الوقت ينفد بسرعة أمام النساء والفتيات في غزة

بيان مشترك منسوب إلى المديرين الإقليميين لصندوق الأمم المتحدة للسكان وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية

التاريخ:

هُجِّرت هديل، البالغة من العمر عشر سنوات، مع والدتها من المنطقة الشرقية لدير البلح في غزة، فلسطين، بعد أن أصدرت السلطات الإسرائيلية أمر إخلاء للمنطقة. حقوق الصورة: ©صندوق الأمم المتحدة للسكان - فلسطين/ميديا كلينيك
هُجِّرت هديل، البالغة من العمر عشر سنوات، مع والدتها من المنطقة الشرقية لدير البلح في غزة، فلسطين، بعد أن أصدرت السلطات الإسرائيلية أمر إخلاء للمنطقة. حقوق الصورة: ©صندوق الأمم المتحدة للسكان - فلسطين/ميديا كلينيك

القاهرة- 10 نيسان/ أبريل، 2025- لم يعد الوضع في غزة يُطاق بالنسبة للنساء والفتيات. فما كان في السابق وقف إطلاق نار هشّ - بصيص أمل خافت للسلام والتعافي - قد اختفى الآن. ومع دخول الحصار الإسرائيلي للمساعدات الإنسانية شهره الثاني، تفاقمت الأزمة وتحولت إلى كارثة. فيما تُكافح النساء والأسر من أجل البقاء على قيد الحياة.

منذ استئناف الأعمال العدائية في 18 مارس/آذار، قُتل أكثر من 500 طفل و270 امرأة، في شهادة دامغة على الوحشية العشوائية لهذه الحرب. وأصبح ما يقرب من ثلثي غزة الآن "منطقة محظورة" مُعلنة. كما أبلغت المنظمات التي تقودها النساء هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن "لا مكان آمن في قطاع غزة". ومع النزوح المتكرر للمدنيين، اضطر 400,000 شخص إلى النزوح إلى مناطق مكتظة، دون إمكانية الحصول على الغذاء أو المياه النظيفة أو الرعاية الطبية.

وتتفشى المجاعة وينتشر المرض بلا رادع. والمخيمات المؤقتة مكتظة وتفتقر إلى شبكات الصرف الصحي وبدون وقود، وتتحمل العائلات ليالي قارسة البرودة دون أي شيء يحميها من البرد. وتواجه النساء الحوامل والأمهات والمواليد الجدد - الذين يعانون بالفعل من سوء التغذية الحاد - مخاطر مميتة.

ومع التدهور السريع للظروف المعيشية، تتزايد احتياجات الحماية بشكل حاد. ومع ذلك، يتم تفكيك أنظمة الدعم الأساسية.

وأغلق ما يقرب من ربع المساحات الآمنة التي تقدم الدعم النفسي والاجتماعي المنقذ للحياة والإحالات. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، دُمرت مدرسة دار الأرقم شرق غزة - التي تضم مساحة آمنة ومأوى يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان للعائلات النازحة - في غارة جوية.  وتتعرض الفتيات، وخاصة اليتيمات أو المنفصلات عن أسرهن، بشكل متزايد لخطر بالغ.

تواصل المنظمات التي تقودها النساء، بدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة وصندوق الأمم المتحدة للسكان، عملها وسط هذا الدمار. ومع ذلك، تتزايد التحديات التي تواجهها يومًا بعد يوم. في الأشهر الثمانية عشر الماضية، قُتل أو جُرح المئات من عمال الإغاثة. تُعد هذه الأعمال انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي. لا يمكن السماح باستمرار هذا الوضع ويجب إعادة فرض وقف إطلاق النار فورًا والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل. ويجب أن يصل الغذاء والدواء والوقود والإمدادات المنقذة للحياة إلى جميع المدنيين المحتاجين. ويجب إطلاق سراح الرهائن وجميع المعتقلين تعسفيًا فورًا ودون قيد أو شرط.

لا يمكن للعالم أن يغض الطرف عن النساء والفتيات اللواتي يُجوّعن ويُقصفن وتكمم أصواتهن. هؤلاء لسن فقط ضحايا، بل أرواح تُدمر في أماكن قيل لهن إنها توفر لهن الأمان. يجب احترام القانون الإنساني الدولي، ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكاته.

يجب حماية النساء والفتيات في غزة. ويجب صون حقوقهن وكرامتهن - دون قيد أو شرط، ودون استثناء.

الدكتور  معز دريد 
المدير الإقليمي بالنيابة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول

ليلى بكر 
المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية العربية