دعم تعليم الفتيات في العراق: " الآن يمكنها أن تكتب اسمها بكل فخر"
التاريخ:
عندما وصل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) إلى قريتها، اضطرت هي وعائلتها للرحيل عن منزلهم وللبحث عن ملاذ آمن بقرية سيجي في محافظة دهوك.
والآن تعيش شيرين في منزل صغير مع والديها وأشقائها وشقيقاتها السبعة وتكافح عائلتها لكسب لقمة عيش؛ فوالديها مريضان وليس لديهم أي مصدر للدخل.
تشارك شيرين شقيقاتها الأعمال المنزلية، ولم تسنح لها فرصة الذهاب إلى المدرسة لأن مجتمعها يعطي الأولوية لتعليم الفتية. إن مشاهدة شقيقها يقوم بواجبه المدرسي دائمًا جعلها تحلم بالذهاب إلى المدرسة مثله بيد أنه تعين عليها البقاء في المنزل والقيام بالأعمال المنزلية.
لسوء الحظ، شيرين ليست الوحيدة التي تملك قصة كتلك، فالعديد من الفتيات الأخريات في العراق محرومات من حقهن في التعليم فوفقًا لمنظمة اليونسكو، فإن 26.4٪ من النساء العراقيات أميات، ويُعتقد أن النسبة أكبر في المناطق الريفية حتى إنها قد تصل إلى 50%.
تتفاقم التحديات الاجتماعية والاقتصادية لحماية حق الفتيات في التعليم في بعض المجتمعات بسبب انعدام الأمن الذي ابتلي به البلد، مما يجبر العديد من الأسر على إبقاء بناتها في المنزل.
ولما أن العراق قد شرع في إعادة بناء البلد وتحسين رفاه مواطنيه، فإنه لا بد ألا يغفل الحاجة إلى معالجة مسألة المساواة بين الجنسين، ليس فقط لوصفها كحق أساسي من حقوق الإنسان، ولكن أيضًا كشرط أساسي لتحقيق الرخاء والسلام وذلك وفقًا لأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة حيث يبرز الهدف 5 على وجه الخصوص الحاجة إلى تزويد النساء والفتيات بفرص متساوية للحصول على التعليم من أجل رعاية الاقتصادات المستدامة والمجتمعات السلمية.
هذا هو السبب وراء تصميم جمعية نساء بغداد على مساعدة الفتيات والنساء على اللحاق بسنوات التعليم التي قد حرمن منها تلك الفتيات وذلك من خلال تقديم دروس محو الأمية في مركزهن في "دهوك" وتدعم هيئة الأمم المتحدة للمرأة هذه الدورة وتحظى على تمويل سخي من "الصندوق الاستئماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي استجابة للأزمة السورية" (صندوق "مدد" التابع للاتحاد الأوروبي) من خلال برنامج "تعزيز قدرة النساء والفتيات السوريات والمجتمعات المضيفة في العراق" ويهدف برنامج "مدد" إلى تمكين النساء والفتيات من خلال تزويدهن بالمهارات الحياتية والدعم اللازم.
عندما علمت شيرين بشأن الدورة، شعرت بحماس كبير للانضمام، فحملت كتبها وأقلامها وذهبت إلى الفصل لتحول حلمها في الدراسة، مثل أخيها، إلى حقيقة.
شعرت شيرين في بادئ الأمر بخوف ويديها ترتعش عند حملها القلم الرصاص ولكن مع المتابعة اللازمة وتشجيع معلميها، بدأت شيرين في كتابة الأحرف ثم تمكنت بكل فخر من كتابة اسمها الكامل.
ووفقا لأحد معلميها "في البداية، كانت شيرين خجولة للغاية لأنه لم يسبق لها الذهاب إلى المدرسة ولكن مع تشجيعنا لها، اكتسبت الثقة والآن هي متحمسة للتعلم "واستطردت حديثها قائلة "لن أنسى أبدا عندما أخبرتني كيف ينبض قلبها بسرعة كبيرة عندما حملت القلم في يديها لأول مرة."
لا تزال شيرين إلى جانب ثلاثين فتاة وامرأة أخريات مصممات على اللحاق بحقهن في التعلم بحيث يتعلمن كيفية القراءة والكتابة في المركز وعلى الرغم من أنها قد تبدو هذه الخطوة صغيرة، إلا أنه بالنسبة إلى شيرين والعديد مثلها، هذه خطوة كبيرة نحو التمكين وهي تأمل في مواصلة تعليمها والمساعدة في تخفيف معاناة أسرتها.
يحظى البرنامج الإقليمي " تعزيز قدرة النساء والفتيات السوريات والمجتمعات المضيفة في تركيا والأردن والعراق" على تمويل من " الصندوق الاستئماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي للاستجابة للأزمة السورية (صندوق مدد)