خمسة أسئلة: "أصبح القضاء على الإتجار بالبشر مهمة حياتي"

التاريخ:

رشا حفار، أسست منظمة "Not 4 Trade" وتتولى رئاستها، وهي منظمة غير حكومية تعمل على منع الاتجار بالبشر في تونس. الصورة: الأمم المتحدة للمرأة/ عماد كريم

تعد رشا ناشطة نسوية في مجال حقوق المرأة حيث حصلت على عدة جوائز في هذا المجال وقامت بتأسيس منظمة "Not 4 Trade" كما أنها تتولى رئاستها، وهي أول منظمة غير حكومية لمكافحة الاتجار بالبشر في تونس والتحقت رشا أيضًا ببرنامج فولبرايت بجامعة كنتاكي، وهي صحافية وأستاذة جامعية تُدرس مهارات التحدث أمام الجمهور والتواصل المهني، ليس هذا فحسب بل رشا أيضًا مدربة دولية معتمدة في مجال الاتجار بالبشر، فهي تشعر بشغف شديد إزاء مكافحته والتصدي لكافة أشكال الرق المعاصرة وكعضوة في أجورا الابتكار في قضايا النوع الاجتماعي التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، حضرت رشا مؤخرًا ورشة العمل الإقليمية للشباب حول إنهاء العنف ضد النساء والفتيات في الدول العربية التي حظت على دعم سخي من حكومة اليابان.

كيف انخرطتِ في مجال مكافحة الاتجار بالبشر؟

عندما كنت أبلغ من العمر 18 عامًا، كنت على وشك أن اتورط في الاشتغال في الجنس في إنجلترا وهي الدولة التي خططتُ لاستكمال دراستي فيها في بادئ الأمر؛ كنت أبحث عن وظائف كمجالسة الأطفال لتوفير لقمة عيشي بنفسي، وبدأت أتلقى عروض التوظيف عبر الإنترنت وعندما طلبت التحدث مع "العائلات"، تم رفض طلبي فانتابتني الريبة واستطردت البحث عن وظائف مجالسة الأطفال عبر الإنترنت من جديد وحينها أدركت أنها فخ. كنت محظوظة لتمكني من الهروب من براثن الاتجار بالبشر ومرت سنوات، ونسيت هذا الحادث، لكن في أحد الأيام عندما كنت أقوم بإجراء بحث في دورة الماجستير في حقوق الإنسان، قابلت إحدى الناجيات النيجيريات اللائي تم المتاجرة بهن لمدة 10 سنوات، فبدا الأمر واضحًا لي، أدركت كم كنت محظوظة، وشعرت أنني يجب أن أفعل شيئًا؛ فأمضيت عاماً أبحث في موضوع الاتجار بالنساء في تونس وأدركت أنه لا توجد منظمات متخصصة تتعامل مع قضية الاتجار لذلك، قررت أن أتولى زمام الأمور وأن أقوم بتغيير ذلك فأردت التأكد من سماع كل فتاة وامرأة وإتاحة الفرصة لها للهروب من الاتجار أو لاستعادة حياتها إذا تم الاتجار بها، قد أصبح ذلك مهمة حياتي؛ وأنا كلي إيمان ويقين بأهمية إنقاذ الأرواح.

كيف تعملين على مكافحة الاتجار بالبشر في تونس؟

لقد عملت بلا كلل على مكافحة الاتجار بالبشر من خلال منظمتي غير الحكومية "Not 4 trade" (لسنا للاتجار) ويشمل عملنا 4 محاور وهم؛ الوقاية والحماية والملاحقة القضائية والشراكات فلقد ركزنا حتى الآن على الوقاية وذلك من خلال التعليم والتوعية من خلال تدريب مختلف أصحاب المصلحة في هذا المجال بما يتضمنه ذلك من وسائل الإعلام المتعددة ومنظمات المجتمع المدني والقطاعات الأخرى، كما أنه قمنا بتنظيم أكثر من 20 حدث بما في ذلك تدريب الصحفيين في ست مدن مختلفة، بالإضافة إلى ذلك نقوم بإنشاء منصة عبر الإنترنت تتصل بتطبيق جوال تُمكن الأشخاص من الإبلاغ عن حالات الاتجار عبر الإنترنت، ونحن ندرب مجموعة من المحامين والمحاميات على رفع هذه القضايا إلى المحكمة وقد عقدنا العزم على أن نتحرك نحو الحماية والملاحقة القضائية بعد أن يتم تدريب الخبراء وإعداد مركز للخدمات وفي عام 2017، قمنا بتدريب 19 مدربًا ومدربة وأطلقنا حركة وطنية للقيادات الشبابية ضد الاتجار بالبشر وكان التدريب على الجوانب المختلفة المتعلقة بالجريمة بما في ذلك القوانين والتعاون وكيفية تحديد الضحايا المحتملة والإبلاغ والتواصل لمرة أولى مع الناجيات وأشكال الاتجار المختلفة.

ما هي التحديات أمام إنهاء العنف ضد النساء والفتيات في منطقة الدول العربية؟

 في بعض الحالات، تشكل التحديات عدم رغبة القادة في النظر إلى وتغييرات جديدة وجهات نظر في النظام لتحقيق المساواة وإنهاء العنف ضد النساء والفتيات وتُكمن تحديات أخرى في الممارسات الثقافية التقليدية التي تدفع الناس إلى الاعتقاد بأن المرأة أقل شأنًا والتي تمنح الرجال السيطرة والتفوق العنصري على النساء والتي أسفرت عن خضوع النساء لجميع أنواع العنف النفسي واللفظي والجسدي والزوجي والعائلي والاقتصادي.

ما هي الإجراءات والتدابير التي تعتقدين أنها بحاجة إلى أن تكون أولوية لإنهاء العنف ضد المرأة في المنطقة؟

أعتقد أنه ينبغي إعطاء الأولوية لتدبيرين رئيسيين من أجل إنهاء العنف ضد المرأة وهما التعليم وإنفاذ الأطر القانونية فعالة؛ فمن خلال التعليم النظامي وغير النظامي، يمكن للبلدان تغيير عقلية الطلاب وبناء جيل جديد من الأطفال الذين يؤمنون بالمساواة من سن مبكرة ويمكن استخدام التعليم أيضًا في تغيير الصور النمطية للنوع الاجتماعي وتدريب الإعلاميين على القيام بتغطية أكثر مراعاة للنوع الاجتماعي، أما الأطر القانونية، يجب على الدول أن تعمل بجد أكبر على إصدار قوانين تراعي النوع الاجتماعي وتنهي جميع أنواع العنف ضد النساء والفتيات ويجب أيضًا التأكد من توفير آليات لتنفيذ هذه القوانين، فلن تكون القوانين فعالة إذا لم يتم تنفيذها.

ما هو دور القيادات الشبابية حسبما تعتقدين في إنهاء العنف ضد النساء والفتيات؟

يتمتع الشباب بالقدرة على تحقيق التغيير الذي نطمح إليه جميعًا، فعندما يتعلق الأمر بإنهاء العنف ضد المرأة، يصبح من المهم جدًا أن يشارك الشباب والشابات في جميع جوانب اتخاذ القرار وتنفيذها؛ فيتمتع القيادات الشبابية بالطاقة والشغف والرؤية والتفكير الإبداعي اللازمين لإحداث تغيير حقيقي في كل جانب من نواح الحياة بما في ذلك التعليم والسياسات والشراكات والقوانين والنشاط المدني.