خمسة أسئلة: "ينبغي على الرجال أن يؤمنوا بقدرة المرأة على إحداث تغيير في المجتمع"

التاريخ:

د. موضي عبد العزيز الحمود، واحدة من أوائل الوزيرات في الكويت، الصورة: مركز دراسات وأبحاث المرأة.

د. موضي عبد العزيز الحمود مدافعة عن حقوق المرأة من الكويت، وهي واحدة من أوائل النساء اللائي تولين مناصب وزارية في بلدها، كوزيرة دولة للإسكان والتخطيط في بادئ الأمر ثم كوزيرة للتعليم والتعليم العالي فيما بعد، كما شغلت منصب رئيسة الجامعة العربية المفتوحة وعميدة كلية الإدارة في جامعة الكويت. وشاركت الدكتورة موضي في المؤتمر السنوي حول المرأة والقيادة الذي نظمه مركز دراسات وأبحاث المرأة في جامعة الكويت بالشراكة مع الأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الكويت والمكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة للدول العربية.

  1. 1. كيف كانت تجربتك كواحدة من أوائل النساء الكويتيات اللائي شغلن منصبًا قياديًا في البلاد؟

كنت نشطة جدًا في الحركة النسائية منذ حصولي على الدكتوراه في الثمانينات، فكانت هناك حركة نسائية ضخمة وكنا نقوم بحملات من أجل حقوق المرأة وحقوق العمل والمشاركة السياسية وكنت أعرف ما أردت تحقيقه للمرأة الكويتية وقد حصلت أيضًا على دعم كبير من زملائي من الرجال في الجامعة؛ كنا فقط امرأتين داخل أعضاء هيئة التدريس في كلية إدارة الأعمال في ذلك الوقت، وفي وقت لاحق، حصلت على دعم من زملائي من الرجال ايضًا في الحكومة، وكان لدي عدد من المرشدين من الرجال الذين دعموني في حياتي المهنية وحاولت العمل بجد من أجل حقوقي كامرأة ولحياتي المهنية ولحسن الحظ نجحت.

  1. 2. من وجهة نظرك، ما هي التحديات الرئيسية التي تواجه النساء والفتيات للوصول إلى أدوار القيادة؟

التحدي الأول لأي امرأة هو أنه يتعين علينا خلق توازن بين حياتنا الشخصية وحياتنا المهنية، فأنا زوجة وأم لخمسة أطفال؛ يجب أن أحافظ على عائلتي وأن أحافظ على حياتي المهنية وهذا التوازن صعب للغاية، التحدي الثاني هو القبول الاجتماعي للمرأة التي تعمل في مناصب السلطة وهذا ليس أمرًا سهلًا، عندما كنت أروج لحقوق المرأة، اضطررت للمشاركة في المناقشات والمقابلات التلفزيونية والمحاضرات العامة وكان معظم المشاركين من الرجال وظنوا في بعض الأحيان أنني كنت ضد المعايير الاجتماعية أو أحاول كسر الحدود؛ بينما في الحقيقة كنت فقط أطالب بحقوقنا في المجتمع ومع مرور الوقت بدأوا أن يتقبلوا ذلك. التحدي الثالث هو أنه يجب عليك إقناع زملائك وموظفيك بأنكِ ستكونين مديرة جيدة، عليكِ أن تثبتي نفسكِ وللآخرين أن لديكِ القدرة اللازمة، وأخيرًا، أمامنا تحدٍ إضافي، حيث أنه من الصعب للغاية كامرأة التواصل مع الرجال، لا سيما وفقًا لطرق التواصل المعتادة في هذا المجتمع، عليكِ أن تجدي طرقًا بديلة للتواصل مع الناس ومع الرجال والموظفين، فكان النهج الذي أتبعه هو كتابة عمود أسبوعي في صحيفة وطنية.

  1. 3. كيف تغير وضع المرأة في الكويت في العقد الماضي؟

من أهم المعالم التي حققتها المرأة الكويتية في السنوات الأخيرة هي اكتساب الحقوق السياسية الكاملة، بالإضافة إلى ذلك، زيادة النسبة المئوية لمشاركة المرأة في القوة العاملة، كما شهدنا زيادة في مشاركة المرأة في وظائف الإدارة وصنع القرار في القطاع الخاص والحكومة، هذا هو التغيير الاجتماعي الذي يحتاج إلى الوقت والوعي، فعلى سبيل المثال، عندما توليت منصبي في وزارة التعليم، حرصت أن يكون هناك عدد أكبر من الفتيات الكويتيات اللائي يحصلن على منح دراسية للدراسة في الخارج، وقد ساهم هذا في تغير المجتمع.

  1. 4. من حيث السياسة، ما التغيير الذي ترغبين رؤيته للنساء والفتيات في الكويت؟

ما زلنا بحاجة إلى دعم حكومي للنساء، أود أن أرى أكثر من عضوة واحدة في البرلمان وأكثر من وزيرتين في مجلس الوزراء، علينا أن نضغط أكثر على صانعي القرار لدينا لتشجيع وصول المرأة إلى مناصب أعلى في إدارة الدولة، ولا يزال لدينا الكثير من العمل للقيام به في مجال التشريعات، على سبيل المثال، اعتماد قانون الجنسية للسماح للمرأة بنقل جنسيتها إلى أطفالها والقوانين لتحسين حصول المرأة على الأراضي والقروض.

  1. 5. كيف يمكننا إشراك الرجال لدعم تمكين المرأة في الكويت؟

الكثير من الأشياء التي حققتُها طوال حياتي كانت ممكنة جزئيًا بفضل دعم مختلف من الرجال في حياتي، ابتداءً من أبي ثم زوجي لاحقًا وزملائي الرجال في الجامعة وفي النهاية زملائي في الحكومة وأود أن أرى هذا النوع من التدريب لجميع الإناث المؤهلات في البلاد حيث يمكن للرجال أن يلعبوا دورًا كبيرًا في دعم النساء للوصول إلى المناصب القيادية وتمكينهن ويتعين على القادة الذكور تعزيز تكافؤ الفرص وعليهم أن يؤمنوا بقدرات المرأة على إحداث تغيير في المجتمع ودعمهن لتحقيق أهدافهن.