأردن وفلسطين" الذي تنفذه هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة العمل الدولية وتموله حكومة السويد، تتولى روان دور قيادي في الحوارات المجتمعية حول المساواة المبنية على النوع الاجتماعي وتمكين المرأة اقتصاديًا. ومن خلال توفير التدريب ومبادرات التوعية، فهي تأمل في تغيير الصور النمطية للتمييز المهني وإلهام المزيد من النساء ليصبحن قائدات في مجال التنمية المستدامة.
أدت إنجازات روان في نهاية المطاف إلى مشاركتها في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27 لعام 2022 في شرم الشيخ، مصر. كما تمكنت من إعادة تدوير ثلاثة أطنان من الزجاج في عام 2022 وحده. يمثل مشروع روان نموذجًا للتنمية المستدامة يحفز النساء والرجال في مجتمعها على إحداث تأثيرات اجتماعية وبيئية إيجابية.