كيف تصبحين سيدة أعمال حقيقية

التاريخ:

ابتسام جابر تقوم بجمع ثمار السماق لاستخدامها في المنتجات التي تبيعها. الصورة: مقدمة من جمعية تنظيم الأسرة في لبنان للعمل على التنمية وتمكين الأسرة/ محمد فواز.

في البداية، كانت ابتسام جابر، البالغة من العمر 46 عامًا وأم لسبعة أطفال، مترددة في الانضمام إلى الجمعية التعاونية الزراعية التي أنشئت حديثًا في قريتها. حيث لم يُعجَب زوجها بفكرة عملها خارج المنزل ومنَعها في البداية من أن تصبح عضوةً في الجمعية.

في المجتمعات الريفية في جنوب لبنان، ترى الأعراف الاجتماعية السائدة أن الرجل هو العائل الرئيسي للأسرة. تتحمل المرأة مسؤولية تربية الأطفال، والمهام المنزلية وغيرها من أشكال العمل غير المأجور. إن هذه العوامل، إلى جانب محدودية فرص الحصول على الائتمان المالي، والتعليم المهني، والقيادة المحلية، تعوق بشكل كبير سيطرة النساء على مواردهن الاقتصادية.

ومع ذلك، كانت ابتسام حريصة على المساهمة في دخل أسرتها، خاصةً بعد سماع قصص صديقاتها عن النمو في بيئة تقودها المرأة. بعد بعض الإقناع، وافق زوجها على السماح لها بالانضمام إلى الجمعية التعاونية التي نظمتها جمعية تنظيم الأسرة في لبنان للعمل على التنمية وتمكين الأسرة (LFPADE)، وهي جمعية ممولة بمنح من صندوق المساواة بين الجنسين (FGE). وسرعان ما تعلمت ابتسام إعداد وحفظ المنتجات الغذائية بتغليف جذاب، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لترويج منتجاتها للبيع.

تقوم جمعية تنظيم الأسرة في لبنان للعمل على التنمية وتمكين الأسرة (LFPADE) بتدريب النساء الريفيات مثل ابتسام لإنتاج الأطعمة اللبنانية التقليدية وابتكارها ووسمها بعلامات تجارية وتسويقها. يسمح خط المنتجات الغذائية الزراعية الناشئ من أربع تعاونيات للنساء حديثة الإنشاء، المعروف باسم نسوة، ببيعن منتجاتهن إلى الأسواق الوطنية والإقليمية في ظل نموذج أعمال تنافسي و إطار تعاوني موحد.

حتى الآن، ساعد المشروع 300 امرأة على الانتقال من كونهن مُنتِجات صغيرات يعملن في المنزل إلى رائدات أعمال على نطاق واسع، يتمتعن بتنافسية في السوق. "لقد بعت منتجاتي هذا العام في معرض مشهور جداً للأغذية الزراعية في بيروت"، صاحت ابتسام: "كنت استيقظ كل صباح وأرسل أطفالي إلى المدرسة، ثُم أسافر إلى بيروت - كسيدة أعمال حقيقية!"

وقد حققت منتجاتها إيرادات بلغت 4,000 دولار أمريكي. قالت ابتسام "لم أتخيل أبداً في حياتي أنني سأربح الكثير من المال" وأضافت "عندما اعتدت البيع فقط من المنزل، كنت أحصل على 200 دولار أمريكي في الأسبوع."

لقد سمحت لها مدخراتها بالاستثمار في مواد إنتاج جديدة، ودفع الرسوم المدرسية لأطفالها، وتغطية النفقات اليومية الأخرى.

يمكن أن تشير ابتسام أيضًا إلى التغيرات في ديناميات الأسرة في بيتها "لقد تحسنت العلاقات ,والمفاهيم المتعلقة بالنوع الإجتماعي". وأصبح زوجي أكثر مرونة." تقول ابتسام، "والآن، ها هي إحدى بناتي تقتفي أثري وتريد أن تصبح عضوةً في الجمعية التعاونية كذلك!"

كل هذه المكاسب شجعت ابتسام على مساعدة النساء الأخريات من خلال تدريبهن كرائدات أعمال زراعيات. وهي تقوم بتدريس التقنيات المشهورة لإنتاج الزيتون المخلل والمولاس والمربات، وتعمل لدى جمعية أخرى مموّل صندوق المساواة بين الجنسين (FGE) أحد برامجه، وهي مؤسسة عامل.