على لسان نور عمر: "قمت بتضميد جراح الحرب وأشعر بثقة أكبر تجاه مستقبلي"

التاريخ:

نشرت هذه المقالة لأول مرة على موقع هيئة الأمم المتحدة للمرأة بأوروبا وآسيا الوسطى

نور عمر*، إحدى المستفيدات بمركز صدى للمرأة، غازي عنتاب، تركيا. الصورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة /سينيم أيدين لوبيز

يقوم مركز صدى لتمكين المرأة والتضامن بتزويد خدمات الإحالة اللازمة للاجئات، مثل نور عمر، والنساء المحليات في غازي عنتاب، تركيا، بالمهارات المعيشية والدعم النفسي والاجتماعي ويمد المركز، الذي أنشأته هيئة الأمم المتحدة للمرأة، يد المساعدة إلى نساء مثل نور حيث يقوم بتعليمهن مهارات جديدة ويساعدهن على استهلال مستقبل أكثر إشراقًا حيث يُدار المركز بالشراكة مع منظمة العمل الدولية وجمعية التضامن مع طالبي اللجوء والمهاجرين وبلدية غازي عنتاب، بمساهمة مالية من الصندوق الاستئماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي استجابةً للأزمة السورية (صندوق مدد) وحكومة اليابان.

كنت أشعر بالقلق على سلامة أطفالي الستة، ففررت الحرب في سوريا إلى غازي عنتاب في عام 2014 وعلى الرغم من أن زوجي كان يعمل بالفعل في تركيا منذ عامين، إلا أنني كنت قلقة لأنني لم أعرف أحدًا هنا ولم أكن أتحدث التركية لكنه تمكن من إقناعنا.

في البداية، كنا نعيش في غرفة في المصنع الذي يعمل به زوجي، شعرت وكأني حبيسة هناك لأن جميع الموظفين كانوا رجالًا فلم أستطع مغادرة الغرفة أثناء النهار، ولا حتى لكي أذهب إلى المرحاض.

سمعت أن صالون التجميل الذي كنت أعمل فيه تعرض للقصف، فلم يتبق لنا شيء في حلب، يجب ألا يفترق الشخص عن وطنه، لكن إذا لم يتغير شيء في بلدي، لا يمكنني العودة إلى هناك لذلك، أردت أن أجد وظيفة وبيتًا حتى أحصل على مكان مناسب للعيش فيهما طويلًا هنا.

في النهاية، استأجرنا الطابق الأرضي لمنزل يتألف من طابقين، كان منزلنا في حلب جنة مقارنة بمنزلنا الجديد، لكننا حولنا هذا المنزل إلى جنة تسود الطيبة فيها لأننا، على الأقل، كنا أحرارًا وفي سلام.

وقد واجهت الكثير من المتاعب في بادئ الأمر لأنني لم أفهم اللغة التركية، لكن ساعدني جيراننا كثيرًا وبعد ذلك، سمعت أنا وصديقاتي السوريات عن مركز صدى لتمكين المرأة والتضامن معها وذهبنا إلى هناك سويًا.

وحضرتُ دورة عن تصفيف الشعر وحصلتُ على شهادة بذلك في مركز صدى وفي الآونة الأخيرة، حضرت دروس كمبيوتر؛ لم أكن أعرف أي شيء عن أجهزة الكمبيوتر من قبل، لكن الآن يمكنني كتابة اللغة التركية حتى بسهولة على الكمبيوتر واشتركت أيضًا في دورة الطبخ، فأنا أتعلم بكل حماس أشياء جديدة وحضرت دورات جديدة.

لقد ساعدني مركز صدى على بدء حياة جديدة وأود أن أقول إن المركز هو عائلتي حيث أشعر أن لدي العديد من الأخوات هنا فعندما أتيت من سوريا، كنت قلقة طوال الوقت وكنت أشعر بالاكتئاب ولم أرغب في مصادقة أي أحد لكنني أصبحت أكثر سعادة وزادت ثقتي بنفسي الآن؛ فبفضل هذا المركز أشعر بأمان وقوة أكثر ومنذ أن قمت بتحسين نفسي، أنا أيضًا أكثر ثقة في مستقبلي فأنا لا أنظر إلى الوراء، فأشعر الآن وكأنني قمت بتضميد جراح الحرب.

أقدم هذه الأيام خدمات تصفيف الشعر في المنزل، امتهنت تصفيف الشعر منذ أن كان عمري 17 عامًا، وأحلم أن يكون لدي صالون خاص بي في أحد الأيام، لدي أيضًا أربع بنات وأريد أن أنقل إليهن المهنة وأود أن أقول للنساء اللاجئات أن يتحلين بالقوة دائمًا وأن يدافعن عن حقوقهن وكوني على دراية بحقوقك كإمرأة وكإنسانة ولا تتخلي عنها، فالحياة لن تتوقف أبدًا، فأنا أم لستة أطفال، لم تنته الحياة بالنسبة لي وستستمر".

-----------------------------------------------------------------------------------

* تم تغيير الاسم لحماية هوية المتحدثة.