فرصة ثانية في الحياة لأمل وأسرتها

مشروع ممول من قبل الحكومة اليابانية يدعم صمود اللاجئين والمجتمعات المضيفة في العراق

التاريخ:

بعد مواجهة الصراع والخسارة، تعيد أمل أحمد محمد، وهي أم لثلاثة أبناء من الحويجة، العراق، إعادة بناء حياتها. الصورة: جمعية نساء بغداد

كانت أمل محمد أحمد تعيش حياة هادئة في قرية حويجة في محافظة كركوك، الواقعة ما يقارب 238 شمال بغداد. قبل أقل من خمس سنوات، كانت هي وزوجها يعملان في الزراعة.

"لقد كانت حياة بسيطة وسعيدة" قالت أمل، البالغة من العمر 43 عاما. كانت سعادتها تكمن في رؤية أطفالها الثلاث يلعبون حولها وفي بساطة الحياة في القرية.

"في ذلك الوقت، كان الناس يشعرون بالغنى، ليس بسبب النقود، بل بسبب طيبتهم".

تلك الأوقات الجيدة لأمل والآخرين في قريتها إنتهت مع وصول عصابة داعش، او ما يسمى بالدولة الأسلامية، إلى منطقتها.

ولا تذكر أمل التي أنهت دراستها الأساسية في القرية تاريخ وصول تلك الجماعة الإرهابية الى قريتها، لكنها بالتأكيد تعرف بأنها اللحظة التي تغيرت فيها حياتها إلى الأبد.

وقد سيطرت تلك الجماعة الإرهابية التي إعلنت نفسها خلافة إسلامية على أجزاء كبيرة من العراق انتهت بهزيمتها سنة 2017. وقد شهدت فترة إحتلالها دمارا شديدا وسفكا هائلا للدماء. وقد إستنتجت الأمم المتحدة بإن هذه العصابة إرتكبت جرائم دولية وخروقات شنيعة لحقوق الإنسان في المناطق التي احتلتها.

وقد كانت قرية أمل في إحدى هذه المناطق.

"حين وصلت قوات داعش، دمرت كل شيء جميل لدينا. لقد أصبحنا نعيش في خوف" قالت أمل.

"لقد أصبحنا نعيش على الدوام في خوف من داعش ومن القصف. توفي أحد الجيران بسبب هذا القصف".

شهدت أمل عدة عمليات قتل لأفراد من منطقتها من قبل قوات داعش. وشهدت أيضا وفاة آخرين بسبب نقص مياه الشرب.

نقص المياه هذا أثر على الصحة العامة وكافة مناحي الحياة.

"لقد تحول ردائي الملون إلى اللون الأسود (بسبب نقص المياه للشرب وللغسيل). لقد كان كما لو كان هذا الرداء يفضح الإحساس في داخلي” قالت أمل.

"كان إحساسي بالإكتئاب يزداد يوما بعد يوم. كنت ألاحظ إختفاء البسمات عن وجه زوجي وأطفالي. في أحد الأيام، إستيقظت بقرار أن على هذا الكابوس أن ينتهي."

قامت أمل بعدها بإقناع زوجها بمغادرة القرية. وفعلا غادرت الأسرة القرية تاركة خلفها كافة ممتلكاتها. وبهربها، واجهت الأسرة خطر أن يمسك بها مقاتلو داعش بالإضافة إلى إحتمال أن يتم إعتقالهم من قبل الجيش نظرا لعبورهم من مناطق تسيطر عليها جماعة إرهابية.

واصلت أمل وأسرتها الطريق حتى وصولهم مخيم ليليان في محافظة كركوك. وأخيرا أصبحت الأسرة بأمان مع وصولها المخيم، لكن ذلك لم يعني انتهاء معاناتها.

"كانت الحياة في المخيم صعبة نظرا لعدم إمتلاكنا لأية نقود. لقد اضطررت لإرسال أطفالي لبيع إشياء مختلفة في الشوارع. لقد كنت قلقة عليهم. غالبا ما كانوا يعودون باكين لأن الناس كانوا يستغلونهم أو يسخرون منهم."

لقد كان من الصعب على أمل أن ترى البؤس على وجوه أطفالها بينما هي وزوجها غير قادرين على فعل أي شيء لمساعدتهم.

في تلك الفترة علم فريق منظمة تمكين المرأة بوضع أمل البائس وقاموا بالتواصل معها لبحث إمكانية مساعدتها.

"في تلك اللحظة، بدأت الحياة في التغير نحو الأفضل" قالت أمل.

شاركت أمل في دورة لتطوير مهارات الأعمال وتلقت منحة صغيرة لإطلاق مشروع من قبل هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالشراكة مع مشروع "قيادة المرأة وتمكينها وإتاحة فرص الوصول لها وحمايتها في الإستجابة للأزمات"، أو مشروع "ليب".

ويهدف المشروع الممول من قبل الحكومة اليابانية إلى تقوية صمود اللاجئين والمجتمعات المضيفة عن طريق تقديم خدمات عاجلة وضرورية لنساء متأثرات بنزاعات.

وقد كانت أمل واحدة من 80 امرأة حصلن على مثل هذه المساعدات من مشروع "ليب" خلال السنة الماضية، متلقيات فرص تدريب على مهارات إدارة الأعمال ومنح لإطلاق مشاريع مدرة للدخل.

"لقد كنت سعيدة جدا. بدأت مشروعي بإفتتاح محل بقالة صغير" قالت أمل، معبرة عن ثقتها بأنها سوف تتغلب على التحديات التي تواجهها، بما فيها نظرة بعض الناس بأن النساء لا يستطعن العمل أو إمتلاك الأعمال.

"أستمر في ممارسة عملي رغم أن الناس في المخيم لا يتقبلون فكرة أن بإمكان النساء الحصول على فرصهن في الحياة من خلال العمل لتوفير دخل".

"هذا المشروع أنجدني ,انقذ أطفالي من المتنمرين. أنا الآن أسعد وأكثر إيجابية من ذي قبل" تقول أمل في تلخيص تجربتها مع "ليب".