المنظمات النسائية اليمنية تتعلم وتتشارك الخبرات مع أقرانها في المنطقة

التاريخ:

السيدة حسيبة شنيف أثناء منافشة التحديات والتوصيات المتعلقة بمشاركة المرأة في العمليات السياسية خلال المؤتمر الوطني للنهوض بالمرأة في السياسة الذي تنظمه مؤسسة تنمية القيادات الشابة. الصورة: مؤسسة تنمية القيادات الشابة / أمين ناشر

تعاني اليمن، وهي أفقر دولة في المنطقة العربية، من حرب معقدة وأزمة إنسانية حيث أضاف الصراع مزيد من نقاط الضعف للنساء والفتيات وأدى إلى تفاقم التفاوتات القائمة على النوع الاجتماعي في البلاد، ففي عام 2019، احتلت اليمن المرتبة الثانية (151 من أصل 152 دولة) بالنسبة لتمكين المرأة السياسي على المستوى الوطني، وكذلك في المؤشرات المتعلقة بالنوع الاجتماعي الأخرى، مثل المشاركة الاقتصادية والتحصيل التعليمي والصحة والبقاء على قيد الحياة.

تمكنت النساء اليمنيات من الدخول في القيادة الاجتماعية من خلال العمل كأول مستجيبات وصانعات سلام غير رسمييات على المستوى المحلي وفرصة تمثيل للنساء أمام القادة الذكور، لكنهن لم يستطعن المشاركة في القيادة السياسية بسبب بعض الأفكار غير الدقيقة وهي أن المرأة ضعيفة عاطفيًا وغير قادرة على القيام بأدوار رسمية في صنع القرار في المجتمع.

في ظل هذه المعتقدات، تدعو مؤسسة تنمية القيادات الشابة، وهي منظمة يمنية تقودها النساء بدعم من الصندوق الاستئماني لهيئة الأمم المتحدة للمرأة للمساواة بين الجنسين، لعضوية المرأة وقيادتها في الحكومة، داخل المجالس المحلية والأحزاب الوطنية على حد سواء، وتستهدف السياسيين والقادة التقليديين وكذلك النشطاء والطلاب والقيادات الشبابية.

أسفرت جهود مؤسسة تنمية القيادات الشابة عن موافقة ستة من الأحزاب السياسية اليمنية السبعة على تعزيز عضوية المرأة وتشجيع النساء كقائدات والدفاع عن حقوق المرأة في جدول أعمال تلك الأحزاب حيث اعتمدت، ثلاثة من أصل سبعة أطراف، التغييرات الموصى بها على لوائحها. بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء شبكة "اليمنيات في السياسية" لتسهيل الاتصال والتنسيق بين الجهات الفاعلة السياسية التي تركز على النوع الاجتماعي.

في كانون الأول/ ديسمبر 2019، جمعت شبكة "اليمنيات في السياسية" بين المنظمات والشبكات النسائية من جميع أنحاء العالم العربي في عمان بالأردن لمناقشة استبعاد النساء من المؤسسات العامة والسياسية. أتاحت ورشة العمل التي استغرقت يومين مساحة للقائدات من النساء للمشاركة والتعلم وإنشاء تحالف إقليمي بهدف مشترك وهو تعزيز الحقوق السياسية للمرأة ومشاركتها وقيادتها، خاصة في الدول العربية التي تأثرت بالنزاع والصراع.

كانت من بين المنظمات المشاركة: شبكة عمل المجتمع المدني الدولي (آيكان) ومؤسسة نساء الأورو-متوسط وكرامة المرأة وشبكة السلام والأمن والمرأة في السياسة - المنطقة العربية وشبكة النساء العراقيات وشبكة اليمنيات في السياسة، فضلاً عن المنظمات الأخرى من الأردن.

ناقش الحاضرات والحاضرون الطرق المختلفة التي يمكن بها للمجتمع المدني والحركات الشعبية التي تقودها النساء تعزيز المشاركة السياسية للمرأة في الدول العربية وقام المشاركون والمشاركت بدراسة كيف يمكن للمنظمات الاستفادة من التحولات السياسية من خلال تفعيل أجندة المرأة والسلام والأمن وتحليل دراسات الحالة التي قدمت استراتيجيات مختلفة في بناء التحالفات، مثل قيادة النماذج وصياغة منصة للدعوة والتفكير على المدى الطويل لضمان شبكة مستدامة.

كان أحد أهم النتائج المستخلصة من دراسات الحالة، أن القيادة الفعالة تشمل تعبئة الفريق والشركاء حول رؤية مشتركة، بينما يساهم التواصل المفتوح والسهل بين أعضاء التحالف في الاستدامة. أظهرت النماذج المختلفة أيضًا أنه لا يوجد هيكل "مقاس واحد يناسب الجميع"؛ وبدلاً من ذلك، يجب على كل عضو أو عضوة في التحالف التفكير في تجارب الآخرين وتطوير هيكلهم الخاص لتناسب احتياجات الجميع.

مناقشات جماعية حول بناء التحالفات والاستراتيجية والإدارة والهيكل التنظيمي. الصورة: مؤسسة تنمية القيادات الشابة، اليمن / عمار القرطري

"خلال اليومين، أتيحت لي الفرصة لمقابلة العديد من الشبكات الأخرى التي تعمل في مجال المرأة في قضايا السياسة كما علمت أنه ليس من المستحيل التغلب على التحديات التي نواجهها وأنه لا يزال يتعين علينا التمسك بحقوق المرأة [في أوقات الأزمات]". جاء ذلك وفقًا لما قالتة السيدة حسيبة شنيف، عضوة في شبكة اليمنيات في السياسة.

شددت صفا راوية، مديرة مؤسسة تنمية القيادات الشابة، على صعوبة العمل في أوضاع تشغيلية تتسم بالضعف مما أدى إلى ضعف القدرات ومساحات العمل الضيقة: "يشكل العمل على قضايا المرأة بشكل عام والمرأة في السياسة تحديًا دائمًا، ويزداد الوضع صعوبًة في أوقات النزاع حيث أننا نكافح من أجل قضية أولوية بين زيادة عدد القضايا الأولويات".

أكدت رنا الحجيري، مديرة المشوع الإقليميي للصندوق الاستئماني لهيئة الأمم المتحدة للمرأة للمساواة بين الجنسين، على أهمية "دعوة الأحزاب السياسية والحكومات والمجالس المحلية وغيرها إلى القيام بدورها لتمكين النساء كقائدات في المؤسسات المحلية والوطنية".