على لسان جويس عزام: "أريد أن ألهم النساء والفتيات على متابعة أحلامهن واكتشاف إمكاناتهن"

التاريخ:

جويس عزام وهي تحمل العلم اللبناني على قمة جبل إيفرست. الصورة: ايليا سيكالي

حققت متسلقة الجبال جويس عزام إنجازًا غير مسبوق كونها أول امرأة لبنانية تتسلق أعلى جبل إيفرست وهو أعلى الجبال في القارات السبعة، وهذا الإنجاز معروف أيضًا بأسم تحدي القمم السبع. من خلال نجاحها في الوصول إلى أعلى قمة جبل إفرست الجليدية، الذي يبلغ ارتفاعه 8848 مترًا، أصبحت البطلة مثالًا يُحتذى به في الشجاعة والتحمل لجميع النساء والفتيات في بلدها الأم، لبنان، وفي الخارج أيضًا وتم تعيينها سفيرةً لوزارة الدولة لشؤون التمكين الاقتصادي للنساء والشباب لعام 2019 وهي وزارة شريكة رئيسة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان. من خلال جميع الإنجازات التي حققتها جويس، أصبحت فتاة مُلهمة لجميع النساء والفتيات ليطمحن للأفضل ويتمسكن بأحلامهن وتحدي أنفسهن. وبعد عودتها من رحلتها في الصعود، تحدثت جويس مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة عن رحلتها المُلهمة.

قالت جويس: " لقد ولدت مع متلازمة فرط الحركة، وهي حالة قد يتعرض إليها البعض وتتسم بسهولة حركة المفاصل عن مداها الطبيعي مع بعض الأعراض الأخرى التي تشمل ألم في الركبتين والأصابع والوركين والمرفقين. كوني فتاة صغيرة في ذلك الوقت، لم أتمكن من ممارسة الرياضة ولكن في سن 12 أو 13 عامًا، علمني اخي جورج كيف يمكنني ممارسة التمارين الرياضية لتقوية عضلاتي ومنذ ذلك الوقت، غيرت الرياضة شكل حياتي. نظرًا لحالتي وكوني طفلة لم أتمكن من الوقوف مثل جميع الأطفال لأن ركبتي ستعود إلى الخلف، تعرضتٌ للتنمر في المدرسة ولم أستطع الركض لأكثر من 100 متر لأن الركض كثيرًا له بعض الأضرار على ركبتي. عندما أكملت للمرة الأولى الركض لمسافة خمسة كيلومترات بعد حوالي سنة من التدريب، كان ذلك بمثابة إنجازًا كبيرًا لي! فقد ساعدتني الرياضة في التغلب على التحديات الجسدية والنفسية.

كطالبة هندسة في الجامعة اللبنانية في بيروت، لم أتمكن من ممارسة الرياضة بسبب جدولي المزحم وبسبب قلة الأنشطة الرياضية في الكلية. عندما بلغت سن الحادي والعشرون، ذهبت في أول رحلة سير جبلي لي مع بعض الأصدقاء وكان الأمر شاقًا بسبب مشكلة المفاصل لكني أحببت الطبيعة فعلى الرغم من كل التحديات، فإنني في نهاية كل أسبوع، كنت أقوم بالتنزه أو ممارسة رياضة تسلق الصخور أو ريادة الكهوف في لبنان.

في أيار/مايو 2006، وقفت على قمة القرنة السوداء في لبنان، أعلى قمة في لبنان، كان الأمر صعبًا ولكن الشعور بالإنجاز كان مذهلاً ومن بعدها أصبحت أحب تسلق الجبال. في عام 2009، حصلت على منحة الحصول على درجة الماجستير وذهبت إلى إيطاليا وأقتربت المسافة بيني وبين جبال الألب. عشت في أوروبا حوالي سبع سنوات وحصلت على درجة الدكتوراه وفي عام 2012، قررت تسلق قمم الجبال السبعة.

واجهت العديد من التحديات بصفتي متسلقة لبنانية خاصًا بعد أن قررت تسلق قمم الجبال السبعة. واجهت لسنوات طويلة الكثير من المقاومة من والدي والناس من حولي حيث ظنوا أنني كنت أضيع وقتي وكان أكبر تحدي واجهني هو إقناع الرعاة بالإيمان بموهبتي وتمويلي، فبصفتي رياضية، في لبنان، من الصعب الحصول على التمويل وما زلت أدفع مقابل التدريب والمعدات الخاصة بي ولكنني أؤمن أيضًا بالتغيير.

قد ساعدني الحصول على الدعم من المؤسسات الحكومية والوزراء كثيرًا حيث قابلت رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، فإن إيمانه بحلم فتاة رياضية شابة قد لفت انتباهي كثيرًا وبعد 12 شهرًا من البحث والانتظار، وجدت من يدعم رحلتي في تسلق القمتين الأخيرتين وهم فينسون وإيفرست.

كانت رحلتي الأخيرة إلى جبل إفرست سحرية! بخلاف تسلقي أطول جبل في العالم، فقد حققت حلمًا طال إنتظارة لمدته 6 سنوات ونصف! شعرت، عندما وصلت إلى اعلى قمة جبل في العالم، أن الوقت قد توقف في تلك اللحظة وكنت سعيدة وفخورة برفع العلم اللبناني الذي كان موقع من قبل كلًا من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء اللبناني. في تلك اللحظة، شعرت أن جميع الشعب اللبناني كان يرافقني ويدعمني وبعد التقاط بعض الصور ومقاطع الفيديو والاستمتاع بالمنظر السحري من الأعلى، على ارتفاع 8848 مترًا، كنت مستعدة ذهنياً للهبوط إلى المعسكر 4 على ارتفاع 7،900 متر. كنت أقول لنفسي " إن نجاح تسلقكِ يكمن في نجاح وصولكِ إلي المعسكر بأمان." وأكملت قائلة: "لقد استغرقني يومين للوصول إلى معسكر إفرست بأمان واستغرقت رحلتي كلها حوالي 55 يوما لإنجاز هذا الحلم."

لقد منحني هذا الإنجاز صوتًا وأريد أن أكون مصدر إلهام لجميع النساء والفتيات اللبنانيات الأخريات لمتابعة أحلامهن واكتشاف إمكاناتهن، فمن خلال التخطيط الجيد والعمل الجاد، يمكنهن تحقيق أي هدف لديهن وأخيرًا أود أن أقول لهن أن يكونوا مخلصات تجاة تحقيح أحلامهن."